الدكتور محمد حمزة يكتب.. ما اختصاصات المجلس الأعلى للآثار؟
ماكان لهذا التصريح ان يصدر عن استاذ أثار جامعي وعضو لجنة دائمة؛؛؛ فأول رسالة ناقشها بعد ترقيته لاستاذ مساعد كانت تحت اشرافي وموضوعها عمائر القاهرة الجنائزية في القرن 13الهجري/19 الميلادي؛ وذلك في تاريخ13/ 9 / 2003 م ومنها المسجل ومنها غير المسجل؛؛ وقد اشاد بها وماخرجت به من نتائج وتوصيات وعلى رأسها تسجيل غير المسجل منها؛؛؛ وبعد هذه الرسالة تم تسجيل ومناقشة وإجازة أكثر من 30رسالة عن العمائر الجنائزية في القرافة خلال عصر اسرة محمد علي غالبيتها غير مسجلة في عداد الآثار فهي ترجع إلى مابين1883_1953م وتنطبق عليها المادة2تمام الأطباق؛ وبالتالي تكون الجامعة قد ادت واجبها في خدمة المجتمع وقامت بتسجيل وتوثيق المقابر والاحواش غير المسجلة واوصت المجلس الأعلى للآثار للقيام بتسجيلها لا سيما وان غالبية هؤلاء الباحثين والباحثات من موظفي المجلس الأعلى للآثار وقطاع الآثار الإسلامية؛ وبالفعل تم مناقشة هذا الأمر وطرحه على مجلس الإدارة عندما كنت عضوا فيه بصفتي عميدا لكلية الآثار جامعة القاهرة(2011_2017م) وتمت الموافقة على تشكيل لجنة برئاستي لحصر الجبانات بالقاهرة وتسجيل غير المسجل منها وصدر القرار الوزاري عام2015م وكان من بين أعضاء اللجنة مفتشة أثار اسلامية (وهي السيدة امال العربي) مسجلة للماجستير معي عن مقابر الإمام الشافعي وتمت مناقشتها فيما بعد؛ الا ان اللجنة لم تفعل للأسف حتى الان.
وعلى ذلك فالجامعة ادت دورها على خير وجه ووثقت ودرست هذه العمائر تاريخياو معماريا وفنيا؛ فضلا عن الرفع المعماري من مساقط افقيةو قطاعات وواجهات وتفريغات ومناظير وصور فوتوغرافية؛ واوصت المجلس الأعلى بتسجيلها ولكنه لم يفعل؛؛؛ ويجرنا هذا لكي نسأل الاستاذ الجامعي وعضو اللجنة الدائمة عدة تساؤلات إنطلاقا من تصريحه؛؛ السؤال الأول ماهي اختصاصات المجلس الأعلى للآثار ومهامه التي حددها ورسمها القانون؛؛ وماهو اختصاص اللجنة الدائمة ومهامها التي حددها ورسمها القانون ايضا؛؛؛ اليس منها تسجيل العقارات والابنية والأراضي والمنقولات؛ فضلا عن تحديد حرم الأثر وخطوط التجميل والمناطق المتاخمة ومحيط بيئة الاثر؛ وبالتالي أين أنتم يااساتذة الجامعة أعضاء اللجنة الدائمة من ذلك؛ ولماذا لم تقوموا بدوركم الوطني والوظيفي لتسجيل غير المسجل حماية له وصونا؛؛؛
السؤال الثاني كيف نفسر اعترافك بأن مقابر الإمام الشافعي تتعرض إلى دمار طبيعي؛؛
هل ما جري وما يجري نتيجة لكارثة طبيعية مثلا من الزلازل والبراكين والسيول؛ ام نتيجة لحرائق هائلة ام نتيجة لهجمة شرسة تترية من قبل اعداء الوطن؛؛؛ وطبعا مافيش حاجة من دي حدثت ولا هاتحدث؛ وبالتالي كيف تجرؤ على قول هذا التصريح الذي لاسند له في الواقع لكي تبني عليه رايك غير الصائب؛ ولا هو كلام ابن عم حديت لمجرد التبرير وخلاص؛؛؛ ولوكان ذلك كذلك؛ فمن العيب ان يصدر عن استاذ جامعي مثل هذا القول اللي في غير محله؛؛؛
السؤال الثالث أليست مقابر الإمام الشافعي والسيدة نفيسة وكل المقابر في محور صلاح سالم محمية بحكم القانون لأنها تدخل في نطاق حرم الآثار وخطوط التجميل المعتمدة والاماكن أو الأراضي المتأخمة للآثار وبيئة الأثر والموقع الأثري والمنطقة الأثرية فكيف والحال هكذا نفصل بين المسجل وغير المسجل في نفس الموقع ومحيطه والمنطقة؛ وبالتالي كيف نكفل حماية بيئة الأثر ونحافظ على بانوراما المنطقة الأثرية ومراعاة المحيط الأثري والتاريخي بما يضمن حمايته طبقا للقانون في هذه الحالة؛
السؤال الرابع كيف نفسر مايجري من إنه إنقاذ للقبور من تأثير المياه الجوفية؛؛ وهو مايعني ان اي منطقة أو أثر فيه مياه جوفية نقوم بهدمها لانقاذها؛؛ وبالتالي نهدم كل الآثار المصرية الإسلامية والقبطية داخل القاهرة لأنها عائمة على بحر من المياه الجوفية؛؛ وهو مالم ولن تفعله الدولة؛ واية ذلك؛ على سبيل المثال وليس الحصر؛ ماحدث في شارع المعز وفي جامع الصالح طلائع أمام باب زويلة أو بوابة المتولي؛؛؛ وعلى ذلك فالحل لايكمن في الهدم وإنما في علاج المشكلة اي المياه الجوفية والدولة قادرة لتحقيق ذلك بمنتهى الجد والقوة والعزيمة لو أرادت ذلك؛؛؛ السؤال الخامس اليس هناك فرق كبير بين انشاء مقبرة الخالدين لتضم رفات الشخصيات المؤثرة في تاريخ مصر وبين الحفاظ على تلك المقابر ذات الطراز المعماري والفني النادر والمتميز؛؛؛ وبالتالي فانشاء َمقبرة الخالدين شئ ؛ والإبقاء على المقابر التراثيةو تسجيلها وصيانتها وترميمها وعلاج مشكلة المياه الجوفية شئ اخر؛؛؛
السؤال السادس بالنسبة للتطوير والترميم هل ماحدث في جامع الأقمر ترميم سليم وفق الأسس والمعايير الدولية المعتمدة ام مجردتطوير وتنظيف ليس إلا؛؛ وماذا تفسر ماحدث لمشهد ال طباطبا على حافة بركة عين الصيرة ضمن محور صلاح سالم أيضا وهو الأثر الاخشيدي الوحيد الباقي والمسجل؛؛ وهل هناك مبنى من الأجر (الطوب الأحمر) يفك وينقل إلى موقع اخر مثل الابنية الحجرية والتي ترقم بمنتهى الدقة؛؛؛ والمهم أين هو الآن وهل نعتبره أثرا بعد ماحدث له؛؛؛ ثم ما رايك وراي أعضاء اللجنة الدائمة في بناء مسرح على ثلثي حرم سور مجري العيون من الناحية الجنوبية وبالتالي لَم يتبق من الحرم الأصلي اللي هو 30 م سوي 9م اي اقل من الثلث فاين القانون في هذه الحالة بل واين انتم أعضاء اللجنة؛؛؛
السؤال السابع أين البئر الأثري المكتشف بجوار التربة السلطانية وهل قمتم أعضاء الجنة الدائمة بتسجيله في عداد الآثار؛؛ واين تربة مصطفى شاهين بجوار تربة رقية دودو التي تم فكها ونقلها ومن الذي هدم تربة مصطفى شاهين التي تنتمي لطراز التربة المفتوحة وفيه حلقة كاملة عنها في برنامج مصر المحروسة على القناة الأولى التليفزيون المصري قبل هدمها وهي مسجلة أثر فاين انتم ايها السادة أعضاء اللجنة الدائمة؛؛
السؤال الثامن هل كل الشعب المصري خاصته وعامته حاقد كما وصفت من ينتقد مايجري في المقابر؛؛ والحق إن الشعب المصري بقضه وقضيضه مع المشروعات القومية والتنمويه وكل ماتقوم به الدولة في هذا الشأن لاستعادة وجه القاهرة الحضاري ولكن الاعتراض الوحيد هو الا يؤثر ذلك على المواقع التاريخية والتراثية والاثرية والرئيس
عبد الفتاح السيسي نفسه قد انتصر لهذه المواقع في مناسبات عديدة ووجه بضرورة تدقيق الدراسات والبيانات المتعلقة بمحور صلاح سالم بل ووجه بتشكيل لجنة من الخبراء والمختصين لتقييم الموقف وطرح البدائل والحلول الممكنة؛ وذلك حفاظا على أهمية المنطقة بابعادها التاريخية والتراثية ومقومات تفردها؛ وبالتالي يجب الجمع بين الأصالة والمعاصرة أو بين التراث والعصرنة اي نجمع بين الحسنيين وهذا هو عين توجيهات السيد الرئيس؛ اما مايحدث حتى الان فهو عكس هذه التوجيهات؛؛ ومن ثم عليك ان تحتفظ برأيك لنفسك وهذا حق كفله الدستور والقانون لك ؛ اما ان تصف الناس بماليس فيهم فهذا ليس من حقك لان الدستور والقانون قد كفل لهم أيضا ذلك الحق؛؛ المصريون كلهم وطنيون يحبون ويعشقون تراب وطنهم ويتحملون في سبيله كل شئ حتى الظروف الصعبة واسأل التاريخ البعيد والقريب والمعاصر الذي نحياه جميعا؛؛ فأرجوا عدم التشدق بالوطنية على حساب الآخرين؛؛؛
السؤال التاسع هل عدم تسجيل هذه المقابر التي ترجع إلى مابين1883_1953م يرجع لعدم إنطباق معايير التسجيل طبقا للمادة 2من القانون عليها وهي المادة التي تتغاضي عن الحد الزمني (100سنة) الوارد في المادة الأولى مادامت توافرت فيها المعايير المنصوص عليها؛؛ مع إنه ا تفوق العديد من العقارات والا بنية الأخرى من نفس الفترة والمسجلة طبقا لذات المادة من القانون؛؛ ولا ادري ما السبب وراء تسجيل وعدم تسجيل لعمائر وعقارات وابنية من نفس الفترة ولا هو حسب المزاج وليس حسب القانون ام هو اهمال وتقصير ام هو امر مقصود لتكون كالكلأ المباح يستحله من يشاء ؛؛؛ والاغرب ايها السادة أعضاء اللجنة الدائمة ان
هناك عمائر من ذات الفترة سجلت ثم شطبت وأخرجت من عداد الآثار ومنهاعلي سبيل المثال المحطة الملكية بكفر الشيخ من عهد الملك
فؤاد وتحديدا عام 1927م وسجلت طبقا للمادة2 وصدر القرار الوزاري بتسجيلها عام 1992م ثم شطبت وأخرجت من عداد الآثار بموافقة اللجنة الدائمة لأنها فقدت الصلة المكانية منذ عامين فهل يعقل هذا؛؛
السؤال العاشر ماذا حدث معك عندما رددت هذا الكلام في قصر الأمير طاز بالسيوفية من الحاضرين؛؛ والصواب في ذلك وللخروج من هذه الازمة العلمية والثقافية والتراثية يجب أن يعقد مؤتمر صحفي على الهواء مباشرة معك ومع أعضاء اللجنة الدائمة ورئيس القطاع والأمين العام وانا على أتم إستعدام لتنظيم هذا المؤتمر حتى نقف صفا واحدا من أجل الحفاظ على هويتنا وتراثنا وأثارنا عن طريق حسم كل الملفات والقضايا المتعلقة بالآثار والتراث؛؛؛ حدد مع اللجنة والقطاع والمجلس وعليا التنظيم وإدارة المؤتمر؛؛؛
وبعد من حق أي إنسان أنَ يعبر عن رأيه ولا يلزم الآخرين به أو يتهمهم بما ليس فيهم؛ كما أن الأمانة تقتضي إن يوضع كل شئ في موضعه وتقدر الأمور بقدرها وليس طبقا لتوجيهات معينة أو مجاملة لاحد أو تحت أي ظرف من الظروف ولا سيما في القضايا التاريخية التي تمس الهوية الوطنية والذاكرة التراثية للوطن؛ وبالتالي يسقط في هوة سحيقة ويشطب تاريخه إن كان له تاريخ بأستيكة؛؛ فالتراث ليس ردة إلى الماضي وإنما هو إمتداد الماضي إلى الحاضر الحي وإستشراف لابعاد المستقبل وهذا هو ما يوجه إليه ويحرص عليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ ومن ثم فإن الجمهورية الجديدة التي أرسى دعائمها ووضع أساسها السيد الرئيس بحاجة إلى العلم الحقيقي والعمل الجاد والخبرات والكفاءات الوطنية المخلصة؛ وليست بحاجة إلى المؤولين و المطبلاتية والبصمجية والمحللين في كافة المجالات فالمفروض إن زمن العمدة عتمان في الزوجة الثانية قد ولي وانتهى ونحن ما زلنا جميعا نفتكر المشهد والحوار العبقري الذي
دار بين العمدة وبطانته من المحللين وبين الزوج الغلبان ( الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا؛ وقبلها تأويل في غير محله للأية القرأ نية الشريفة ( واطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)؛ وبالتالي فالجمهورية الجديدة وكما يريدها السيد الرئيس هي جمهورية نظيفة وخالية من كل هذه الأمراض المتوارثة لأن دستورها هو العلم والعمل والكفاءة والخبرة والمهارة والاخلاص والجد والاجتهاد وحب الوطن في تراثه وتاريخه وحاضره بالجمع بين الأصالة والمعاصرة وبين التراث والعصرنة؛
والوقوف مع قائده وزعيمه وحكومته الرشيدة وجيشه وشرطته وقضائه وإعلامه من أجل بناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة إن شاء الله.
حفظ الله مصر أرضا وشعبا وهويةوقيادة وجيشا وشرطة وحكومة رشيدة وقوة ناعمة وعلماءا وخبراءاوتاريخا وأثارا وحضارة وثقافة وتراثا إلى أن يشاء الله وحتى يرث الأرض ومن عليها اللهم أمين يارب العالمين.
بقلم:
الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد آثار القاهرة سابقا