على الهواري يكشف في حوار تليفزيوني: الفوائد التي ستعود على مصر من الانضمام لـ«البريكس»
كشف علي الهواري، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ورئيس القسم السياسي والتحقيقات بصحيفة وموقع النبأ، عن الفوائد التي سوف تعود على مصر والمواطن المصري من انضمام مصر لمجموعة «بريكس»، ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي.
وقال «الهواري»، في مقابلة تليفزيونية على قناة «الصحة والجمال» المصرية، أن هناك الكثير من الفوائد التي سوف تجنيها مصر من الانضمام لمجموعة البريكس منها، زيارة الاستثمارات الأجنبية، وتخفيف الضغط على الدولار، وانخفاض التضخم تدريجيا، بالإضافة إلى الحصول على تمويلات ميسرة لتمويل المشروعات التي تنفذها الدولة، مشيرا إلى أن أي تكتل اقتصادي يقوم على محموعة من الأسس والقواعد منها، المصالح والمنافع المتبادلة والاستفادة من الميز النسبية، بالإضافة إلى الفوائد السياسية، التي تتمثل في وجود ثقل دولي وإقليمي للدولة العضو في هذا التجمع.
وأكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، على أن تجمع بريكس، الذي يتكون من، روسيا والصين ووالهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، تطور فكره السياسي في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وأصبح الهدف الأساسي له هو، اساقط هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي، من خلال خلق عملة موحدة للمعاملات التجارية بين دول التجمع، واستخدام العملات الوطنية في التبادل التجاري بين هذه الدول، بالإضافة إلى ايجاد عالم متعدد الأقطاب، بدلا من عالم القطب الواحد الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح «الهواري»، أن العلاقات الدولية تقوم على قاعدة أساسية وهي، أنه لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، ولكن مصالح دائمة، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على عدد من الثوابت على رأسها، عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وحل الخلافات بالطرق السلمية، والمصالح وتبادل المنافع، والتنوع والانفتاح.
واشار، إلى أنه في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي استعادة مصر مكانتها الإقليمية والأفريقية والعالمية، لافتا إلى أن الرئيس السيسي أعاد عصر مصر الذهبي في إفريقيا، موضحا أن العلاقات المصرية الأفريقية مرت بالعديد من المراحل منذ قيام ثورة 1952، المرحلة الأولى، وهي مرحلة الرئيس جمال عبد الناصر والتي يمكن أن نطلق عليها المرحلة الذهبية، حيث دعم الرئيس جمال عبد الناصر حركات التحرر الوطني في إفريقيا، ولا يوجد بيت في إفريقيا إلا وبه صورة الرئيس جمال عبد الناصر، وهناك الكثير من الشوارع في القارة السمرءا تحمل اسم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، وكذلك وجود الكثير من الشوارع في إفريقيا به تمثال الرئيس جمال عبد الناصر، المرحلة الثانية وهي مرحلة الرئيس محمد أنور السادات، وفي هذه المرحلة استفادت مصر من علاقتها بإفريقيا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، حيث دعمت الدول الأفريقية مصر في حربها ضد الكيان الصهيوني في حرب 1973.
أما المرحلة الثالثة فخي مرحلة الرئيس محمد حسني مبارك، وهذه المرحلة شهدت انسحاب مصر جزئيا من القارة الأفريقية، مما منح الفرصة لدول أخرى أن تحل محلها مثل تركيا وإسرائيل وإيران، وهذه الدول تغلغلت في القارة السمراء بعد انسحاب مصر منها، بالإضافة إلى روسيا والصين، وهما دولتان تربطهما علاقات قوية بمصر.
وأضاف رئيس القسم السياسي والتحقيقات بصحيفة موقع «النبأ»، أن العلاقات المصرية الأفريقية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي شهدت تطورا كبيرا، حيث استطاع الرئيس السيسي استعادة مكانة مصر في إفريقيا، ليس هذا فقط ولكنه حمل هموم القارة إلى المحافل الدولية، ولأول مرة نشهد رئيس مصري يزور عدد من الدول الأفريقية، ولأول مرة نرى رئيس مصري يبيت في إحدى الدول الأفريقية، وهذا ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالتالي نستطيع أن نقول أن مصر استعادة عصرها الذهبي في القارة السمراء في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وواصل، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أن هناك الكثير من المكاسب التي ستعود على الدولة المصرية من مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة العشرين، لا سيما وأنها ليست المرة الأولى التي يحضر فيها الرئيس هذه القمة العالمية الهامة، منها تعزيز مكانة مصر العالمية والاستراتيجية، مشددا على أن مكانة مصر الدولية لا تتحدد بزمن معين، أو بناء على وضع اقتصادي أو سياسي معين، ولكن مكانة مصر العالمية تتحدد بناء على موقعها الاستراتيجي وتاريخها العريق الضارب في جذور التاريخ، مشيرا إلى أن مصر دول قديمة واقدم حضارة على وجه الأرض، وتتميز بموقع استراتيجي فريد، حيث تربط قارة إفريقيا باسيا واوروربا، وتتحكم في ممرات الملاحة الدولية، حيث تمتلك أهم ممر مائي في العالم هو قناة السويس والتي تمر من خلاله حوالى 13% من حجم التجارة العالمية، بالإضافة إلى مكانتها الدينية، مؤكدا أنه لا يمكن أخذ قرار في الشرق الأوسط والمنطقة دون مشاركة مصر، لافتا إلى أن مكانة مصر محفوظة في كل الأزمنة، بغض النظر على ظروفها الاقتصادية أو السياسية، مشيرا إلى أن العالم كله يمر بأزمات اقتصادية، وأن الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعيشها مصر هي في الأساس ناتجة من أزمة عالمية، مؤكدا على أن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة العشرين سيعزز من مكانة مصر السياسية والاقتصادية في العالم، وسيؤدي إلى دعم موقف مصر في المحافل الدولية، لا سيما وأن روسيا والصين عضوان دائمين في الأمم المتحدة، ويتمتعان باستخدام حق الفيتو، ولاعبان أساسيان في العلاقات والمنظمات الدولية.
وأوضح «الهواري»، على أن سياسة مصر الخارجية تقوم على المصلحة وتبادل المنافع، مشدد على أن مصر دولة حرة ذات سيادة وقراراها مستقل وهي لا تلتفت إلى رد فعل الدول الأخرى، مشيرا إلى أن انضمام مصر لتجمع البريكس لن يكون له تأثير على العلاقات المصرية الأمريكية أو الأوربية، لافتا إلى أن تقوية مصر علاقتها بالمعسكر الشرقي لن يكون على حساب علاقتها بأمريكا أو أوروبا، مؤكدا على أن مصر تربطها علاقات قوية جدا بروسيا والصين، وكذلك بالولايات المتحدة الأمريكية والغرب وكل دول العالم، مشددا على أن الاستثمارات الروسية والصينية في مصر لن تكون خصما من الاستثمارات ألأمريكية الغربية في مصر، مشيرا إلى أن العلاقات الدولية تقوم على التعاون والتكامل، مؤكدا على أن باب مصر مفتوح لجميع الدول، وأن السوق المصرية مفتوحة للجميع، وأن مصر في حاجة إلى استثمارات من جميع دول العالم.
وختم الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حواره مع قناة «الصحة والجمال»، بالتأكيد على أن المواطن المصري سوف يجني الكثير من الثمار من انضمام مصر لمجموعة بريكس ومشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين، من أهم هذه الفوائد انخفاض الأسعار على المدى القريب والمتوسط والبعيد، بعد تخفيف الضغط على الدولار، وضخ المزيد من الاستثمارات الروسية الصينية الهندية في الاقتصاد المصري، مما يؤدي إلى خلق المزيد من فرص العمل، وبالتالي تخفيض نسب البطالة بشكل تدريجي، وكذلك الحصول على سلع وخدمات من الدول الأعضاء لا سيما روسيا والصين والهند باسعار تفضيلية مما سوف ينعكس بشكل ايجابي على نسب التضخم في مصر، مؤكدا على أن مصر دولة محورية ومهمة في العالم في كل الأوقات والأزمنة بغض النظر على ظروفها السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اتبعت سياسة التنويع، حيث نجحت في تنويع مرصادر السلاح والتخلص من سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك نجحت في تنويع مصادر الغذاء حتى لا تكون تحت رحمة دولة بعينها، فمصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أصبح قرارها مستقل تماما.
رابط الحلقة: