من هو الساحر إلكتريكو الذي منح موهبة خارقة لأشهر كتاب الخيال العلمي؟

يعد راي برادبري أشهر كتاب الخيال العلمي على الإطلاق، والمؤلف الأمريكي الشهير والذي قام بتأليف كتاب فهرنهايت 451، من بين أشهر كتاب الخيال العلمي الأمريكيين على الإطلاق، ولكن قبل وقت طويل من بدء مسيرته المهنية المزدهرة، أمضى برادبري وشقيقه إجازته الصيفية في العمل بالسيرك المتنقل الذي كان يمر عبر مسقط رأسهم في ووكيجان، إلينوي.

عندما كان برادبري في الثانية عشرة من عمره فقط، حين أدى لقاء غامض مع ساحر معروف باسمه المسرحي السيد إلكتريكو إلى إطلاق شغفه بالكتابة طوال حياته.

ومع ذلك، بعد وقت قصير من تبادلهما، اختفى السيد إلكتريكو بشكل غامض في حقول الذرة المظلمة في قلب أمريكا.

لقاء مصيري

ترك مقتل عم برادبري، ليستر موبيرج، الصبي الصغير يصارع الموت خلال صيف عام 1932. ووفقًا للمؤلف، فقد شهد أداء السيد إلكتريكو الساحر بعد فترة وجيزة، حيث لمس الساحر برادبري على أنفه بسيفه، فمرّر ما بين 50 ألف إلى 10 مليارات فولت من الكهرباء عبر جسده الصغير قبل أن يهتف: "عش إلى الأبد!"

في عام 2001، كتب برادبري: "شعرت أن شيئًا غريبًا ورائعًا قد حدث لي بسبب لقائي مع السيد إلكتريكو... [لقد] أعطاني مستقبلًا... بدأت الكتابة بدوام كامل، حيث كنت أكتب كل يوم في مجال الخيال العلمي، منذ ذلك اليوم قبل 69 عامًا.

في اليوم التالي، ذهب برادبري لحضور جنازة عمه الحبيب، ثم عاد إلى السيرك ليرى الساحر الغامض مرة أخرى. وكشف السيد إلكتريكو خلال لقائهما أنه التقى برادبري من قبل في حياة سابقة، حيث قال الساحر: لقد كنت أعز أصدقائي في فرنسا عام 1918، ومت بين ذراعي في معركة غابة الأردين في ذلك العام. وها أنت قد وُلدت ثانيةً، في جسدٍ جديد، باسمٍ جديد. مرحبًا بعودتك!"

وبعد بضعة أسابيع، أكمل برادبري سلسلته الأولى من القصص القصيرة، حيث أراد أن يصبح كاتبًا ليحصل على الخلود.

من كان الساحر إلكتريكو؟

كان الحوار بين الشاب برادبري والسيد إلكتريكو عميقًا لدرجة أنه لم يغير مسار حياته فحسب، بل جعل المؤلف من الساحر شخصية مميزة في روايته شيء شرير يأتي من هذا الطريق، ولكن من هو بالضبط السيد إلكتريكو؟

لقد حاول كل من المتعصبين والباحثين في برادبري معرفة ذلك، لكنهم خرجوا خالي الوفاض. وعلى الرغم من أن روايات برادبري عن اجتماعاته مع السيد إلكتريكو مفصلة بشكل لا يصدق، إلا أن الكثير منها ليس منطقيًا.

على سبيل المثال، أفاد برادبري أنه رأى الساحر يؤدي في عطلة عيد العمال عام 1932، مباشرة بعد وفاة عمه. ومع ذلك، لم يتوفى موبيرج متأثرا بجراحه حتى 24 أكتوبر، بعد أشهر من عيد العمال.

على الرغم من عدم وجود نقص في "العمال الكهربائيين العجيبين" خلال ثلاثينيات القرن العشرين، لم تكن هناك سجلات نهائية عن السيد إلكتريكو على الإطلاق. علاوة على ذلك، يبدو أن الساحر الغامض قد استخدم نسخة ذكورية من الاسم المسرحي الذي كانت تستخدمه العديد من "الفتيات الكهربائيات" في ذلك الوقت، بما في ذلك ملكة جمال إلكترا أو إلكتريكيا.

سواء كان السيد إلكتريكو ساحرًا حقيقيًا أو كائنًا غامضًا قال الكلمات الدقيقة التي كان برادبري بحاجة إلى سماعها في تلك المرحلة من حياته، فلن نعرف أبدًا. ومع ذلك، فقد أطلق هذا العنان لحياة برادبري الأدبية وحبه للكتابة.