رئيس التحرير
خالد مهران

سموم في أجساد المواطنين.. كوارث بالجملة داخل مصانع بير السلم لإنتاج حلوى المولد

مصنع بير سلم لتصنيع
مصنع بير سلم لتصنيع حلوى المولد

اقتربت ذكرى المولد النبوي الشريف ويبدء اصحاب محلات الحلويات بنصب الشوادر تمهيدًا لبيع حلوي المولد، وهي عادات نشهدها من قديم الزمان وقد انتشرت مصانع بيع الحلوي في جميع انحاء الجمهورية،' ولكن اشهر تلك الاماكن هو محيط ساحة المسجد الأحمدي بمدينة طنطا التابع لمحافظة الغربية، المنطقة الاكبر فى الدلتا لبيع الحلوى وتصنيعها سواء حلوى المولد، أو منتجات اخرى تعتمد على صناعة السكر حيث يقام في تلك المنطقة مئات المصانع الأخرى لتصنيع كافة انواع الحلوى، اما في موسم المولد النبوى فإن تلك المصانع تتحول إلى صناعة حلوي المولد فقط.
 
وفي تلك الفتره تنتشر بالأسواق حلوى المولد النبوي والتي اعتادنا عليها أبتهاجا بقدوم مولد النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" وما بين ارتفاع أسعار حلوى المولد النبوي وما بين انخفاضها يقف المواطن حائر قبل اتخاذ قرار الشراء لادخال الفرحة على أسرته، وذلك بسبب السعر فكلما قل السعر قلت الجودة ولكن في ظل الظروف الاقتصادية يلجأ المواطنين لشراء الحلوي مجهولة المصدر بسبب سعرها البخس.

نجح محرر النبأ الوطني في اختراق وكرًا من اوكار مصانع بير السلم الكائنة بمنطقة المرج التابعة لمحافظة القاهرة، فقد دخل هذا الوكر بصفته مشتري لتلك السموم، حيث شاهد اصحاب هذا المصنع والعملين فيه، والذين لايهمهم إلا تحقيق المكاسب فقط، فهم يستخدمون المواد غير صالحة للاستهلاك الادمي مثل الحمص المتعفن والفول السوداني المسوس، كما يتم استخدام مادة فاسدة بديلة للدقيق بسبب ارتفاع سعره، مع استخدام بودرة تصنيع السيراميك، وذلك لصناعة العرائس الحمراء والبيضاء حيث توضع هذه المواد دون مراعاة لنظافتها أو صلاحيتها.

الحلوي الفاسدة

المصنع عبارة عن مخزن داخل قطعة ارض بداخله عقار سكني مكون من طابقين تم بناءه بالطوب الابيض داخل احدي الحواري بداخله مجموعة من البراميل البلاستيكية التي يتم اعداد الحلوى بداخلها، ومجموعة من الاستاندات الحديدية يتم وضع الحلوي عليها عقب تصنيعها، ومجموعة كبيرة من الكراتين مدون عليها اسماء لشركات وهمية غير معلومة، تم اعدادها لوضع الحلوي المصنعة تمهيدًا لطرحها في الاسواق، اما عن الاكياس البلاستيكية الصغيرة التي يتم تغليف الحلوي بها، فهي اكياس مدون عليها معلومات وهمية قد تم تقليدها من اغلفه تابعة لاحدي الشركات الشهيرة، ومعدات حديدية موصله بالكهرباء لخلط العجين والسكر لتصنيع الحلوي الحمراء والبيضاء، اما عن نظافة المكان فحدث ولا حرج عن كم المهملات والقمامة المنتشرة في كل مكان، بجانب الذباب والحشرات الصغيرة، وعن العمال فالمصنع بداخله خمسة اشخاص واخر مسؤول عن تشغيلهم، ولا يوجد اي شهادات صحية لهما، ويقومون بتصنيع حلوي المولد بطريقة عشوائية دون اتباع اي تعليمات.

وبالحديث مع الشخص المسؤول عن مصنع بير السلم عن الاسعار افاد ان السمسمية يبيعها بأربعون جنيهًا في ظل ان الاسعار في الاسواق تبدء من تسعون وحتي مائة وسبعون جنيها، اما عن الملبن الحبل فقد افاد إنه يبيعه بسبعون جنيهًا في ظل طرحه في الاسواق بمائة وتسعون جنيه ويصل سعره في بعض الاماكن لمائتين وخمسون جنيه، وعن سعر المربي جوز الهند أوضح صاحب المصنع ان سعرها ثلاثون جنيه في ظل طرحها في الاسواق بمائة جنيه، وجوز الهند الدوميه السوداني يتم طرحها من خلاله بخمسه وخمسون جنيه في ظل تواجدها في الاسواق بمائة جنيه، حيث قال نصًا "انا ارخص سعر في مصر"، كما أوضح باقي الاسعار من خلال نقاشه وبعدها تركناه علي امل لقاء في اليوم التالي لتنفيذ عملية الشراء من مصنعه.

مصنع بير سلم لتصنيع الحلوي

دكتور تغذية يكشف المستور في عالم تصنيع حلوي المولد 
وبصدد ما شاهدنا فقد قمنا بعرض ما شاهدناه علي الدكتور معتز القيعي، خبير التغذية، والذي افاد ان حلوي المولد الحديثه يتم تصنيعها بإسلوب عشوائي بإستخدام سكريات جديدة مصنعة غير طبيعية، فالقطعة الواحدة منها بمثابة كارثة علي اجهزة الجسم، فيقوم حاليًا اصحاب مصانع الحلوي بإدخال مواد حديثه على السوق لتصنيع اصناف جديدة ولا يعرف خطورتها الناس فهي تهدد صحتهم لإنه ا تعد سموم تراكمية لن تظهر إلا بعد سنوات.

وقد حذر "القيعي" قائلا إن مصانع بير السلم تقوم بتصنيع أغلب أنواع حلاوة المولد بإستخدام كميات كبيرة من السكر فضلا عن أن الأنواع المصنوعة بشكل رديء وخامات مجهولة المصدر تعرض صحة الجميع للخطر، حيث يتم استخدام المواد الحافظة والصناعية والتي منها المصرح ومنها غير المصرح.


واختتم معتز حديثه قائلًا أن ضعف الرقابة مع قلة الإمكانيات وقلة المعدات أدت لانتشار مصانع بير السلم والتي تمثل خطر على المواطنين، وهو ما يجب معه أن تكون هناك صحوة كبيرة في صناعة الغذاء في مصر، وشدد علي ان المواطنين يجب عليهم اختيار المحلات المصرح لها ببيع الحلوى الموثوق بها والتي تتوافر فيها الشروط الصحية، وذلك بالاضافة بالإضافة إلى التأكد من وجود تاريخ انتاج وانتهاء الصلاحية، وعدم شراء الحلوى من المصانع غير المرخصة التي لا تخضع للرقابة الصناعية أو الصحية والتي تباع بأسعار رخيصة غالبا، وعدم شراء الحلوى المكشوفة والمعرضة للاتربة والجراثيم.

مصنع لتصنيع الحلويات

صاحب محل حلويات يوضح معايير البيع والشراء 

كما التقينا بالاستاذ عمر عبدالقادر، صاحب محل حلويات شهير بمدينة حلوان، والذي افاد بأن الاسعار قد زادت الضعف، مما اثر علي عمليات البيع لدي المواطنين، ولكن يظل العميل دائم التعامل معه نظرًا للثقة المكونه بينهم منذ سنوات، فقد أوضح "عمر" ان المصانع التي يتعامل معها هي مصانع معروفة تقوم بتصنيع حلوي المولد بموجب تراخيص، وملتزمه بالمواصفات والمقاييس الصحية، وان زيادة الاسعار هي زيادة طبيعيه لزيادة الخامات، وان المكسب الوحيد هو صحه العميل.


واضاف "عبدالقادر" ان مصانع بير السلم تقوم بإرسال مندوبين له لعرض شراء منتجاتهم باسعار اقل من اسعار الشركات التي يتعامل معها، ولكنه يرفض نظرًا لإنه ا منتجات مجهولة المصدر، وان تلك الشركات لا تمتلك لاوراق رسمية سواء سجل تجاري أو بطاقة ضريبية، أو ترخيص تصنيع للحلويات مما يجعل الامر مستحيل في التعاون معهم، علي الرغم من وجود مكاسب طائلة الا ان احتمال تسمم شخص واحد قد يغلق محله ويدمر سمعته التي ظل علي مدار سبعة وستون عام يبنيها.


واختتم صاحب محل بيع حلوي المولد حديثه بتحذير المواطنين المستهلكين لحلوي المولد من التهاون في شراء المنتجات مجهولة المصدر، وعدم الالتفات لاغراءات الاسعار الموجودة في الاسواق نظرًا لان المواد المصنعة للحلوي هي المتحكم الرئيسي في السعر الرئيسي، فهناك اوناس ماتت ضمائرهم يسعون فقط لتحقيق الارباح والمكاسب الغير مشروعة علي صحة المستهلك.

حملات امنية لمداهمة مصانع بير السلم

وفي سياق متصل تمكنت مباحث التموين بقيادة الرائد محمد عبدالحليم، في ضبط مصنع حلوي المولد مجهولة المصدر، وغير مصحوبة بأية مستندات  تدل على مصدرها غاشًا بذلك جمهور المستهلكين بدائرة قسم شرطة المرج. 
 

فقد تم ضبط مسئول عن مصنع حلوى المولد، وكائن بدائرة قسم شرطة المرج، لإدارته المصنع دون ترخيص وحيازته كميات كبيرة من "حلوى المولد" مجهولة المصدر، وغير مصحوبة بأية مستندات  تدل على مصدرها غاشًا بذلك جمهور المستهلكين لتحقيق أرباح غير مشروعة.. وعُثر بداخل المصنع على 2،865 طن خامات تصنيع "سكر، جوز هند، حمص، عسل جلوكوز، سمسم"، و2،338 طن حلوى المولد "منتج نهائى" وجميعها مجهولة المصدر وبدون مستندات تدل على مصدرها، وأدوات تصنيع للتعبئة والتغليف.

وبمواجهته اعترف بإدارته المصنع دون ترخيص وحيازته للمضبوطات لتصنيع الحلوى بقصد طرحها بالأسواق لتحقيق أرباح غير مشروعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.