سوء معاملة الأطفال.. كيف تكون تمييز عنصري؟!
لا تختلف سوء معاملة الأطفال عن أي تمييز ضار آخر، كالعنصرية أو التمييز الجنسي، حيث تم استخدام الكلمة لأول مرة في عام 1975 من قبل الأطباء تشيستر بيرس وجيل ألين في مجلة الطب النفسي.
وقد عرّفوها بأنها "الافتراض التلقائي بتفوق أي شخص بالغ على أي طفل؛ إنه يؤدي إلى إعطاء احتياجات الشخص البالغ ورغباته وآماله ومخاوفه الأسبقية التي لا جدال فيها على احتياجات الطفل ورغباته وآماله ومخاوفه.
سوء معاملة الأطفال هي تحيز ضد الطفولة، بكل وضوح وبساطة، وللأسف هي منتشرة بشدة، فالبعض يحتفل بترك الأطفال يبكون بمفردهم في الليل باسم التدريب على النوم و"تعليمهم تهدئة أنفسهم"، على الرغم من أن تهدئة أنفسهم في مثل هذه السن المبكرة أمر مستحيل من الناحية التنموية.
وتتضمن سوء معاملة الأطفال، إعادتهم بوجه متحجر إلى أسرتهم، خوفًا من أن يُنظر إلى احتضانهم على أنه مكافأة لهم على الاستيقاظ ومغادرة غرفتهم.
لكن هذه العقوبات لا تجدي نفعًا؛ كل ما ينجحون في فعله هو إحداث صدمة للطفل وغالبًا ما ينتجون شخصًا بالغ متضرر، وكثيرًا ما نقابل آباء يتفاخرون بأخذ جهاز Xbox أو إفراغ صندوق ألعاب الطفل لإجبارهم على الامتثال. لكن كل ما يفعلونه حقًا هو السيطرة على الطفل من خلال الخوف.
نعم، يبدو أن هذا ينجح عندما يكونون صغارًا - ولكن انتظر حتى يصلوا إلى سن المراهقة، وسوف يتمردون بشكل رهيب، ومليئين بالاستياء، أو يتحولون إلى أشخاص هادئين يرضون الناس دون أي احترام لذاتهم.
فكل ما يريد المجتمع حقًا أن يفعله الطفل "الصالح" هو دفن وإخفاء المشاعر الصعبة، لتجاوز احتياجاته لإرضاء البالغين، والاعتقاد غير المعلن هو أن الطفل الذي يعبر عن مثل هذه الاحتياجات أو الصعوبات هو "شقي" أو "وقح" أو "غير محترم".
دراسة مثيرة عن عقاب الأطفال
في الواقع، معظم أشكال التأديب التي نستخدمها هي أشكال طفولية، حيث وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2000 من آباء الأطفال الصغار أن 65% منهم يستخدمون بانتظام "العواقب" عندما يتصرف الطفل بشكل سيئ، والأكثر شيوعًا هو إزالة لعبة أو مكافأة.
ولكنها مجرد عواقب غير منطقية مثل بني إن استخدام جهاز لوحي "للرد" أو البقاء خارج المنزل لوقت متأخر جدًا لا يعلم الطفل أي شيء عن سلوكه (أو كيف يمكنه القيام بعمل أفضل في المرة القادمة)، وهي مجرد عقوبات، وغالبًا ما يطبقها البالغون المتوترون والغاضبون ونفاد الصبر.