الغضب يجتاح ليبيا.. محتجون يضرمون النار في منزل عمدة درنة
قام محتجون غاضبون في مدينة درنة الليبية المنكوبة بإضرام النار في منزل عمدة المدينة، عبد المنعم الغيثي، الذي كان يشغل المنصب حينما وقعت كارثة الفيضانات والسيول، التي حصدت آلاف الأرواح، مطالبين بمحاسبة المسؤولين.
كما تجمع الآلاف من أبناء المدينة المنكوبة أمام مسجد وسطها الاثنين، هاتفين ضد الحكومتين في الشرق والغرب ومطالبين بالإسراع في عملية انتشال جثث الضحايا وتوفير الخدمات الضرورية.
وكان أسامة حماد، رئيس حكومة الشرق المكلفة من قبل البرلمان، أعلن بوقت سابق، إقالة المجلس البلدي في درنة بالكامل وإحالته للتحقيق، لتهدئة غضب الشارع بعد الكارثة التي ألمت بالمدينة التي جرفت المياه أحياء برمتها فيها، ودمرت ثلثها، كما حصدت ما يقارب 11 ألف قتيل، بينهم عائلات بأكملها، ولا يزال العديد من الجثث مطمورة تحت ركام الأبنية والمنازل التي دمرتها المياه، كما لا يزال العديد منها أيضًا غارقا في سيارات بالبحر.
من جهته دافع الغيثي عن نفسه قائلا، أن الكارثة كانت أكبر من إمكانيات البلدية، موضحا على أن الحكومة هي المسؤولة عن ضمان سلامة السدود، وأن الكشف سلامة السدود في المدينة خارج عن مسؤولية البلدية، مؤكدا أنه لم يترك المدينة قبل وقوع العاصفة كما أشيع.
ويرى سياسيون ومحللون ليبيون، أن صيانة البنى التحتية الحيوية في ليبيا عامة ودرنة خاصة أسقطت من أولويات السلطات بسبب الفوضى العارمة السائدة في البلاد.
يذكر أن ليبيا غرقت في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، ومنقسمة الأن بين حكومتين متنافستين، الأولى بقيادة عبد الحميد الدبيبة، وتتخذ من طرابلس مقرا لها، والثانية برئاسة أسامة حماد، مكلفة من البرلمان الليبي وتتخذ الشرق مقرا لها.
في سياق منفصل، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، عن المخاوف بشأن سدين آخرين في ليبيا، بعد أن ورد أنهما يتحملان كميات هائلة من الضغط.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن السدين المعنيين هما "سد وادي جازة" بين مدينتي درنة وبنغازي المدمرتين جزئيًا، وسد "وادي القطارة" بالقرب من بنغازي.
وتابع، أن هناك "تقارير متناقضة" بشأن استقرار السدين، إذ بينما قالت السلطات إن كلا السدين في حالة جيدة ويعملان بشكل جيد، نقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن السلطات الليبية أيضًا قولها إنه يجري تركيب مضخات في سد جازة لتخفيف الضغط على السد.
يذكر أن سد وادي درنة الأعلى وسد أبو منصور السفلي انهارا يوم الأحد الماضي جراء السيول ما فاقم الكارثة ورفع من عدد القتلى، لا سيما أن السلطات المحلية كانت حثت السكان على عدم الخروج من المنازل ليل العاشر من سبتمبر، فتفاجأت مئات العائلات بالمياه تدخل المنازل وتجرف كل ما اعترض طريقها، مخلفة مشهدًا يذكّر بساحة حرب طاحنة.
ومنذ ذلك الحين تصاعدت الأصوات المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن تلك الفاجعة، وإهمال صيانة السدين، خصوصًا أن خبراء حذروا قبل ذلك من تداعيهما.