بعد جريمة جامعة القاهرة.. خبير نفسي يحلل أسباب انتشار جرائم القتل
شهدت مصر، في الآونة الأخيرة، انتشار جرائم قتل بطرق وحشية، لعل أبرزها الجريمة البشعة التي شهدناها منذ أيام والتي راح ضحيتها نورهان موظفة بكلية الآثار جامعة القاهرة التي قتلها زميلها بـ 6 طلقات نارية وبعد أن توصلت إليه قوات الشرطة أنهى حياته بطلقة اخترقت رأسه تاركًا رسالة بأن ضحيته "دمرت حياتي"، هذه الجريمة التي هزت أرجاء القاهرة الكبرى وأثارت جدلا وقلقا كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، مما تساءل الكثير حول الدوافع والأسباب النفسية التي تدفع للقتل بهذه الطريقة.
جرائم القتل في مصر
في هذا السياق، قال الدكتور "عاصم حجازي"، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة لـ " النبـأ"، إنه يجب التأكيد على أن هذا النمط من الجرائم دخيل على المجتمع المصري ويعبر عن حالات فردية لا ترقى لمستوى الظاهرة، مضيفا أن هذا يشير إلى تسلل مفردات ثقافية غريبة على الثقافة المصرية ويستدعي التصدي لها بكل حزم.
غياب الدور التربوي الأسري
وأضاف "حجازي"، أنه يمكن التوصل إلى استنتاجات نفسية من خلال رصد هذه الجرائم وتتمثل هذه الاستنتاجات في غياب الدور التربوي للأسرة واقتصاره على المراحل المبكرة من عمر الفرد وانتهائه بوصول الفرد إلى سن الشباب والصحيح أن دور الأسرة مستمر ومتواصل ولكنه متغير، حيث إن التواصل الأسري والاهتمام بدعم الشاب ومشاركته في حل مشكلاته بالتوجيه والإرشاد يعد من أهم أدوار الأسرة في مرحلة الشباب.
تعرض الشباب لضغوط المقارنة
وتابع: "أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة "، أن تعرض الشباب لضغوط المقارنة دون تلقي دعم أسري مناسب يصاب الشاب بالإحباط والهشاشة النفسية وانعدام الثقة بالنفس وتدني شديد في تقديره لذاته يجعله يصنف نفسه كشخص فاشل وغير مرغوب فيه وغير محبوب وغير قادر على المنافسة والعطاء، لافتا إلى أن هذا التصنيف السلبي للذات يجعله يفقد الرغبة في الحياة وتتولد لديه دوافع شديدة للانتقام من الشخص الذي يراه سببا في ذلك والرغبة الشديدة جدا في الانتقام هي ما يجعل هذا الفرد يسعى للانتقام من الشخص في مقر عمله أو في عقر داره.