رئيس التحرير
خالد مهران

بعد جدل «عمرة البدل»..

حكايات «مستريحى الدقون» للتكويش على ملايين الجنيهات من المواطنين باسم الدين

العمرة
العمرة

شهدت الأيام الماضية العديد من القصص والحكايات عن النصب باسم الدين وصعود «المستريحين الجدد» مستغلين الدين والشعائر كطريقة جديدة للاحتيال على المواطنين وكسب ملايين الجنيهات.

ولعل القصة الأخيرة التي تصدرها أمير منير، بترويجه لفكرة عمرة البدل على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت السبب في كشف الستار عن ألاعيب الكثيرين من تجار الدين للاستيلاء على مدخرات المصريين.

 بداية القضية، حينما نشر أمير منير مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»، معلنًا فيه عن عمرة البدل وهي بقيمة مالية قدرها 4 آلاف جنيه أي ما يعادل 130 دولار أمريكي، وجاء هذا الفيديو بعنوان: «تخيل تعمل عمرة لأحبابك متوفي، مريض، عاجز بأقل من 4000 جنيه».

وأوضح في نهاية الفيديو عن خصم خاص لمتابعيه الذين سيقومون بأخذ خطوة عمرة البدل قائلًا: «قدرت أجيبلكم خصم، تقدر تاخد خصم 35% لأول 500 هيطلبوا عمرة بتطبيق عمرة البدل».

وتفاعل مع هذا الفيديو الآلاف من المتابعين، لينتشر بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليقوم بعدها أمير منير بحذف مقطع الفيديو، ونشر مقطع فيديو آخر يوضح فيه وجهة نظره بعد موجة الغضب الحادة التي انتابته.

فيما تقدم المحامي هاني سامح، ببلاغ حمل رقم «6905563» إلى وزير الداخلية والنائب العام، ضد الداعية أمير منير، يتهمه من خلاله بارتكاب جرائم تلقي الأموال والتبرعات والدعوة دون ترخيص من وزارة الأوقاف والنصب، مع قيامه بجرائم التطرف والتكفير والتحريم واستهدافه لثمانية ملايين شاب وفتاة لبث سمومه.

لم تكن قضية أمير منير أول حلقة في مسلسل النصب باسم الدين، بل انتشرت قضايا المستريحين الذين يوظفون الدين للنصب على المصريين، وكان أبرزهم مستريح أسوان، عندما اخترع قصة جديدة، مروجًا أنه مبعوث من أبرز نسل آل بيت رسول الله الذين قدموا إلى مصر، «السيدة زينب» ليجمع أموال الناس وتوظيفها بفائدة تجاوزت 50%، وصدقه معظم المواطنين دون التفكير ونجح في الحصول منهم على نحو 200 مليون جنيه، وفى بعض الأقوال الأخرى نصف مليار جنيه، تحت مزاعم توظيفها.

واقعة أخرى شهدها أهالى دمنهور بالبحيرة، حيث قام أحد المواطنين ببناء مسجد أسفل منزله، وكان يقيم موائد للرحمن طوال شهر رمضان يدعو إليها أهالي القرى المجاورة لإيهام الأهالي بأنه حسن السير والسلوك.

ونجح النصاب محمد علي في الاستيلاء على تحويشة عمر الأهالي وهرب بأكثر من 20 مليون جنيه، خدعهم بتوظيف مدخراتهم في تجارة الأجهزة الكهربائية وأراضي البناء في المدن الجديدة مقابل أرباح سنوية، وبعد أن جمع أكبر مبلغ من المال اختفى برفقة زوجته وشقيقه، وألقي القبض عليه بعد هروبه منذ أكثر من عامين لتنفيذ أكثر من 30 حكما قضائيا بمجموع أحكام تعدت الـ50 سنة سجن.

وفي واقعة مثيرة جدا، شهدتها إحدى قرى محافظة القليوبية، وتحديدًا مركز الخانكة، فوجئ الأهالي بسيارة كبيرة ينزل منها رجل ثري وقام بالتبرع بـ200 ألف جنيه لأحد المساجد تحت الإنشاء.

وبعد مرور فترة من الوقت، جاء مرة أخرى ليتبرع بمبلغ 300 ألف جنيه، وفي هذه المرة استقبله الأهالي بفرحة كبيرة، وبدأ في النصب عليهم بإيهامهم أنه رجل أعمال ثري جدًا ولديه مصانع في دولة الإمارات ويريد شبابا للسفر والعمل هناك، مقابل قيام كل شاب بدفع 10 آلاف جنيه.

وبعدما نجح في جمع ما يزيد عن 200 مليون جنيه، أخذ الجوازات من الشباب على أمل السفر قريبَا ليكتشف الأهالي بأن جميع الجوازات تم إلقاؤها في أحد المصارف بجوار القرية.

وفي السياق ذاته، يقول الدكتور هشام عبد المنعم، أستاذ القانون الجنائي، إنه وقفًا للمادة 336 من قانون العقوبات، لمرتكب جرائم النصب والاحتيال على المواطنين، يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي أو تسديد المبلغ الذي أخذ بطريق الاحتيال أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزور، وإما بالتصرف في مال ثابت أو منقول ليس ملكًا له ولا له حق التصرف فيه، وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة.