وزير الصحة: مصر من أوائل الدول التي تنبهت إلى التأثير السلبي للتغير المناخي على نظم الرعاية الصحية
شهد الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب الاحتفال بيوم الصحة العربي تحت شعار "تأثير المناخ على الصحة" وتكريم الفائزين بجائزة الطبيب العربي لعام ٢٠٢٣ وذلك اليوم الخميس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وخلال كلمته، أعرب الوزير عن سعادته بالتواجد في هذا الحدث الهام، والذي يتطرق إلى موضوعين بالغي الأهمية؛ أولهما هو لفت الأنظار نحو تأثير التغير المناخي على الصحة، وثانيهما هو الاحتفال بتكريم السادة الفائزين بجائزة الطبيب العربي للعام الجاري، حيث بدأ الوزير كلمته بتقديم خالص الشكر للسيد/ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وللسيدة السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية على الدعوة الكريمة للمشاركة في مثل هذا الحدث الهام، مثمنا جهود السادة مسئولي الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب في حسن التنظيم والإعداد له ليظهر بهذا الشكل المشرف.
التأثير السلبي الكبير على صحة الإنسان والحيوان والنبات
وأوضح الوزير في كلمته أنه بات جليًا سواء على المستوى الإقليمي العربي أو على المستوى العالمي التأثير بالغ الخطورة للتغير المناخي على كافة مناحي الحياة، ومنها التأثير السلبي الكبير على صحة الإنسان والحيوان والنبات، حيث تم بذل جهودًا كبيرة خلال الأعوام الماضية للتحذير من مخاطره وتداعياته على أنظمة الرعاية الصحية، وهو ما أدي بدوره إلى عرقلة الجهود الوطنية والدولية في الوصول إلى فضاء أبعد من النمو والتطوير، مشيرا إلى أن التغير المناخي ساهم بطريقة أو بأخرى في تفشي عدد من الأمراض الوبائية مثل وباء كوفيد 19 أو قد يتسبب في بعض الأوبئة المستقبلية والتي تمثل تهديدا مباشرًا لأنظمة الطوارئ الصحية العالمية.
التغير المناخي بحلول عام 2030
ولفت الوزير في كلمته أنه من المتوقع أن يتسبب التغير المناخي بحلول عام 2030 فيما يقدر ب 250 ألف وفاة سنويا بسبب أمراض سوء التغذية والملاريا والإجهاد الحراري، فضلا عن التكاليف المباشرة للأضرار الواقعة على القطاع الصحي والتي من المتوقع وصولها إلى أربعة مليارات دولار سنويا.
وتابع أن التأثير الخطير للتغير المناخي يؤتي بثماره على الأمن الغذائي العالمي، فالغذاء الصحي جزء لا يتجزأ من صحة الإنسان، فبسبب تداعيات التغيرات المناخية شهد العالم تطورات خطيرة اعترت جودة المحاصيل الزراعية وكفاءتها، وهو ما ينذر بكارثة حقيقة تتعلق بأمراض سوء التغذية والأمراض البدنية والعقلية لدي الأطفال والفئات العمرية الأكثر احتياجًا من النساء وكبار السن.
ضرورة الانتباه إلى أن تداعيات التغير المناخي
وشدد الوزير على ضرورة الانتباه إلى أن تداعيات التغير المناخي لا تقتصر على الأمراض العضوية فحسب بل يمتد إلى أمراض الصحة النفسية والإدراكية لدي الأفراد حيث يتسبب في تنمية سلوكهم العدائي في بيئة العمل، وهو ما يؤثر على السمات الشخصية والإجتماعية لديهم مما يمثل تهديدًا خطيرا على المكون المجتمعي والأمن الاجتماعي للدولة المتأثرة بالتغير المناخي.
وأردف قائلا "ان جمهورية مصر العربية من أوائل الدول التي تنبهت إلى التأثير السلبي للتغير المناخي على نظم الرعاية الصحية، وهذا ما ظهر جليًا خلال الجهود الملحوظة للتنسيق لجميع قضايا الصحة والمناخ لكافة الأطراف المشاركة في فعاليات الدورة 27 لقمة المناخ العالمية التي ترأستها مصر خلال العام الماضي، والتي كان أبرز ثمارها المشاركة في تحالف العمل بشأن الصحة والمناخ ATACH بمشاركة السيد الدكتور تادروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والذي يعد آليه للجمع بين الدول والشركاء التقنيين وجهات التمويل لدعم تنفيذ الالتزامات الصحية المشتركة لمواجهة التغيرات المناخية، حيث كُللت جهود العمل من خلال هذا التحالف بإطلاق مبادرة I –CAN”" لدعم السياسات المتعلقة بالمناخ والتغذية، فضلًا عن افتتاح مستشفى شرم الشيخ الدولي خلال فعاليات تلك القمة وتقديمها كنموذج لأول تجربة لمستشفى خضراء صديقة للبيئة في مصر بعد نجاحها في الحصول على الإعتراف الدولي من شبكة المستشفيات العالمية الخضراء.
بذل الجهود المشتركة لمواجهة الانبعاثات الكربونية
ودعا الوزير في كلمته الدول إلى بذل الجهود المشتركة لمواجهة الانبعاثات الكربونية والاستمرار فى رأب جهود الدول النامية سواء بدعم النظم الصحية أو تقديم الدعم المباشر لإزالة الآثار السلبية الناجمة عن التغير المناخي، مؤكدا على الحرص على المشاركة واستكمال ودعم كافة الجهود الوطنية والدولية لمواجهة آثار التغير المناخي خلال فعاليات انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لقمة المناخ بدولة الإمارات العربية الشقيقة العام الجاري.