روسيا.. سر الظهور المفاجئ لـ«جنرال يوم القيامة»
ظهر الجنرال الروسي سيرجي سوروفيكين، بعد الغموض الذي لف مصيره، ومكان تواجده خصوصًا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها روسيا قبل أكثر من شهرين.
وكان يُنظر الجنرال سيرجي سوروفيكين، إلى على أنه حليف قوي لمجموعة فاغنر وقائدها يفغيني بريغوجين، بل أن تقارير صحفية ذكرت أنه شارك ضمنا في محاولة الإنقلاب الفاشلة الذي شهدته روسيا قبل أكثر من شهرين.
فقد نشرت الصحافية الروسية كسينيا سوبتشاك، مساء أمس الاثنين، صورة للجنرال الملقب بـ "أرماغادون" لقسوته وشراسته على أرض المعركة وهو يتمشى على ما يبدو أمام منزله في موسكو، برفقة زوجته، مؤكدة أنها التقطت أمس.
وكتبت تعليق على حسابها في تيليجرام "الجنرال سيرجي سوروفيكين على قيد الحياة، بصحة جيدة، في المنزل، مع عائلته، في موسكو."
فيما بدا سوروفوكين مرتديا سروال جينز وقميصًا فضفاضًا، مع نظارة شمسية وقبعة، يسير إلى جانب امرأة يرجح أنها زوجته آنا.
فيما أكد الصحفي الروسي البارز والمستقل أليكسي فينيديكتوف على قناته في تيليجرام، أن سوروفيكين في المنزل مع عائلته، مضيفا أنه في إجازة حاليًا، لكنه موضوع تحت إمرة وزارة الدفاع.
أتى هذا الظهور، بعد أن ترددت العديد من الشائعات حول حليف بريغوجين السابق، بين من أكد أنه وضع قيد الإقامة الجبرية ومن زعم أنه موقوف للاستجواب أو حتى حبيس في سجن ليفورتوفو سيئ السمعة.
وكان سوروفيكين، الذي عرف بصلابته وشراسته خلال تواجده في سوريا، مسؤولًا لفترة وجيزة عن جهود موسكو الحربية في أوكرانيا.
إلا أن الدعم والتأييد العلني الذي قدمه بريغوجين له، قبيل انقلابه الفاشل أواخر يونيو الماضي، وضع الرجل بموضع الشك في موسكو، لا سيما في أروقة وزارة الدفاع، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هو أو غيره من كبار القادة قد ساعدوا في التمرد أو على الأقل كانت لديهم معرفة مسبقة بخطط قائد فاغنر.
أما آخر مرة شوهد فيها سوروفيكين علنًا فكانت يوم الانقلاب الفاشل، 24 يونيو الماضي، حيث ظهر في مقطع فيديو ناشد فيه المرتزقة المتمردين التراجع والتوقف عن خططهم هذه، ولم يتضح ما إذا كان قد اعتقل بالفعل حينها.
ويعد سوروفيكين من القادة العسكريين المخضرمين، لا سيما أنه تولى مهاما في العديد من الحروب التي خاضتها موسكو، بدءا من الاجتياح السوفيتي لأفغانستان، مرورا بسوريا، وصولًا إلى أوكرانيا.
كما عرف بأسلوبه العسكري "الوحشي" حتى لقب بـ "جنرال يوم القيامة"، وحاز على عدة أوسمة تكريم من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه.
إلا أن علاقته "القوية" بقائد فاغنر الذي لقي حتفه بحادث طائرة في 23 أغسطس الماضي، أطاحت به على ما يبدو، لا سيما أن بريغوجين الذي كان يكيل الانتقادات والشتائم دومًا وبلا كلل للقادة العسكريين ووزارة الدفاع خلا الأشهر الأخيرة من قتاله في أوكرانيا، لم يتفوه إلا بكل خير عنه!
بالتزامن مع ذلك، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسؤلين أمريكيين قولهم، أن السلطات الروسية أطلقت على ما يبدو سراح هذا الجنرال الذي أقيل من منصبه كقائد للقوات الجوية شهر أغسطس الماضي.
إلا أن المسؤولين الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، لم يوضحوا ما إذا كانت حركته لا تزال مقيدة.