مع أول أيام صرف...
بالتفاصيل.. أزمات تهدد بفشل منظومة متابعة السلع التموينية
بدأت وزارة التموين والتجارة الداخلية في تطبيق منظومة جديدة لمتابعة السلع التموينية، بمحافظات البحيرة وكفر الشيخ والسويس والإسماعيلية وأسيوط والوادي الجديد والأقصر وبورسعيد، ومطروح وبني سويف.
وتهدف المنظومة إلى تتبع المنتج بداية شركتي العامة والمصرية لتجارة الجملة التابعتين للشركة القابضة للصناعات الغذائية وتوزيعه على المخازن وصولًا إلى صرفها للتجار ثم للمواطن.
وتأتي المنظومة في إطار التحول الرقمي، ومنع التلاعب أو حودث نقص بمقررات السلع التموينية، ولا سيما أن السلع بدء من خروجها من المصنع تحت رقابة مشددة مميكنة.
وتقوم المنظومة الجديدة، على وضع السلع التي يستلمها التاجر على «سيستم» الماكينات، ولا يتم صرف أي سلع غير موجودة على الماكينة، بحيث يكون مقيد بالسلع التي يستلمها، وعليه تستطيع الوزارة رصد السلع التموينية المتوفرة عند التجار على مستوى الجمهورية، بدءً من أقل سلعة إلى أكبر سلعة.
وتلزم المنظومة الجديدة، التاجر التمويني، بدفع فرق الدعم لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية بموجب إيصال بنكي من أحد البنوك المصرية، في حالة تخطيه المبلغ المقرر للمواطن المقيد البطاقة.
كما تلزم المنظومة، التاجر التمويني، بصرف السلع المسلمة للتاجر التمويني من شركة الجملة لأصحاب البطاقات التموينية، وإذا لم يصرف سلعة ما على الماكينة بالرغم من استلامها من الشركة فإنها تتخزن لديه كرصيد حتى يتم صرفها للمواطن.
شكاوي بقالي التموين
ومع أول أيام تطبيق المنظومة وصرف السلع التموينية لشهر أكتوبر، اشتكى بقالي التموين، من توقف السيستم وعدم نزول السلع على الماكينات الخاصة بشركة كومبكت سوفت المسئولة على الربط، بجانب عدم وجود سلع غير الزيت والسكر فقط.
كما اشتكى بعض بقالي التموين، من ضرب الباتشات، قائلين: «يجب علينا مراجعة الباتشات بعد الضرب لأنها غير دقيقة حينما يتم ضرب بطاقة فرد على قيمة 1 سكر و1 زيت و1 مكرونة، يظهر على الماكينة 1 سكر و1 زيت فقط، وعند إعادة الضرب يظهر أصفار».
وتسبب ذلك في حالة، من الغضب لدي بقالي التموين، وهو الأمر الذي أدي وقف عمليات صرف السلع للمواطنين بداية شهر أكتوبر الجاري، وإغلاق محال الخاصة بهم؛ لحين حل المشكلات مع شركة كومبكت.
مشكلات شركة كومبكت
وفي هذا السياق، قال السيد البرعي، رئيس شعبة البقالة والمواد الغذائية بغرفة البحيرة والمنسق العام للجنة التنسيقية بالغرف التجارية على مستوى الجمهورية، إن التجار لا تعترض على المنظومة الجديدة وترحب بتطبيقها، لأنها تهدف لتحسين حركة تداول المنتج نفسه، ومنع تهريب السلع وبيعها في السوق الحر.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه مع بدأ تطبيق المنظومة وجهتنا عدد من المشكلات، مع شركة كومبكت تتمثل في عدم شحن الرصيد وتوصيله للتجار.
وأشار «البرعي»، إلى أن الشركات القائمة على تطبيق المنظومة غير كفء على إدارتها، وهو الأمر الذي أحدث ارتباكًا في 10 محافظات تطبق بهم المنظومة، مما تسبب في غلق المحال وعدم صرف السلع للمواطنين.
وأكد ضرورة اهتمام شركة كومبكت بالفكر التكنولوجي الخاص بربط منظومة السلع التموينية، وتميزه عن أي منظومة أخرى، ولا سيما أنه يوجد فى مصر 23 مليون بطاقة تموين يستفيد من خلالهم 64 مليون مواطن.
وأوضح رئيس شعبة البقالة والمواد الغذائية بغرفة البحيرة، أن المنظومة مريحة للتاجر، وترحمه من عذاب أمناء مخازن بشركتى الجملة والمصرية، والمرمطة في مكاتب التموين لصرف البضائع ووضعها على الماكنيات، متابعًا: «أصبح الأمر في خطوة واحدة السلع المراد استلامها على الماكينات وثم الصرف».
الحفاظ على حق المواطن
ومن ناحيته، قال أحد كبار مفتشي الشركة العامة لتجارة الجملة، رفض ذكر أسمه لـ«النبأ»، إن المنظومة الجديدة أشبه بمنظومة الخبز، حيث الرصيد الذي لدي بقال التموين يوضع على ماكنية ومن ثم يصرف للمواطن.
وأضاف أن قبل تطبيق المنظومة، كان يوجد رصيد بكميات كبيرة لدي تجار التموين، غير معلوم لدي الوزارة، وهو الأمر الذي كان يفتح أبواب أمام الفساد وسرقة الدعم.
وأشار، إلى أن جميع مفتشي وزارة التموين تعمل منذ أسبوعين على عمليات جرد الأرصدة، حيث تم كشف مفاجآت من وجود أرصدة تغطي وزيادة عن قيمة التأمين.
وأكد مفتش الشركة العامة لتجارة الجملة، أن المنظومة هدفها الأساسي الحفاظ على حق المواطن والمال العام، والتاجر التمويني، حيث سيتم من خلالها معرفة عدد المنتفعين الحقيقين من السلع التموينية.