حكايات ساخنة من داخل وزارتى «السياحة» و«الطيران»..
حقيقة تجميد مطار العاصمة الإدارية بسبب تهديد طائرة لمئذنة «الفتاح العليم»
شهدت أروقة وزارتي الطيران المدني والسياحة والآثار، حكايات مثيرة وأحداث ضبابية ما أثار الأحاديث بين الموظفين والمترددين على الوزارتين خلف الأبواب الموصودة.
الأحاديث المتواترة بين الموظفين كشفت عن وجود لغط كبير، وعدم وضوح الرؤية بشأن إنشاء صالة جديدة بمطار القاهرة الدولي تصل تكلفتها لعشرات المليارات، علاوة على ما يتردد بشأن تجميد نشاط مطار العاصمة الإدارية الجديدة وعدم افتتاحه؛ لوجود خطر داهم أثناء هبوط الطائرات يهدد مئذنة مسجد الفتاح العليم.
تدابير تكلفة صالة 4
أولى حكايات وزارة الطيران المدني، كانت حول خطة الوزارة والشركة القابضة للمطارات بشأن كواليس وتكلفة إنشاء صالة 4 بمطار القاهرة الدولي.
وعرض الوزير على الرئيس السيسي، خطة إنشاء الصالة بتكلفة تقدر بـ 100 مليون جنيه، على أن يتم تدبير تكلفة الصالة عن طريق قرض.
وبالفعل وافق الرئيس على إنشاء الصالة، والتي تتضمن تحديد موقف الصالة الجديدة في أرض فضاء قريبة من صالة الرحلات الموسمية بالمطار.
ومن المقرر أن يتم إسناد إنشاء مشروع صالة 4 لإحدى الشركات المتخصصة بعد طرح مزايدة تحت إشراف من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
سر تجميد مطار العاصمة الإدارية
ثاني الحكايات داخل وزارة الطيران، هو مصير مطار العاصمة الإدارية الجديدة، والذي انتهت من إنشائه منذ أكثر من عام وأصبح جاهزًا لاستقبال الرحلات.
وبالفعل بدأ المطار في استقبال الطائرات للتزود بالوقود وعلى ضوئه هبطت إحدى رحلات شركة طيران الإماراتية لتتزود بالوقود.
وكانت الطامة الكبرى ما كتبته شركة طيران الإماراتية في تقريرها عن الهبوط بمطار العاصمة الإدارية.
وتضمن التقرير ملاحظة شديدة اللهجة تشير إلى وجود صعوبات واجهت قائد الرحلة أثناء الهبوط بالمطار للتزود بالوقود.
ويقول قائد الطائرة، في تقريره، إنه أثناء الهبوط التدريجي بالطائرة للوصول إلى الهبوط النهائي بالمطار، فوجئ أنه وصل لدرجة هبوط معينة بها احتمالية للاصطدام بمئذنة مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية؛ الأمر الذي جعله يرتفع بالطائرة مرة أخرى لأعلى قبل أن يمر من أعلى المسجد ليهبط من جديد بعد مروره من أعلى المسجد.
وحاليًا يعمل مطار العاصمة الإدارية على رحلات الـ«سكاي» للطائرات الخاصة والتي تتطلب ارتفاعات متوسطة؛ للسماح لهواة السقوط من الطائرات وفتح “الباراشوت” لإتمام مهمتهم الترفيهية.
مدير صالة 3 بمطار القاهرة الدولي
وعلمت «النبأ» من مصادر مُطلعة داخل مطار القاهرة الدولي، ما حدث مع حازم أبو الخير، مدير صالة 3، وتعرضه للتوبيخ من أحد رؤسائه بسبب سائق ليموزين لم يلتزم بالتواجد في مكان عمله ووجوده داخل دورة المياه لقضاء حاجته.
واستشاط المسئول الكبير غضبًا من مدير الصالة، وصعد الأمر لأكبر مسئول بوزارة الطيران؛ ليصدر فرمان بإزاحة «أبو الخير» من منصبه كمدير صالة 3 واستبداله بشخص آخر حاصل على بكالوريوس تربية رياضية.
وأشاد العديد من المسئولين بفترة حازم أبو الخير أثناء عمله كمدير لصالة 3، وتطور الخدمات وسير منظومة العمل على أكمل وجه، لافتين إلى أن إزاحته من منصبه خسارة لصالة 3، متمنين أن يكون المسئول الجديد قادرا على استكمال إنجازات «أبو الخير» بصالة 3.
هيئة تنشيط السياحة خارج الخدمة
وفي سياق آخر، قامت وزارة السياحة والآثار، منذ فترة، بانتداب الدكتور أحمد رحيمة باحث دكتوراه في الآثار المصرية وخريج البرنامج الرئاسي للقيادة الدفعة الثانية، ليشغل منصب معاون لوزير السياحة والآثار لتنمية الموارد البشرية منذ عام 2019، حيث كانت من ضمن المهام المسندة له إعادة هيكلة الوزارة والجهات التابعة بعد دمج وزارتي السياحة والآثار في حقبة وزارية واحدة.
وعلى ضوء ذلك، قام «رحيمة» باستحداث إدارة التسويق ليفصلها عن هيئة تنشيط السياحة وبذلك تصبح إدارة التسويق هي المسئولة عن وضع خطط التسويق والترويج للسياحة المصرية بالخارج دون إلزامية الرجوع للهيئة بالموافقة أو الرفض، وكل ما عليها أن تقوم إدارة التسويق بإخطار الهيئة بالأسواق التي سيتم العمل عليها، على أن تمتلك إدارة التسويق الميزانية التي تعمل عليها للتسويق بالخارج والتي تم إسنادها لإحدى الشركات الهامة بمصر.
وبناءً على ذلك تقوم هذه الشركات بالتسويق بالخارج، الأمر الذي أفقد هيئة تنشيط السياحة اختصاصا هاما، ففي حين امتلاك أبناء هيئة تنشيط السياحة على دكتوراه تخصصية في مجال التسويق والدعاية، إلا أن إدارة التسويق تخلو من حاملي شهادات الدكتوراه المتخصصة في التسويق والدعاية، ليثير الأمر تساؤلات أبناء الهيئة مرددين: «بأي مبدأ وطريقة تدار الهيئة وتسند المهام بعد هيكلة وزارة السياحة والآثار وبعد تهميش الكوادر من أبناء الهيئة».
غضب ضد وزيري
ولا ينكر أحد أداء ونشاط الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والذي أسفر اجتهاده عن اكتشافات أثرية عديدة، خلال فترة توليه المجلس.
لم يتوقف حجم النشاط عند هذا الحد، بل شهدت أضرحة آل البيت تطويرا غير مسبوق بتمويل من جماعات وطوائف دينية من الخارج.
وشهدت عملية تطوير الأضرحة والمساجد أزمة كبرى بتدخل المتبرعين والممولين وإشرافهم بشكل مباشر في أعمال التطوير؛ ما تسبب في إزعاج كبير لأهل السنة ومحبي الحفاظ على الأثر.
وانتقد البعض ما شهده مسجد السيدة نفيسة من طمث للمعالم، والأضرار التي لحقت به وتغيير اللون الأخضر إلى الأسود وهو اللون المحبب للشيعة، علاوة على استخدام الرخام في أماكن لم يسبق فيها تركيب رخام.
وعلق الدكتور مصطفى وزيري، بأن المسجد ليس مسجلا بالآثار، وهو ما أغضب الكثيرين ليتردد داخل الوزارة أنباء عن إعادة النظر في «وزيري» واحتمالية إزاحته من منصبه.