سر الطريق 66 الذي كشف أسرار حضارة المايا

كانت الطرق السريعة تتقاطع مع حضارة المايا في أمريكا الوسطى، حيث وقع الرئيس دوايت د. أيزنهاور على تشريع لتمويل نظام الطرق السريعة بين الولايات الأمريكية (IHS) في 29 يونيو 1956، وقد حققت هذه الخطوة حلمًا دام عقودًا من الزمن بتوحيد الأمة من "البحر إلى البحر المشرق". 

كما ضربت عصفورين بحجر واحد. فأولًا، وفرت طرق هروب للأميركيين في حالة تدهور الحرب الباردة إلى صراع نووي، ثانيًا، سمح لأيزنهاور بالاستفادة من الدروس المستفادة من الطريق السريع في أوروبا وأول قافلة سيارات عابرة للقارات، حيث كان الطريق 66، وهو أحد أرقى التطورات التي شهدتها أمريكا ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان هذا الطريق عبارة عن شبكة النقل القديمة التي وحدت أكثر من 400 مدينة من مدن المايا.

كل الطرق تؤدي إلى حضارة المايا

لا يزال تطور بعض حضارات أمريكا الوسطى القديمة يذهل الباحثين، حيث يمكن لأحد أحدث اكتشافاتهم أن يعيد كتابة تاريخ المكسيك المبكر، فجميع الطرق تؤدي مجازيًا وحرفيًا إلى غابة الميرادور في غواتيمالا.

وكشفت تقنية LiDAR (الضوء والكشف والمدى) عن 417 مدينة من مدن المايا يعود تاريخها إلى عام 1000 قبل الميلاد. ومترابطة مع 110 ميلا من الطرق السريعة، حيث يوضح ريتشارد هانسن من جامعة ولاية أيداهو: "نحن نعلم الآن أن فترة ما قبل الكلاسيكية كانت فترة من التعقيد والتطور المعماري غير العاديين، حيث تم تشييد بعض أكبر المباني في تاريخ العالم خلال هذا الوقت."

هذه طريقة لطيفة للقول إن هذه الاكتشافات قد قلبت ما نعرفه عن حضارة المايا. حتى وقت قريب، كان المايا يعتبرون بدوًا رحلًا، يعيشون على الصيد وجمع الثمار في عام 1000 قبل الميلاد. لكن مدنهم الشاسعة والطرق السريعة المترابطة تشير إلى مشاريع عامة ضخمة ومعقدة قبل قرون من الآن. 

مدمر علم الآثار

قبل تقنية LiDAR، اعتمد الباحثون في أمريكا الوسطى على عروض مرسومة يدويًا لرسم خرائط للأماكن ذات الأهمية التاريخية المتصورة. لكن تقنية LiDARغيرت اللعبة منذ تقديمها لأول مرة في عام 2015، حيث ساعدت تقنية LiDARالباحثين في رسم خريطة للمجمعات الشاسعة التي تضم الخزانات والمنصات والأهرامات والسدود وملاعب الكرة. 

وقد عززت هذه الاكتشافات منحنى التعلم عندما يتعلق الأمر بكيفية تفاعل المايا وتنظيم أنفسهم سياسيا واجتماعيا. ولكن كيف يمكن مقارنة المدن والطرق السريعة البالغ عددها 417 في غابات الميرادور بالمواقع القديمة الأخرى في جميع أنحاء العالم؟

ويقول إنريكي هيرنانديز من جامعة سان كارلوس في مدينة غواتيمالا إن هذه الاكتشافات ستكون رائدة مثل الأهرامات المصرية. وبعد أن أمضى العقدين الأخيرين في التنقيب في إل ميرادور، أصبح لديه المعرفة التي تدعم ادعاءاته. يمثل نظام LiDARنوع التكنولوجيا الثورية التي يحتاجها علم الآثار. واحدة ساهمت بالفعل بشكل كبير في تحديد الطرق السريعة والمدن التي يعود تاريخها إلى مايا والتي يبلغ عمرها 3000 عام.