في ذكرى المولد النبوي.. أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنه لم يصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثيرون لما كان يعلوه -صلى الله عليه وسلم- من الجلال فكانوا لا يستطيعون النظر إلى وجه الكريم.
وأوضح “ علي جمعة ”، أنه قد وصفته -صلى الله عليه وسلم- أم معبد، وهند بن أبي هالة، وعلي بن أبي طالب رضى الله عنهم، فأما حديث أم مبعد فتقول:« رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (مشرق الوجه) لم تبعه نحلة (نحول الجسم) ولم تزر به صعلة (والصعلة صغر الرأس، وخفة البدن ونحوله)
وأضاف علي جمعة أنه وسيم قسيم (حسن وضئ) في عينيه دعج (شدة السواد)، وفي أشفاره وطف (طويل شعر الأجفان)، وفي صوته صهل (بحة وحسن)، وفي عنقه سطع (طول)، وفي لحيته كثاثة (كثافة الشعر)، أزج أقرن (حاجباه طويلان ورقيقان ومتصلان).
وتابع: إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل لا نزر ولا هذر (كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه عين من قصر (ربعة ليس بالطويل البائن، ولا القصير)، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا.
واستطرد: وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود (عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا عابس ولا مفند (غير عابس الوجه، وكلامه خال من الخرافة)»، وكان -صلى الله عليه وسلم- كما قال الإمام البوصيري: «فهو الذي تم معناه وصورته... ثم اصطفاه حبيبًا بارئ النسم، منزه عن شريك في محاسنه... فجوهر الحسن فيه غير منقسم».
وصف رسول الله كأنه أمامك
ورد أن إرتباط الأمة الإسلامية بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو ارتباط عقيدة، وعن وصف رسول الله كأنه أمامك وتراه عينيك، فإن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كان أزهر اللون، يمعنى أن بياضه لم يكن يشوبه شيء، كما أن وجهه -صلى الله عليه وسلم- كان مستديرًا، والقمر هو الذي كان يتشبه بجماله، وعينيه كانت شديدة السواد، وبياضها ناصع وصافي، وأسنانه لم يكن بها اعوجاج، الأمر الذي ساعد في فصاحته.
ورد أن أنف الرسول صلى الله عليه وسلم كان مستقيمًا، وشعره منسدل يصل إلى شحمة أذنيه ومن الخلف يصل إلى كتفه، وشعره لم يكن ناعمًا ولا خشنًا، وكان يفرقه من المنتصف ويمشطه بيده، كما أن صدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ممسوح، وبطنه أيضًا، ولا هو بالطويل ولا هو بالقصير، وكان في يده ليونه ورائحته أطيب من ريح المسك، والصحابة كانوا يأخذون من عرقه ليطيبون به المسك.
وصف رسول الله بالتفصيل
أكدت دلائل كثيرة على أن سيدنا محمد كان ذو وجه مستدير، نوره يضاهي ويفوق نور الشمس والقمر. فعن رواية مسلم، قال جابر بن سمرة رضي الله عنه: «كَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ مُسْتَدِيرًا».
كان عليه الصلاة والسلام ذو جبين واسع، ولا يقصد بالجبين الجبهة إنما ولكن ما اكتنفها من اليمين والشمال. وعن البيهقي والبزار أنه كان “مُفَاضَ الجَبِينَ”.
عن الطبراني والترمذي في الشمائل أن هند بن أبي هالة قالت: «كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَزَجَّ الحَوَاجِبِ، سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قَرَنٍ، بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِرُّهُ الغَضَبُ». فكان ذو حاجبان طويلان مقوسان دون أن يلتقيا.:
كانت عينا رسول الله واسعيتين وأشفاره طويل، وكان من ينظر إليه يظنه يضع كحلا على عينيه ولكنه ليس كذلك.
كان أنف نبينا صلى الله عليه وسلم طويلا يتوسطه بعض الارتفاع، وبه دقة تدعى الأرنبة ويقصد بها ما لان من الأنف.
روى عمار بن ياسر رضى الله عنه أن الرسول عليه أفضل الصلوات كان مسنون الخدين، أي أن خديه كانا بارزين.
وصف فم النبي الكريم في رواية مسلم أنه «ضَلِيعَ الْفَمِ»، أي واسع الفم وأسنانه عظيمة وكان ثغره محمودا.
جاء في وصف بن مالك رضي الله عنه، أن لون بشرة النبي كان نيرا ليس بأبيض ولا آدم. أي أن بشرته لم تكون بيضاء شاحبة ولا سمراء.
كان للرسول عليه الصلاة والسلام لحية سوداء كثيفة الشعر، وفي صحيح البخاري جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «.. وَقُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ»
وقيل في شعر رأسه صلى الله عليه وسلم أنه «لم يكن بِالْجَعْدِ الْقَطَط، وَلا بِالسَّبِط» رواه البخاري. أي لم يكن ملتويا ولا مترسلا.
وصف كعب بن مالك رضي الله عنه ابتسامة الرسول عليه صلوات الله وسلامه فقال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ». (رواه البخاري).
وقد كان لا يتحدث إلا وهو مبتسم، حتى ضحكته كانت صامتة أي يضحك دون أن يرفع صوته.:
كانت رائحته صلى الله عليه وسلم أطيب من رائحة المسك والعنبر، حتى أنه كان إذا سلك طريقا، عرفه أنه مر به من طيب عرقه. حتى أنه ريحه كان يلتصق بكل شيئ يلمسه ويظل فيه.
مهما كانت دقة وصف النبي صلى الله عليه وسلم، فلن يمنحه أي وصف حقه. فهو أنبل الخلق وأجملهم خلقة وأخلاقا، فلم يشبهه ولن يشبهه أحد ولن ينصف عظمته أي وصف. فلا يسعنا إلا أن ندعو الله أن يجمعنا يوما به في الجنة أو حتى في رؤية صادقة.
وصف الرسول جسديا
جاء وصف الرسول جسديًا في كتاب ابن هشام “السيرة النبوية” عن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَكَانَتْ صِفَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا- ذَكَرَ عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، إذَا نَعَتَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْمُمَّغِطِ (الممتد) ، وَلَا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ.
و ورد فيه أنه َكَانَ رَبْعَةً مِنْ الْقَوْمِ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ (الشديد جعودة الشعر) وَلَا السَّبِطِ، كَانَ جَعْدًا رَجِلًا (مسرح الشعر)، وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهَّمِ (العظيم الجسم) وَلَا الْمُكَلْثَمِ [(المستدير الوجه في صغر)، وَكَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا، أَدْعَجَ (الأسود العينين) الْعَيْنَيْنِ، أَهْدَبَ (طويلها) الْأَشْفَارِ.
و ورد فيه أنه -صلى الله عليه وسلم- جَلِيلَ الْمُشَاشِ (عظام رؤوس المفاصل) وَالْكَتَدِ (ما بين الكتفين)، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ (الشعر الذي يمتد من الصدر إلى السرة)، أَجْرَدَ (الْقَلِيل شعر الْجِسْم) شَثْنِ (الغليظ) الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إذَا مَشَى تَقَلَّعَ (لم يثبت قَدَمَيْهِ)، كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ (مَا انحدر من الأَرْض)، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ مَعًا، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، وَهُوَ -صلى الله عليه وسلم- خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، أَجْوَدُ النَّاسِ كَفًّا، وَأَجْرَأُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً ، وَأَوْفَى النَّاسِ ذِمَّةً (العهد)، وَأَلْيَنُهُمْ.