أستاذ علم نفس تربوي يكشف الدافع وراء جرائم سفاح الجيزة
أثار مسلسل "سفاح الجيزة" حالة من الجدل والتشويق والتساؤل عن الدوافع والعوامل والأسباب النفسية التي تدفع شخصية سوية نفسيا هادئة ومسالمة مع المحطين به، وبارا بوالدته، إلى تورطه في عدة حوادث وجرائم وتنكره في أكثر من شخصية خاصة أن العمل مستوحى من أحداث حقيقة لـ "قذافي فرج".
الأسباب والعوامل وراء جرائم سفاح الجيزة
في سياق ذلك قال الدكتور "عاصم حجازي" أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن هناك العديد من الأسباب والعوامل والدوافع وراء جرائم "سفاح الجيزة"، لافتا إلى أنها تتلخص في نقطتين مستوى الاضطراب والمرض النفسي، والتنشئة الاجتماعية التي يمكن السيطرة عليها بسهولة.
وأضاف " حجازي" أن من أهم الأسباب الأكثر خطورة معاناة الشخص من بعض الاضطرابات النفسية كاضطراب الهوية التفارقي والذي يرتبط بدوره بمجموعة أخرى من الاضطرابات كاضطراب الشخصية الحدية، واضطراب الكرب التالي للصدمة، متابعا أن هذه الاضطرابات تحتاج إلى تدخل علاجي للتخلص منها.
عوامل أخرى تقف خلف ارتكاب الجرائم
وأكد أن هناك بعض العوامل الأخرى التي تقف خلف هذا السلوك بعضها يرتبط بإدمان المخدرات، وبعضها يتعلق بشعور الفرد بالاضطهاد وقلة الحيلة وعدم قدرته على حل مشكلاته، كما أنه قد يكون متدينا تدينا ظاهريا من أجل كسب احترام وثقة وتقدير المجتمع، بالإضافة إلى أنه يسعى جاهدا للحصول على الثناء والمكانة وبالتالي فإنه ينزعج كثيرا حينما يحاول أحدهم أن يمس مكانته فيبادر بتدميره، متمركزا بشكل كبير حول ذاته "الشخصية النرجسية" وفكرته عن الواقع والمجتمع تكون غير واقعية ويعاني بشكل أساسي من الكمالية العصابية أي السعي للكمال الظاهري المطلق الكامل غير الموجود حقيقة في الواقع.
أساليب التنشئة الاجتماعية التي تصنع انسان غير سوي نفسيا
وتابع "أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة "أنه وقد يكون لديه خلل في بنائه المعرفي حيث يكون لديه تصورات وأفكار ومعتقدات مغلوطة تجعله لا يرى أن إزهاق أرواح الآخرين يمثل جريمة كبرى بل إن هذه المعتقدات المغلوطة قد تصور له أنهم يستحقون هذا العقاب، مؤكدا أن معظم هذه الأسباب تعود إلى أساليب التنشئة الاجتماعية التي تعرض لها الفرد وما واجهه في صغره من مشكلات وصدمات، فالأسر التي تبالغ في تدليل أبنائها أو تلك التي لا تحمل أبناءها أي مسئولية أو التي تعامل أبناءها بقسوة أو إهمال أو تبالغ في حمايتهم ولا تعطيهم الفرصة لكي يجربوا ويكتشفوا طرقا لحل مشكلاتهم أو الأسر التي تقدم الحلول الجاهزة للأبناء ولا تدربهم على حل المشكلات بطرق صحيحة أو الأسر التي تبالغ في مدح أو ذم الأبناء جميعهم يشاركون في صنع إنسان غير سوي نفسيا في المستقبل ومرشح لأن يرتكب جرما ما في حق الآخرين.