شيركو حبيب: يجب على إيران وتركيا الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي
يمر العالم كله بحالة من التوتر غير مسبوقة، وتنتشر أعمال العنف والحروب في عدة مناطق حول العالم، ولعل أكثرها توترًا المنطقة العربية، وبعد أن كان إقليم كردستان العراق أحد أهم عناوين الاستقرار في المنطقة، إلا أنه يعاني مؤخرًا من توترات، بسبب الخلافات مع الحكومة الاتحادية في بغداد، أو الاعتداءات المتكررة من إيران وتركيا على الأراضي العراقية، بحجة محاربة الإرهاب أو الجماعات المعارضة لها، كما شهد الإقليم انتشار وباء الكوليرا مؤخرًا أيضا.
وقال الأستاذ شيركو حبيب، ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، إن الأوضاع تحت السيطرة في كردستان بشأن مرض الكوليرا، مشيرا إلى أن إيقاف تصدير النفط من كردستان يؤثر على العراق كله.
وأضاف في حوار لـ النبأ أن التدخلات الايرانية أو التركية يجب ايقافها وعدم خرق سيادة العراق، وعلى الجانبين الإيراني أو التركي الجلوس مع المعارضة لحل الخلافات والمشاكل والاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي.
_ كيف هي الأوضاع في كردستان بخصوص انتشار مرض الكوليرا ؟
الأوضاع تحت السيطرة وهناك العديد من الحالات وحكومة الإقليم جادة للسيطرة على هذا الوباء، والبحث عن أسباب الوباء من اماكن خزن المياه وايضا نظافة الخضروات بشكل صحي، وتم تشكيل لجنة من وزارة الصحة والوزارات المختصة لمتابعة الوضع ميدانيا.
_لماذا ترفض وزارة الصحة العراقية تقديم يد العون لحكومة الإقليم للسيطرة على المرض؟
ليس لدي علم بهذا الموضوع، ولكن هناك تعاون في كثير من الأمور الصحية.
_ التقارير الواردة من كردستان تؤشر على وجود أزمة اقتصادية، بسبب إيقاف تصدير النفط، هل ثمة بوادر لحل الأزمة بالتفاوض مع تركيا وبغداد؟
إيقاف تصدير نفط الاقليم يؤثر سلبا على العراق برمته وليس الإقليم فقط، هنالك بوادر لحل الازمة وتصدير النفط من قبل شركة سومو العراقية، حيث الإقليم بموجب اتفاقية يسلم النفط إلى شركة سومو. الأزمة الاقتصادية أيضا سببها عدم ارسال الميزانية المتفق عليها في البرلمان العراقي، منذ ثلاثة أشهر لم يستلم موظفي الاقليم رواتبهم بسبب عدم إرسال الميزانية المخصصة، ولكن خلال الأيام الماضية أرسلت الحكومة العراقية مبلغا كقرض لتوزيع رواتب الموظفين وذلك بعد زيارة رئيس مجلس وزراء الإقليم إلى بغداد ولقائه بالمسؤولين في الحكومة.
_ إلى أين انتهت مفاوضات الرواتب مع حكومة بغداد؟
المفاوضات انتهت بأن ترسل الحكومة الاتحادية ملبغ 700 مليار دينار عراقي عن كل شهر وحاليا هنالك اتفاقية بين الطرفين لإرسال هذا المبلغ لمدة ثلاثة أشهر ولكن من المحتمل إرساله لنهاية هذا العام، وحكومة الإقليم تؤكد على حل الخلافات حسب الدستور والاتفاقيات التي تخدم جميع العراقيين دون استثناء.
_هناك توترات أمنية في الاقليم، وتدخلات عسكرية إيرانية من حين لآخر، بحجة ضرب المعارضة، هل تعتقد أن اتفاق بغداد وطهران حول نزع سلاح المعارضة الإيرانية سوف ينهي هذه التوترات؟
سواء كانت التدخلات الإيرانية أو التركية يجب ايقافها وعدم خرق سيادة العراق، ويجب على الجانبين الإيراني أو التركي الجلوس مع المعارضة لحل الخلافات والمشاكل والاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي، ولن يتم حل هذه المشاكل أو حل القضية الكردية في كلتا البلدين بالعنف، وعلى المعارضة الكردية الإيرانية أو الكردية التركية عدم استعمال أراضي الإقليم لشن هجمات على أي من الدولتين لأن المتضرر الوحيد هو سكان القرى والقصبات الكردية التي تم تهجير اكثر من 500 قرية جراء قصف البلدين لاراضي كوردستان العراق والحاق الاضرار بمتلكات المواطنين في هذه المناطق، إذا لم تكن هناك حجج اخرى بالطيع ستؤثر ولكن هذا حل مؤقت لان لا بد حل القضية سلميا دون اراقة الدماء ويجب على هذه الدول الاعتراف بان هناك شعب اسمه الشعب الكردي له الحقوق كباقي الشعوب في أن يعيش بسلام على أراضيه وأنه لم يغتصب أرض أحد.
_ هل تعتقد أن الولايات المتحدة تخلت عن دعم الإقليم سياسيًا واقتصاديًا ؟
الولايات المتحدة تدعم العلاقات الإيجابية بين الاقليم والحكومة الاتحادية، وتحاول تهدئة الأوضاع وحل الخلافات بين الجانبين دستوريا، ويجب أن لا ننسى أن الولايات المتحدة تراعي مصالحها قبل مصالح الآخرين، ولم تتخل عن العراق عامة والإقليم خاصة.
_كيف ترى الأوضاع في المنطقة حاليًا، في ظل الحديث عن تطبيع وشيك بين السعودية وإسرائيل، وهل يعيد هذا الاتفاق رسم خريطة المنطقة سياسيًا؟
التطبيع بين هذه الدول شأن داخلي وكل دول تعمل حسب مصالحها، وبالطبع التطبيع بين السعودية وإسرائيل إن كان صحيحا سيؤثر على رسم خارطة سياسية جديدة للمنطقة.