كواليس إعصار دانيال المدمر.. مشاهد لن ينساها الليبيون
ضرب الإعصار دانيال المدمر، العديد من المناطق والمدن في شمال وشرق ليبيا مصحوبا بسقوط أمطار غزيرة، أغرقت العديد من شوارع البلاد، فيما سارعت السلطات الليبية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع الأمطار.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لأمطار غزيرة تملأ شوارع بعض المدن الليبية كالعاصمة طرابلس، وبنغازي ودرنة والبيضاء والمرج.
وسقط على شمال ليبيا الإعصار دانيال المدمر أكثر من ثلثي معدل هطول الأمطار السنوي في يوم واحد، وعادة ما يبلغ متوسط هطول الأمطار في مناطق شمال ليبيا حوالي 270 مليمترًا على مدار العام، حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).
وسقط الإعصار دانيال المدمر على مدينة المرج بليبيا 185 مليمترًا من الأمطار خلال 24 ساعة، في حين تلقت مدينتا بنينا ودرنة ما يتراوح بين 70– 100 مليمتر من الأمطار.
وهذه الأمطار هي نتيجة بقايا نظام ضغط منخفض قوي جدا، والذي أُطلق عليه رسميًا اسم الإعصار "دانيال"، من قبل خدمات الأرصاد الجوية الوطنية في جنوب شرق أوروبا.
وكان "دانيال" قد جلب فيضانات كارثية إلى اليونان، الأسبوع الماضي، قبل أن ينتقل إلى البحر المتوسط، ويتحول إلى إعصار استوائي يعرف باسم "ميديكان".
مشاهد تحبس الأنفاس في ليبيا
وتعرضت ليبيا لسيطرة الإعصار دانيال الذي سيطر على عدة مدن كاملة، وتحولت الشوارع إلى فيضانات وسيول، واقتلاع الأشجار واللافتات لنشاهد مشاهد تحبس الأنفاس، وهى المرة التي نادرا تتعرض فيها الدول العربية لأعاصير في فصل الصيف، ويرجع ذلك إلى تأثير التغيرات المناخية.
وتسبب إعصار دانيال المدمر، الذي اجتاح السواحل الليبية في تساقط أمطار غزيرة وتسجيلات كبيرة للأمطار وعواصف رعدية وسرعات كبيرة للرياح وارتفاع أمواج يتجاوز 4 أمتار، المخاوف، خاصة بعد تحذير الهيئة العامة للأرصاد الجوية من تداعياتها.
تأثيرات العاصفة دانيال على ليبيا
وأشارت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، حسب بيان رسمي لها، عبر منصتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى أن ليبيا تمر بيوم عصيب والإعصار دانيال المدمر ممتد حتى الغد، بسبب العاصفة دانيال وتم رفع حالة الطوارئ والتأهب في جميع المدن المتأثرة.
وقال تحسين شعلة، الخبير البيئي، إن الإعصار دانيال المدمر فقدت قوتها خلال الفترة الأولى عند ظهورها على السواحل اليونانية، ثم قلت في ليبيا، وعند وصولها السواحل المصرية ستكون في أضعف صورها، فلا داعي لإثارة التوتر والقلق بشأن العاصفة دانيال.
وتابع شعلة، في مدخلة هاتفية للتغطية الإخبارية لقناة إكسترا نيوز، أن العاصفة كانت قوتها 75 كم/ الساعة عندما وصلت إلى اليونان ثم ليبيا، ومتوقع وصولها إلى مصر اليوم وغدا، وبات تأثيرها ملحوظ، لا سيما في سيوة، ومطروح، والإسكندرية، ومنطقة السواحل الشمالية، وصاحب لها انخفاض في عمق البحر الأبيض المتوسط، ومن المتوقع سقوط أمطار غزيرة، وانخفاض في درجات الحرارة بمعدل 3 درجات مئوية.
وأضاف تحسين شعلة: "تأثير العاصفة سيمر دون حدوث أي آثار سلبية، وأيضا نتجنب الحذر في حدوث العواصف، لأنه أمر طبيعي ناتج من التغيرات المناخية، وأيضا ظاهرة النينو، وكذلك ظهورها في يونيو 2023، وتتسبب في ارتفاع درجات الحرارة في المحيط الهادي بمعدل نصف درجة مئوية، ما يؤدي إلى ظهور عواقب كالعواصف والأعاصير".
بدأت أجواء مطروح في التغير الطفيف، بانتشار السُحب المتقطعة والرياح الخفيفة مع دخول المساء، كمؤشر لقرب وصول بقايا العاصفة دانيال، إلى غرب مصر، خاصة على مدينة السلوم ومطروح، حسب توقعات هيئة الأرصاد الجوية، بأن تصل بقايا العاصفة دانيال إلى السواحل المصرية، أقصي غرب الساحل الشمالي، مطروح والسلوم، غدًا الإثنين، يصاحبها سقوط الأمطار الغزيرة التي تصل إلى رعدية على فترات متقطعة.
وتشهد حاليًا محافظة مطروح، طقسًا معتدلًا وسجلت درجة الحرارة في بداية المساء 30 درجة مئوية، مع نشاط للرياح الخفيفة، خاصة في الأمان المفتوحة، وعلى شاطئ البحر.على جانب آخر وجه اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، برفع درجة استعداد جميع الجهات المعنية بالمحافظة، لمراجعة الاستعدادات لموسم الأمطار والسيول المتوقعة، خلال الفترة المقبلة، خاصة مع توقعات هيئة الأرصاد الجوية بأن تشهد مناطق غرب مصر حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية تبدأ غدا الاثنين.
وشدد محافظ مطروح على ضرورة الاستعداد التام والجاهزية لمواجهة السيول وأي طارئ، خاصة مع المتغيرات المناخية التى يشهدها العالم، وضرورة قيام كل الجهات المعنية بدورها ومسئولياتها، مع التخطيط الجيد والتنفيذ الفعلى للمهام والمتابعة المستمرة، ومراجعة مخرات السيول وشنايش صرف الأمطار، ووضع سيناريو لكيفية المواجهة والتعامل مع أي حدث طارئ، وتحديد البيانات وأرقام تليفونات الجهات المعنية واعلانها للرد على أية شكاوى أو استغاثة عاجلة.
كما وجه محافظ مطروح، بمراجعة وتدقيق كل البيانات الخاصة بمعدات واجهزة مواجهة السيول، ومخرات السيول ومواقعها، وتحديد اتجاه كل مخر ومسار المياه ونقاط تجمعاتها، سواء داخل المدن أو خارجها وعلى الطريق الدولى الساحلى، ومراجعة جاهزية أعمدة الكهرباء والأسلاك والعزل والحفاظ على الأرواح والممتلكات مع تسيير حركة المواطنين والسيارات،بالإضافة إلى مراجعة تصريف شنايش المطر بالشوارع وتطهيرها.