طبيب نفسي يكشف كيفية التعافي من إدمان السوشيال ميديا
من منا لا يستخدم السوشيال ميديا في حياته بل في يومه، بل كل ساعة وكل لحظة بل أصبحت من الضروريات في حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها،ولو نظرت حولك ستجد أنك محاصر بكثير من المواقع فعلى سبيل المثال واتساب، فيسبوك، انستجرام، تويتر، تيليجرام، وغيرها، فقد كشف تقرير حديث أن عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أصبح 4.65 مليار، أي بنسبة 58.7 % من إجمالي سكان العالم، وأن 9 من أصل 10 من هؤلاء المستخدمين يدخلون إلى هذه المواقع من خلال أجهزة الهاتف المحمول.
ولا نستطيع أن ننكر الدور الايجابي لوسائل التواصل الاجتماعي والانجازات الكبيرة التي لم يتخيلها عقل أو يتوقعها بشر فهو وسيلة فعالة لتواصل الانساني وتكوين صدقات جديدة، وساعد في متابعة كل الاخبار العالمية ونقل وتبادل المعلومات، كما أنه الآن دخل في كل مجالات العمل.
إدمان شبكات التواصل الاجتماعي يسبب الاكتئاب
ورغم الدور الإيجابي لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي إلا أن هذا الدور رافقه العديد من السلبيات الناجمة عن فرط استخدامها، حيث ظهرت مؤشرات "إدمان شبكات التواصل الاجتماعي" بسبب استخدام هذه المنصات ساعات كثيرة في اليوم تصل إلى عشر ساعات، وصاحَب ذلك العديد من الآثار النفسية السلبية، مثل الشعور بالوحدة، والاكتئاب والتوتر والقلق والإجهاد والحزن والصراعات الداخلية، وغيرها.
كما أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت لها دور كبير في انتشار الشائعات في مصر في الفترة الاخيرة التي أثرت على المجتمع المصري بشكل كبير، وأصبح الكثيرون يتعاملون مع المعلومات الخاطئة على أنها حقيقة، بل أنهم باتوا يصدقون الاخبار الكاذبة ويرفضون المعلومات الصحيحة، ولكن مصر استطاعت التصدي لهذه الشائعات وقتلها.
السوشيال ميديا سلاح ذو حدين
والسوشيال ميديا سلاح ذو حدين فالمسدس يمكن أن تدافع به عن نفسك لكن إن تركته بيد طفل أو من لا يجيد استعماله ربما يقتل نفسه أو يصيب من حوله ومواقع التواصل الاجتماعي إن عرفنا استخدامها فهي مفيدة أما إذا أسأنا استخدامها حتما ستدمر حياتنا،فهي ساعدت في زيادة نسب الطلاق، وفي انتشار الجريمة، واتساع بقعة الانحراف، والابتعاد عن الاخلاق، وانقلاب القيم.
السوشيال ميديا بمثابة الروح داخل الجسد
وفى هذا السياق يقول علي النبوي أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان،إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة الروح داخل الجسد للجيل الحالي، فالأبناء داخل الأسرة يمكنهم الاستغناء عن المأكل أو المشرب أو الملبس لكن الانترنت لا يمكنهم التخلي عنه حتي ولو ساعة، وبالأخص بعد دخوله في مجالات عديدة منها التعليم والتجارة والعمل والمعاملات البنكية وغيرها.
وأضاف النبوي أن الطب النفسي صنف ادمان وسائل التواصل الاجتماعي كمرض مؤخرا لأنه ينطبق عليه أعراض أي ادمان آخر مثل الاكتئاب والعزلة عن العالم، والانشغال عن مصالح العمل لدي كل الفئات، وانعدام الثقة بالنفس.
وأكد النبوي أن ادمان وسائل التواصل الاجتماعي يتسبب في اهدار المال والوقت وانقطاع العلاقات الأسرية والزوجية، كما أن هناك مصطلح متداول الآن يسمي "أرامل الانترنت" بسبب انشغال الزوج دائما بالهاتف المحمول ناسيا زوجته.
التعافي من السوشيال ميديا
وتابع أستاذ الطب النفسي أن السبب الرئيسي لإدمان السوشيال ميديا تلبية الرغبة في الراحة النفسية لدي المستخدم الذي يجد اهتمامه لشخصي فهو يسمع ويري ما يريد، متوقعا زيادة المشكلة في الأيام المقبلة.
وشدد النبوي بضرورة تقسيم الوقت بين ما يحتاجه الفرد وما يريده، أي بين أسرته وعمله والإنترنت، فعند إعطاء كل منهم حقه، سوف يتعافى من إدمان الانترنت.
كما ينصح النبوي المحيطين بمدمن الإنترنت عدم تركه وحيدا، بل يجب أن تكون أسرته بجواره، حتى لا يشعر برغبة دائمة في الجلوس بمفرده فيصبح شخصا انطوائيا.