رئيس التحرير
خالد مهران

لغز حرمان خريجي كليات الطب الخاصة من عضوية نقابة الأطباء

الجامعات الخاصة
الجامعات الخاصة

تحطمت آمال الكثير من الطلاب والطالبات في تحقيق أحلامهم وصعوبة التحاقهم بالجامعات الحكومية بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة وبداية تنسيق القبول بالجامعات، وإزاء هذا الواقع المرير يتجه كثير من هؤلاء الطلاب إلى الجامعات الخاصة باعتبارها الحل الوحيد لهم لتحقيق أحلامهم والالتحاق بالكليات التي يريدونها.

واستغلالًا لأحلام الطلاب تحولت بعض الجامعات الخاصة من مشروع خدمي يهتم بجودة التعليم لـ«دكاكين شهادات عليا» وبيزنس لأصحاب هذه الجامعات تلعب على أوتار الحلم وتبيع للطلاب الوهم بشأن المستقبل الباهر؛ لعدم اعتماد البعض منها من خلال المجلس الأعلى للجامعات.

وتوجد في مصر ما يقرب من 24 جامعة خاصة، منها 20 جامعة في القاهرة الكبرى، وجامعتان في الدلتا وجامعتان في الصعيد، وتضم أكثر من 120 ألف طالب سنويًا، وبها كليات طب وطب أسنان وصيدلة وعلاج طبيعي وهندسة.. إلخ.

 وزارة التعليم العالي  تحذر الطلاب وأولياء الأمور من التعامل مع الجامعات الوهمية 

وبالرغم من التحذيرات الشديدة من عدة نقابات من الالتحاق بمثل هذه الجامعات غير المعتمدة من المجلس الأعلى للجامعات بالإضافة إلى تكبد أولياء الأمور لمبالغ ضخمة بمصروفات دراسية تصل إلى 300 ألف جنيه سنويًا، إلا أن الطلاب يتسارعون في الالتحاق بهذه الجامعات دون معرفة شروط الانضمام للنقابات التابعة لدراستهم.

وعلى رأس تلك النقابات المهنية، تأتي نقابة الأطباء التي تمنع خريجي كليات الطب غير المحسوبين على المستشفيات الجامعية من الحصول على عضويتها.

ففي 16 فبراير من عام 2019، قرر مجلس نقابة الأطباء عدم قيد خريجي كليات الطب الخاصة التي يدرس فيها الطلاب دون وجود مستشفى جامعي ملك خاص للكلية وبعدد أسرة تتناسب مع عدد الطلبة، يشمل كل التخصصات على غرار المستشفيات الجامعية، بالإضافة إلى أن هناك بعض الجامعات الخاصة تفرض رسوما على طلبة امتياز بكلية الطب تصل إلى 30 ألف جنيه، وذلك بسبب عدم توافر مستشفى تابعة لها مما يدفعها لإيجار مستشفى لتدريب الطلاب.

وتحذر وزارة التعليم العالي الطلاب وأولياء الأمور بشكل دائم التعامل مع الجامعات الوهمية حتى لا يقعوا فريسة للكيانات الوهمية التي تُمارس أنشطة تعليمية دون الحصول على التراخيص اللازمة من الوزارة، وتمنح شهادات وهمية غير مُعادلة من المجلس الأعلى للجامعات.

كليات الطب تعتمد فى التدريب على المستشفيات الجامعية

ومن جانبها، تقول الدكتورة منى مينا الوكيل الأسبق لنقابة الأطباء، إن النقابة لا ترفض خريجي الكليات الخاصة وتسمح لهم بمزاولة مهنة الطب، ولكنها وضعت مجموعة من الشروط والقيود بقرار من مجلس الجمعية العمومية لحماية مستوى الطب في مصر، مؤكدة أن النقابة تقبل منذ سنوات طويلة خريجين من جامعات خاصة مثل جامعة 6 أكتوبر، وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.

وأكدت «مينا»، أن دراسة الطب هي دراسة علمية وتدريبية وبحثية وإكلينيكية  وليست دراسة نظرية، وبالتالي يحتاج الطالب إلى مستشفى جامعي تتوافر بها الحالات التعليمية المناسبة للدارسة وتتناسب أيضًا مع عدد الطلبة بمختلف الأقسام والتخصصات، وذلك لا يتوفر في بعض الجامعات الخاصة، منوهة إلى أن هذا الشرط من أهم الشروط التي وضعتها النقابة.

وأضافت أن كليات الطب تعتمد في التدريب على المستشفيات الجامعية  فهي تعتبر «روح كلية الطب»، وبدون متابعة طالب الكليات الطبية للحالات والمرضى بنفسه لا يكون طبيبًا حقيقيا ولا يحق له القيد بنقابة الأطباء.

وأشارت إلى أنه بالرغم من كل المشاكل التي تواجه الطبيب المصري إلا أنه ما زال مرموقًا على مستوى الدول العربية والإفريقية ودول العالم الأول.

 نقابة الأطباء وضعت شروطا وقيودا لخريجي الكليات الخاصة

بينما يرى الدكتور محمود حسين رئيس إحدى الجامعات الخاصة، إن كافة الجامعات والمعاهد الخاصة التي سمحت بها الدولة التابعة للمجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي تلتزم بكل ضوابط ولوائح الوزارة تخرج طلاب مثلهم مثل ذويهم من الجامعات الحكومية.

وأضاف أن نقابة الأطباء وضعت شروطا وقيودا لخريجي الكليات الخاصة، وعند التزام كليات الجامعات الخاصة بهذه القيود يحق للخريج الانضمام وممارسة مهنته بكل سهولة.

وأوضح أن التعامل مع الجامعات الخاصة الآن في الحصول على الشهادات العلمية ليس من الأمور التي تثير القلق كالسابق، مؤكدا أنها تتميز بنخبة من أفضل المعلمين، كما أنها تخرج أفضل الدفعات من الطلبة والطالبات.

وتابع أن الجامعات الخاصة تستطيع تحقيق أحلام الطلاب في المجال الذي يرغبون الدراسة به ولكن بمبالغ باهظة على أولياء الأمور، مشيرًا إلى أن دراسة الطب من أكثر المجالات التي يقبل عليها الكثير من الطلاب.

عضوية النقابات المهنية أمر حيوي لجميع العاملين بالمهن المختلفة

 

فيما تقول الدكتورة شيرين كدواني، مدرس الإعلام الرقمي بجامعة أسيوط، إن عضوية النقابات المهنية أمر حيوي لجميع العاملين بالمهن المختلفة، حيث توفر لهم الحماية الاجتماعية والعديد من المزايا الاقتصادية كالمعاشات وخلافه.

وأضافت أنه فيما يخص رفض بعض النقابات المهنية لعضوية خريجي الجامعات الخاصة، تعتقد أن هذا الأمر يرتبط بانتشار العديد من الكيانات الوهمية التي تدعي أنها جامعات أو معاهد عليا، دون حصول على اعتماد من المجلس الأعلى للجامعات، ومن ثم فما يصدر عنها من شهادات ومن يتخرجون منها لا يعترف بهم.

وأكدت «كدواني»، أن هذا الأمر بحاجة إلى إعادة النظر لاستيعاب الخريجين ممن درسوا بجامعات ومعاهد عليا خاصة المعتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، مع وضع كل نقابة ما تراه مناسبًا من شروط لقبول هؤلاء الخريجين ضمن النقابات، بما يحفظ لتلك المهن هيبتها وتميز منتسبيها من جانب، ويكفل لخريجي الجامعات الخاصة حقهم في الانضمام للنقابات المهنية من جانب آخر.