التعليم الأزهرى فى مأزق..
كواليس مواجهة شيخ الأزهر أكبر أزمتين قبل انطلاق العام الدراسى الجديد
تواجه مشيخة الأزهر هذا العام أزمة في استيعاب الأعداد الكبيرة والإقبال المتزايد على التقديم في التعليم الأزهري سواء في مرحلة رياض الأطفال أو التحويل من مدارس التربية والتعليم للمعاهد الأزهرية، ومنذ عام 2016، يشهد التعليم الأزهري في مصر ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد طلابه، ويبدو ذلك كأنه هروب أو هجرة من التعليم العام نحو هذا النظام التعليمي الديني.
وشهد العام الدراسي الجديد زيادة في نسب تحويلات الطلاب من مدارس التربية والتعليم إلى المعاهد الأزهرية، ووفقا للمعلومات فإن أعداد المحولين وصل إلى 60 ألف طالب وطالبة، وعليه وصلت الزيادة إلى 58.3%، أي أن معدل الزيادة السنوية نحو 12%، ما يعني أن متوسط نسبة الزيادة تصل لـ52%.
وبلغ إجمالي الطلاب المقيدين بالتعليم الأزهري، 381.5 ألف طالب بالتعليم الأزهري خلال الــعام الدراسي مقابـل 336.4 ألف طالب بالتعليم الأزهري خـلال العام الدراسي 2020-2021 بزيادة بلغت نسبة 6.1% في التعليم الأزهري.
وكشفت مصادر داخل مشيخة الأزهر، عن وجود أزمة كبيرة داخل المشيخة لاستيعاب هذا العدد من الطلاب، خاصة أن الإقبال غير المسبوق جاء فى ظل الأزمة الطاحنة التى تعانى منها المعاهد الأزهرية والمتمثلة فى العجز الشديد فى أعداد المعلمين فى المراحل والمواد المختلفة، وهو الأمر الذى يزيد صعوبة حل الأمر أمام المسئولين فى الأزهر، خاصة مع ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعى وجروبات التعليم الأزهرية، خلال الأيام الماضية، من حالة الغضب لدى أولياء الأمور الذين قدموا لأبنائهم للالتحاق فى مرحلة رياض الأطفال أو الصفوف الأولى للمعاهد الأزهرية، وذلك بعد رفض طلب التقديم الخاص بهم.
وتعد عملية رفض أعداد كبيرة من المتقدمين بمرحلة رياض الأطفال ظاهرة تحدث للمرة الأولى داخل المعاهد الأزهرية.
وتشير المصادر، إلى أن أسباب الأزمة الرئيسية يرجع إلى الأعداد الغفيرة التى تقدمت، بجانب أزمة النقص الكبير فى أعداد المدرسين، وذلك بعد عدم تعيين أي عضو جديد للعمل فى تلك المعاهد الأزهرية، خلال السنوات الماضية.
وفي أول تحرك من جانب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، طالب قيادات التعليم الأزهري بضرورة قبول أكبر عدد ممكن من التلاميذ المتقدمين لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائى ممن تتوافر فيهم شروط التقديم على رأسها شرط السن وهو 4 سنوات لمرحلة رياض الأطفال، و6 سنوات للصف الأول الابتدائى، وذلك بجميع المناطق الأزهرية على أن يتم فتح التقديم اليدوى، خلال الفترة المقبلة، موجهًا بوضع جميع الحلول والبدائل للتغلب على العجز فى المعلمين.
ومن ضمن الحلول المطروحة حاليًا أمام الأزهر لحل الأزمة، زيادة الكثافة فى صفوف المراحل الأولى، بجانب الاستخدام الأمثل للفصول الدراسية من خلال دمج بعض الفصول المستخدمة إداريًا؛ من أجل استقبال الطلاب الجدد بجانب استخدام عدد من القاعات غير المستخدمة فى المعاهد، واستغلال المعاهد الأزهرية الجديدة، والتى سيتم افتتاحها وبدء العمل بها مع بداية العام الدراسى الجديد.
وفي حال استنفاد كافة تلك الحلول والمقترحات وكانت المشكلة لا زالت قائمة، فهناك مقترح آخر يجعل بعض المعاهد الثانوية بنين تكون الدراسة فيها فترة مسائية على أن تكون الفترة الصباحية بها مخصصة لصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائى.
بجانب التنبيه على جميع الإدارات بأنه بالنسبة للتلاميذ المقبولين بالتنسيق الإلكترونى للعام الدراسى الجديد بالمستوى الأول لرياض الأطفال، والصف الأول الابتدائى ولم يتقدم أولياء أمورهم بملفاتهم فى المواعيد القانونية، أو فقد المتقدم أحد شروط القيد يصعد التالى له فى الترتيب بنفس المعهد، على أن تكون الأولوية للأكبر سنًا حسب رغبات الأطفال.
ووافق «الطيب»، على زيادة سعة الفصول لتصل إلى 50 طالبًا، وفتح الفصول المغلقة وتحويل الغرف المخصصة للمدرسين والإدرايين إلى فصول دراسية، وإتاحة إمكانية العمل في بعض المعاهد بنظام التناوب (فترتان صباحية ومسائية)، فضلا عن التوسع في إنشاء معاهد جديدة.
وعن الأزمة التي يعانى منها الأزهر قبل بدء العام الدراسي والمستمرة منذ عامين بسبب رفض الحكومة تلبية مطالب المشيخة بتعيين 16 ألف معلم جديد لسد العجز بالمعلمين خاصة المواد الشرعية والقرآن الكريم، ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها «النبأ» من داخل المشيخة، فإن شيخ الأزهر سيعمل على حلول مؤقتة لحين حل الأزمة من جانب الحكومة، والتعامل معها بعدة طرق منها منح الحد الأقصى لكافة المعلمين فيما يتعلق بنصاب الحصص الدراسية المقررة عليهم، بجانب ندب المدرسين من المعاهد ذات الكثافة الأقل إلى المعاهد ذات الكثافة الأكثر؛ من أجل تغطية أكبر قدر من العجز، بالإضافة إلى قبول أكبر قدر من طلبات الخدمة العامة بالنسبة للفتيات الخريجات للعمل فى مرحلة رياض الأطفال لتغطية عجز المدرسين فى تلك المرحلة، إلى جانب الاستعانة بالعاملين بالوعظ والأوقاف لسد العجز فى نصف المعلمين فى المواد العربية والشرعية.
كذلك، بدأ الأزهر قبول متقدمين جدد، سواء من خريجي جامعة الأزهر أو من الكليات الحكومية مع إعطاء الأفضلية لخريجي الأزهر؛ للعمل في المدارس، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، مقابل مكافآت مالية مجزية مقارنة بالمكافآت التي وضعتها وزارة التربية والتعليم، والتي لا تتجاوز 20 جنيها مقابل الحصة الواحدة، في إطار سد العجز من المدرسين دون التوجه إلى إقرار تعيينات جديدة.
من جانبه، قال الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر الشريف السابق، أن التعليم الأزهري أصبح نظامًا شاملًا يجمع بين التعليم الديني والعلمي؛ مما يجذبهم للاختيارات الأكثر شمولية، وكذلك تطور مناهج التعليم الأزهري، فقد شهدت مناهج التعليم الأزهري تحسينات وتطويرات؛ مما أدى إلى زيادة جاذبية هذا النظام التعليمي بالنسبة للأهالي.
وتابع: «أما العامل المهم فهو التأثير الاجتماعي والثقافي؛ حيث يمكن أن تلعب المجتمعات والثقافات المحلية دورًا في تشجيع الأهل على اختيار التعليم الأزهري عن التعليم العام».