النفط يصعد بأكثر من 4% في ساعات بسبب صراع الشرق الأوسط..ماذا بعد؟
ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد، يوم الإثنين، حيث أثار تصاعد العنف في الشرق الأوسط المخاوف بشأن أمن إمدادات النفط الخام في المستقبل.
وفي تمام الساعة 17:45 بتوقيت الرياض يرتفع خام النفط WTI بـ 4.38% إلى 86.45 دولارًا للبرميل، فيما صعدت أسعار نفط برنت إلى 88.11 دولارًا صعودًا بـ 4.16%.
ويأتي هذا الصعود العنيف بسبب الاضطراب على الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة هجوم حماس غير المسبوق على الاحتلال الإسرائيلي وإعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة وحماس.
ويذكر أن النفط عانى خسائر عنيفة في الأسبوع الماضي هبطت بأسعاره من مستويات الـ 94 لنفط برنت إلى مستويات الـ 84.07 في يوم 5 أكتوبر الماضي، قبل أن ترتد الآن.
تصاعد الصراع الإقليمي قد يؤثر على العرض
تصاعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى حرب شاملة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث هاجم أعضاء من حركة حماس عدة بلدات إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين وإثارة موجة من الضربات الجوية الإسرائيلية الانتقامية على غزة والتي أسفرت أيضًا عن سقوط العديد من القتلى.
ورغم أن النطاق الحالي للصراع ليس له تأثير مباشر على إمدادات النفط العالمية، فإن الأسعار ترتفع بسبب المخاوف من جر الدول المجاورة إليه.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا حماس في التخطيط لهجومها على إسرائيل في سلسلة من الاجتماعات على مدى أشهر، وهو ما نفته بعثة إيران لدى الأمم المتحدة يوم الأحد.
وقد اتخذت واشنطن موقفا أكثر ليونة تجاه الحظر النفطي الإيراني على مدار العام، في محاولة لتهدئة العلاقات مع إيران كجزء من محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام إقليمي ووسط مخاوف بشأن ارتفاع أسعار النفط.
ومع ذلك، فإن فرض العقوبات بشكل أكثر صرامة هو رد محتمل إذا تم التأكد من وجود صلة بطهران.
وقال محللون لدى آي إن جي في مذكرة: "إن تطبيق هذه العقوبات بشكل أكثر صرامة سيعني خسارة محتملة لا تقل عن 500 برميل يوميا". و"إذا تحققت هذه الخسارة، فإن الفائض الذي نتوقعه حاليًا في الربع الأول من عام 24 سيختفي إلى حد كبير، مما يترك السوق في حالة توازن تقريبًا في أوائل العام المقبل. وبالنسبة للفترة المتبقية من عام 2024، سنشهد عجزًا أعمق، خاصة خلال النصف الثاني من عام 2024. وفي ظل هذا السيناريو، سيكون هناك بعض المخاطر التصاعدية على توقعاتنا الحالية لخام برنت عند 90 دولارًا للبرميل في العام المقبل.
والقلق إذن هو أن تقوم إيران بالرد بتعطيل شحن النفط في مضيق هرمز، مما قد يؤثر على حوالي خمس الإمدادات العالمية.
النمو والمخاوف بشأن أسعار الفائدة ضربت الخام الأسبوع الماضي
جاءت هذه الأخبار بعد أن سجلت أسعار النفط أكبر خسائر أسبوعية لها منذ مارس، حيث سجل خام برنت انخفاضًا بنحو 11% وسجل خام غرب تكساس الوسيط انخفاضًا يزيد عن 8%، بسبب المخاوف من أن استمرار أسعار الفائدة المرتفعة سيؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي ويضر بالطلب على الوقود.
وقد ظهرت الأدلة على تباطؤ النمو العالمي يوم الاثنين، حيث انخفض الإنتاج الصناعي الألماني بنسبة 0.2% على أساس شهري في أغسطس.
وعلى الرغم من أن هذا يمثل تحسنا عن الانخفاض المنقح بنسبة 0.6٪ في الشهر السابق، إلا أن هذا هو الشهر الرابع على التوالي الذي يتراجع فيه هذا القطاع في أهم اقتصاد في منطقة اليورو، مما يثير مخاوف الركود.
ومن المرجح أن ينصب الاهتمام هذا الأسبوع على إصدار أسعار المستهلك في الولايات المتحدة، خاصة بعد صدور تقرير الوظائف يوم الجمعة.
ومن الممكن أن تعزز أرقام التضخم الساخنة رسالة بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن أسعار الفائدة يجب أن تظل أعلى لفترة أطول.