رئيس التحرير
خالد مهران

غزة تفاجئ الفيدرالي الأمريكي وتتركه في حيرة من أمره.. لهذه الأسباب!

النبأ

إثر اشتداد الاشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلية وحركة المقاومة الإسلامية حماس مع بزوغ فجر هذا الأسبوع، قد تتزايد مستويات عدم اليقين السياسي. وهذا قد يضع ضغوطًا على البنوك المركزية حول العالم للتصدي لموجة جديدة من التضخم. وليس هذا وحسب، بل قد يؤثر ذلك أيضًا على الثقة بالوضع الاقتصادي في المنطقة. 

بيد أن تأثير هذه الأحداث قد يستغرق بعض الوقت حتى يظهر بوضوح على الاقتصاد، وسيعتمد ذلك على مدى استمرار الصراع وشدته، وعلى ما إذا كان سينتقل إلى أماكن أخرى في المنطقة.

وفي هذا السياق، صرح أجوستين كارستينز، المدير العام لبنك التسويات الدولية، خلال عرضه أمام الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال: "من السابق لأوانه تحديد ما هي التداعيات"، ورغم ذلك فإن الأسواق النفطية وأسواق الأسهم قد تشهد تداعيات فورية.

وقد يزيد الصراع الحالي من الضبابية حيال مستقبل الاقتصاد العالمي الذي كان يعاني بالفعل، والضغوط على الأسواق الأميركية التي لا تزال تتكيف مع احتمال أن يحتفظ بنك الاحتياطي الفيدرالي بأسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول مما توقعه العديد من المستثمرين.

وأشار كارل تانينباوم، كبير الاقتصاديين في "نورثرن ترست": "أي مصدر لعدم اليقين الاقتصادي يؤخر اتخاذ القرار، ويزيد من عوامل المخاطر، وخاصةً بالنظر إلى هذه المنطقة... هناك تخوف من التداعيات على سوق النفط".

وأضاف: "ستتابع الأسواق أيضًا كيف تتطور السيناريوهات"، وما إذا كانت هذه الاشتباكات تختلف عن عقود من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

الفيدرالي في حيرة أمره

بالنسبة للبنوك المركزية، فإن هذا يمثل تحديًا يجب حسمه حيال مدى احتمالية زيادة في معدلات التضخم، لا سيما أن المنطقة ليست فقط موطنًا لمنتجي النفط الرئيسيين كالمملكة العربية السعودية، بل تمتد أيضًا إلى ممرات الشحن الرئيسية عبر قناة السويس.

وأشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي، إلى ارتفاع أسعار الطاقة، مؤخرًا، باعتبارها تهديدًا محتملًا لتوقعاتهم بتخفيف التضخم تدريجيًا. وأضافوا أنهم يرون أيضًا أنه من المرجح أن يتفادى الاقتصاد الأميركي الركود، بغياب نوع من الصدمات الخارجية غير المتوقعة.

وتنتظر الأسواق بفارغ الصبر رد فعل اللاعبين الرئيسيين في قطاع الطاقة مثل وإيران لمعرفة ما إذا كان هناك ارتفاع آخر في الأسعار قادم، في حين ستكشف عمليات التداول في أسواق السندات والأسهم في الأيام المقبلة عن مدى تفاؤل الأسواق أو عدم تفاؤلها في هذا السياق.

وقال كبير الاقتصاديين في شركة "III Capital Management"، كريم بسطة، حسب وكالة "رويترز": "تشكل الحرب خطرًا على ارتفاع أسعار النفط، وتشكل مخاطر على كل من التضخم وتوقعات النمو"، مما يترك الاحتياطي الفيدرالي في حالة من الحيرة.

وشنت حركة حماس الفلسطينية هجومًا عسكريًا هو الأكبر على دولة الاحتلال الإسرائيلية منذ عقود، يوم السبت، مما أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين. وردا على ذلك نفذ الاحتلال الإسرائيلي سلسلة ضربات جوية انتقامية على غزة، أسفرت عن سقوط مئات القتلى.

وكلما زادت حدة الصراع بين الطرفين، كلما زادت المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، مما قد يستفيد منه الملاذات الآمنة مثل سندات الخزانة الأميركية والذهب والدولار.