مؤلف «حدث بالفعل» لـ«النبأ»: نهاية حكاية «تحت الحزام» الحقيقية أبشع من المسلسل.. والقصص الجديدة صادمة أكثر (حوار)
«لو بعد حين» تسلط الضوء على قضية نتعمد إغلاق عيوننا عنها.. ونجهز جزءًا ثانيًا من العمل
الخير لا ينتصر على الشر إلا في أفلام الكرتون.. والمنصات الإليكترونية هي المستقبل
أجهز مسلسلين وفيلمًا جديدًا.. والسينما عالم مرعب
حقق مسلسل «حدث بالفعل»، حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ عرض الحكاية الأولى منه «تحت الحزام»، التي أثارت نهايتها صدمة للكثيرين، لا سيما أنها قصة حقيقية، إذ قتلت الحماة «الدكتورة عليا»، خطيبة ابنها وصديقتها، بعد تعذيبها الأولى، ثم كشفت الأحداث عن استمرارها في حياتها بشكل طبيعي، دون أي عقاب.
«النبأ» أجرت حوارًا مع المؤلف فادي النجار، تحدث فيه عن المسلسل، وعن باقي حكاياته، كما تطرق للحديث عن أعماله الجديدة، وغيرها من التفاصيل التي تسردها السطور التالية..
هل توقعت ردود الأفعال القوية على المسلسل منذ الحكاية الأولى «تحت الحزام»؟
بصراحة، توقعت أن يحقق المسلسل ردود أفعال جيدة من بدايته، لكن لم أتوقع أن تكون بهذه القوة، نحن تعبنا وجهزنا كثيرًا، وعملنا بطريقة مختلفة عن الموجود في الصناعة، وأتمنى أن باقي باقي الحكايات نفس نجاح «تحت الحزام».
غادة عبد الرازق لم تكن موفقة خلال السنوات الأخيرة في أعمالها، على أي أساس تم اختيارها كـ بطلة للحكاية؟
غادة عبد الرازق من أكثر النجوم الذين يفهمون في الدراما، هي قرأت «الإسكريبت»، وقالت إنه لم يكن به أي شىء يحتاج إلى تعديل، سوى تأدية الدور مثلما كُتب، وتحمست للقصة بشدة، وكانت ملتزمة ومجتهدة للغاية، أنا دائمًا أقول «ياريت كل الفنانين مثل غادة عبد الرازق».
كيف وجدت تقديم عمل تقوم فكرته كلها على «الأمراض النفسية»؟
كنا متخوفين، في البداية من مدى تقبل الجمهور للفكرة، خاصة أن «عليا»، التي تعمل طبيبة أمراض نفسية، تعاني مرضًا نفسيًا، لكن من الواضح أننا اخترنا فكرة صحيحة، وأننا كنا على حق، لأن الناس أصبح لديها وعي كبير بهذه النوعية من الأمراض، وأدركوا أن المرض النفسي لا يقل في خطورته عن المرض الجسدي، ووجدت التفاعل ملحوظًا وإيجابيًا، حتى أن «السوشيال ميديا» كانت مليئة بتعليقات و«ميمز» ساخرة على الحكاية، أضحكتني، وهذا يدل على نجاحها.
هل حكايات مسلسل «حدث بالفعل» حقيقية بشكل كامل؟
نعم، نحن كنا نأخذ الحالات من ملفات الأطباء النفسيين، ونستخدم الخط الأساسي بها فقط، فـ على سبيل المثال، في حكاية «تحت الحزام»، أخذنا فكرة «أم خطفت زوجة ابنها» ثم بنينا عالم الأبطال وتصاعد الأحداث من وحي الخيال، وبالطبع، اعتمدت في ذلك على الحبكة الدرامية، بالإضافة إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك أي تشابه بين المسلسل والقصص الحقيقية، احترامًا لخصوصية المرضى.
مرض «الدكتورة عليا» يعرف بما يسمى «سفاح القرب العاطفي»، هل كان ذلك هو المقصود توصيله من حكايتها؟
نعم، هذا المصطلح يضم عدة أمراض، منها: «حب الغيرة، الحب المرضي، وحب التملك»، وهو ببساطة نفس معنى «ومن الحب ما قتل»، وموجود كثيرًا حولنا.
وماذا عن نهاية الحكاية، التي كانت صادمة للجميع؟
كل نهايات حكايات «حدث بالفعل» صادمة، والحكايات الجديدة ستكون صادمة بشكل أكبر للجمهور، ولذلك كتبنا جملة «الحقيقة أغرب من الخيال»، تحت اسم المسلسل، لكن يبدو أن الجمهور لم ينتبه إليها، ولذلك صُدم من النهاية.
حكاية «لو بعد حين» للفنانة دينا الشربيني والفنانة شيرين رضا، ستخلق جدلًا كبيرًا أيضًا، وهي تسلط الضوء على قضية مهمة وموجودة، لكن لم يناقشها أحد في الوطن العربي، ودائمًا نغفل عنها ونتعمد إغلاق عيوننا عنها، حتى لا نعترف بوجودها وسطنا، وأتمنى أن يحبها ويفهمها المشاهدون.
كيف كانت نهاية حكاية «تحت الحزام» في القصة الحقيقية؟
كانت أكثر بشاعة، وكانت مليئة بتفاصيل صعبة للغاية،اضطررنا إلى حذفها، مثل التعذيب.
واجهت حكاية «تحت الحزام» بعض الانتقادات، بأنها تشجيع على الشر، لا سيما بعد انتصاره في النهاية.. ما تعليقك؟
الخير لا ينتصر على الشر سوى في أفلام الكرتون، لكي نعلم الأطفال أن الخير أمر طيب، وأنه يجب التحلي به، لكن في الحقيقة، يغلب الشر بنسبة كبيرة، فـ إذا كان الخير هو الذي ينتصر، ما كان الزعيم هتلر قتل أكثر من 20 مليون شخص في الحرب العالمية الثانية.
وكيف كانت كواليس كتابتك للمسلسل؟
المسلسل استغرق حوالي 4 سنوات عمل لي مع المخرج هشام الرشيدي؛ 3 سنوات في كتابته، وسنة في التصوير، وقمنا بتعديلات كثيرة عليه مرات عديدة، حتى يخرج للنور.
كيف ترى حال المنصات الإليكترونية في الوقت الراهن؟
المنصات الإليكترونية هي المستقبل، وأظن أن التلفزيون سيختفي قريبًا، وستكون الهواتف المحمولة هي البديل، غير أن هذه المنصات هي التي تحدد اهتمامات الجمهور بشكل واقعي دقيق.
ما الجديد لديك حاليًا؟
انتهينا من الجزء الأول كاملًا من مسلسل «حدث بالفعل»، ونجهز جزءًا ثانيًا، وأنا لديَ مسلسلين جديدين؛ الأول مع شركة «سينرجي»، والثاني مع المنتج أحمد السبكي، وستكون أعمال مختلفة جدًا.
أين أنت من السينما؟
السينما عالم مرعب و«يخض»، وعامة أنا أجهز فيلمًا مع شركة «سينرجي»، أتمنى أن يكون على نفس مستوى «حدث بالفعل»، لكن لا يمكنني الحديث عنه في الوقت الحالي.