كيف تحدثت صحف إسرائيل عن ذكرى انتصار أكتوبر؟
تناولت صحية تايمز أوف إسرائيل الناطقة باللغة الإنجليزية، الذكرى الخمسين لـ انتصار أكتوبر، والتي رأت أن الذكرى والتي شكلت سياسة ودبلوماسية الأمة العربية، بدأت تتلاشى، ولكن لازال الرئيس المصري يستخدم هذه الذكرى في محاولة لحشد المصريين، على الرغم من أن 85% منهم، لم يعيشوا تلك الحرب!
وأوضحت الصحيفة أن الرؤساء المصريون المتعاقبون على مدى عقود استمدوا شرعيتهم من ماضيهم العسكري في قتال إسرائيل وانتصار أكتوبر، مثل الرئيس محمد أنور السادات، والرئيس محمد حسني مبارك، ولكن الزعيم المصري الحالي، الرئيس عبد الفتاح السيسي، يشكل استثناءً؛ لأنه لم يلتحق بالأكاديمية العسكرية إلا في العام الذي وقعت فيه الحرب، ولم يحمل السلاح ضد إسرائيل.
ووصفت الصحيفة ما حدث في 6 أكتوبر 1973، بأنه هجوم مفاجئ من مصر وسوريا، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى حافة الهزيمة قبل أن تتعافى مرة أخرى بدعم من جسر جوي أمريكي، وفي غضون ثلاثة أسابيع، دخل وقف إطلاق النار الذي أقرته الأمم المتحدة حيز التنفيذ.
وفي الذكرى التاسعة والأربعين للحرب العام الماضي، أشاد السيسي بـ”يوم العزة والكرامة” الذي أظهر “قدرة المصري وتفوقه في أصعب اللحظات”.
وقد يكون لتصريحاته صدى لدى المصريين الذين يعيشون أزمة اقتصادية قاسية بسبب انهيار قيمة العملة وارتفاع التضخم لمستويات قياسية.
ويقود السيسي الآن دولة يشكل الشباب فيها الأغلبية، حيث تظهر الأرقام الرسمية أن حوالي 85% من سكان مصر البالغ عددهم 105 ملايين نسمة لم يكونوا على قيد الحياة ليعيشوا انتصار أكتوبر وتجربة حرب 1973 وما أعقبها مباشرة.
وقال المؤرخ توفيق أكليمندوس من المركز المصري للدراسات الاستراتيجية إن قيادته في الحرب أكسبت السادات "شرعية يمكن أن تحل محل شرعية سلفه جمال عبد الناصر، بطل ثورة 1952 التي أطاحت بالنظام الملكي".
وقال أكليمندوس لوكالة فرانس برس إن مبارك، الذي كان قائدا للقوات الجوية في عهد السادات عام 1973، قدم نفسه على أنه “بطل الحملة الجوية”، وأضاف اليوم "يبدو كل هذا بعيد المنال بالنسبة للجيل الجديد".
وأضاف المؤرخ أن الشباب المصريين "لا يستطيعون الوصول إلى كتب جادة باللغة العربية حول هذه القضية"، وأن "الأشخاص الذين عاشوا الحرب هم فقط من يتذكرون الخوف والقيود التي فُرضت على الاقتصاد في زمن الحرب".
واستعادت القاهرة بعض الأراضي في سيناء خلال الحرب، لكنها أعادت شبه الجزيرة بأكملها إلى أيدي المصريين بموجب اتفاق السلام لعام 1979.
وقال عمرو الشوبكي، المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الأحداث تركت للجيش المصري وصف جيش النصر، على عكس جيش هزيمة 1967”.
ماذا بعد الحرب؟
وبعد الحرب أصبحت مصر واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات العسكرية الأمريكية، والتي تجاوزت هذا العام 1.2 مليار دولار، و"عالم ذي أقطاب نفوذ مختلفة"، فإن مصر "لا تريد تنفير روسيا أو الصين أو الهند" مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع حلفائها في الولايات المتحدة والخليج والغرب.
والقاهرة الآن ليست وحدها في المنطقة التي تعترف بإسرائيل، الأمر الذي أثار في ذلك الوقت غضبًا في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، حيث وقع الأردن اتفاقية السلام عام 1994.
وفي عام 2020، قامت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل من الصفقات المدعومة من الولايات المتحدة، وتضغط واشنطن من أجل إبرام اتفاق مماثل بين السعودية وإسرائيل.
واختتمت الصحيفة قولها أنه في حين قد تقوم الحكومات بتعديل الأمور، فإن الناس العاديين لم يقتنعوا بذلك. بالنسبة للعديد من المصريين، تظل إسرائيل عدوًا مريرًا.