«فاغنر» تنضم لـ«داعش والقاعدة»
ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن لندن تعتزم جعل مجموعة فاغنر منظمة "محظورة" بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، ما يضعها على قدم المساواة مع تنظيمي داعش والقاعدة.
ونقلت الصحيفة عن وزيرة الداخلية سويلا برافرمان قولها: "فاغنر منظمة عنيفة ومدمرة تعمل كأداة عسكرية لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين في الخارج".
أضافت: "بينما يقرر نظام بوتين ما يجب فعله "بالوحش الذي صنعه"، فإن أنشطة فاغنر المستمرة المزعزعة للاستقرار تستمر في خدمة الأهداف السياسية للكرملين".
واتهمت برافرمان وفق صحيفة "ديلي ميل" فاغنر بالتورط "في أعمال نهب وتعذيب وقتل همجي"، مشيرة إلى أن عمليات التنظيم في أوكرانيا والشرق الأوسط وإفريقيا "تشكل تهديدا للأمن العالمي".
وأضافت: "لهذا السبب نحظر هذه المنظمة الإرهابية ونواصل مساعدة أوكرانيا حيثما نستطيع في حربها ضد روسيا".
وكانت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، قد تقدمت بدعوة إلى حكومة البلاد من أجل إعلان مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة كـ "منظمة إرهابية".
وفي فبراير الماضي، ذكرت صحيفة "تلجراف"، أن وزارة الداخلية البريطانية تعمل على تطوير خطط لتصنيف مجموعة "فاغنر" رسميا كمنظمة إرهابية.
وجاء في البيان على موقع البرلمان البريطاني أن "التقرير يدعو (اللجنة) إلى تصنيف شركة "فاغنر" على وجه السرعة كمنظمة إرهابية"، كما دعا النواب السلطات إلى فرض عقوبات "أسرع وأكثر صرامة" على المنظمات والأفراد المرتبطين بـ "فاغنر".
وأشار التقرير نفسه أيضا إلى أن الحكومة ظلت طوال 10 سنوات تقريبا، تقلل من شأن أنشطة المجموعة، التي تعتقد اللجنة أنها تشكل تهديدا للأمن القومي. ووفقا للمشرعين، يبدو أن لندن تفتقر إلى المعرفة الكافية حول "الشركات العسكرية الخاصة الخبيثة".
وبموجب قانون مكافحة الإرهاب البريطاني لعام 2000، لدى وزيرة الداخلية سلطة حظر أي منظمة تعتقد أنها متورطة في الإرهاب، وقرار الحظر يجعل دعم الأفراد والشركات للمجموعة جريمة جنائية.
وفي يوليو الماضي أعلنت بريطانيا فرض عقوبات على 13 فردا وشركة لصلاتهم بالجماعة الروسية في إفريقيا، واتهمتهم بارتكاب جرائم هناك بما في ذلك القتل والتعذيب.
كما فرضت عقوبات على يفغيني بريغوجين مؤسس فاغنر الذي قتل الشهر الماضي في حادث تحطم طائرة إلى جانب العديد من قادته الرئيسيين.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد قررت تصنيف مجموعة فاغنر الروسية، "منظمة إجرامية دولية".
ووفق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي فإن وزارة الخزانة الأمريكية ستجمد أي أصول للمجموعة في الولايات المتحدة وتمنع الأمريكيين من تقديم أي أموال أو بضائع أو خدمات لها.
وقال كيربي، إن المنظمة "ترتكب فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان في أوكرانيا وأماكن أخرى".
كما تبنّت الجمعية الوطنية الفرنسية بالإجماع قرارا يدعو إلى إدراج مجموعة فاغنر الروسية المتّهمة بارتكاب تجاوزات في أوكرانيا وإفريقيا، في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظّمات الإرهابية.
وقال النائب بنجامان حداد إن "أنشطة مجموعة فاغنر ينطبق عليها التعريف الأوروبي للإرهاب"، واصفا إياها بأنها "جيش الفوضى"، مشيرا إلى أنها تقف "إلى جانب روسيا بقيادة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين"، ويزرع أعضاؤها "انعدام الاستقرار والعنف".
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمبادرة قائلا "هذا ما يتعيّن على العالم أجمع تبنّيه"، وتابع "كل ظاهرة إرهابية يجب القضاء عليها وكل إرهاب يجب أن يدان".
في منتصف آذار/مارس الماضي، تبنّى البرلمان الليتواني قرارا يصنّف مجموعة فاغنر "منظّمة إرهابية"، في خطوة أثنت عليها كييف.
رد فعل روسيا
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قد أكد، أن تصنيف الولايات المتحدة لشركة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، ليس له أي أهمية بالنسبة لروسيا، ولا حتى لـ "فاغنر" نفسها.
وقال بيسكوف،: لا أعتقد أن هذا التصنيف له أي أهمية لبلدنا، وبالأخص لمجموعة فاغنر نفسها".
كما حذر قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين، قبل مقتله، الولايات المتحدة من تصنيف مجموعته، شركة "فاغنر" الروسية على لائحة الإرهاب.
وجاء رده عبر قناة "تليجرام" التابعة لشركته القابضة Concord، وكتب قائلا: "عندما يتم وضعك على قائمة المنظمات الإرهابية، فعندئذ، كما يقولون، تفعل ما هو ضروري لتحقيق أهدافك، لقد صنفوا بالفعل منظمة واحدة على قائمة المنظمات الإرهابية، وتلقوا ردا جعلهم يرتعدون".
وأضاف: "كما يقول المثل: دع الكلاب النائمة راقدة (دع الأمر وشأنه)، لا توقظوا فاغنر PMC أيها الأمريكيون، فهي لا تزال نائمة".
تقسيم إرث فاغنر
في سياق منفصل، ذكرت تقارير صحفية، أن عدة مجموعات أمنية لها علاقات وثيقة بالكرملين وقوات الأمن الروسية والأوليغارشيين المقربين من موسكو، بدأت بالسعي لاستيعاب الآلاف lن جنود فاغنر، والاستيلاء على الأصول العسكرية القيمة لتلك الشركة التي تضم العديد من الجنود المهرة الذين تم اختبارهم في أرض المعركة بأوكرانيا.
و أوضح مسؤولون أفارقة وغربيون لصحيفة "وول ستريت جورنال، أن الكرملين يهدف عبر "شركات المرتزقة"، إلى السيطرة على قواعد فاغنر في 6 بلدان بإفريقيا والشرق الأوسط، والتي تضم حوالي 6000 مقاتل، غالبًا ما يوفرون الأمن لقادة سياسيين محليين، مقابل الوصول إلى موارد قيمة في الكثير من الأحيان.