قطر تجري محادثات مع حماس وإسرائيل لتبادل الأسرى
قطر تجري محادثات مع حماس وإسرائيل لتبادل الأسرى
قال مصدر مطلع لرويترز، إن وسطاء قطريين أجروا اتصالات عاجلة مع قيادات في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح نساء وأطفال إسرائيليين تحتجزهم الحركة في غزة مقابل إطلاق سراح 36 امرأة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية لرويترز، انخراطها في محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
وأضاف المصدر المطلع على سير المحادثات أن المفاوضات التي تجريها قطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة منذ مساء السبت "تمضي بشكل إيجابي".
وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية لرويترز، دون الخوض في تفاصيل "نحن على اتصال مستمر مع كل الأطراف في الوقت الراهن. أولوياتنا هي وقف إراقة الدماء والإفراج عن الأسرى والتأكد من احتواء الصراع قبل أن يتوسع في المنطقة".
وعندما طلبت منه رويترز التعليق على تقريرها، اكتفى مسؤول إسرائيلي بقول "لا توجد مفاوضات جارية".
ولا توجد مؤشرات على انفراجات في ظل تعنت الجانبين.
وقال المصدر، إن قطر على اتصال بقيادات من حماس في الدوحة وغزة منذ أن أطلقت الحركة هجوما من غزة واقتحمت بلدات إسرائيلية وقتلت أكثر من 700 إسرائيلي وعادت إلى القطاع بعشرات الأسرى.
وقُتل أكثر من 500 فلسطيني في الضربات الإسرائيلية على غزة.
وقال المصدر إنه لم يتضح على وجه الدقة عدد النساء والأطفال الإسرائيليين الذين تعرض حماس إطلاق سراحهم في عملية التبادل المحتملة مقابل 36 من النساء والأطفال المعتقلين.
ولم يتم الإعلان من قبل عن تفاصيل المفاوضات التي تركز على إطلاق سراح 36 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
ولا يزال عدد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة غير واضح أيضا، لكن يُعتقد على نطاق واسع أن حماس احتجزت نساء وأطفالا ومسنين وجنودا يوم السبت.
وقال مسؤول فلسطيني، كان مطلعا على جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل في السابق، لرويترز إن قطر ومصر تجريان اتصالات مع الحركة لكن شدة القتال تلقي بظلالها على أي انفراجة محتملة.
ونفذت إسرائيل في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حماس، غاراتها الانتقامية الأكثر كثافة على الإطلاق، مما أدى لمقتل ما يزيد على 500 شخص منذ يوم السبت. وقال وزير الدفاع يوآف جالانت إنه سيتم تشديد الحصار الإسرائيلي لمنع دخول الغذاء والوقود إلى القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون شخص.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن مصر تجري حاليا اتصالات وثيقة مع إسرائيل وحماس لمحاولة منع المزيد من التصعيد في القتال بين الجانبين ولضمان حماية الأسرى الإسرائيليين.
وأضاف المصدران، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف هويتهما، أن مصر حثت إسرائيل على ممارسة ضبط النفس وحثت حماس على إبقاء الأسرى في حالة جيدة للحفاظ على احتمال التهدئة قريبا مفتوحا، على الرغم من أن الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة جعلت الوساطة صعبة.
وقال المصدر المطلع على المحادثات التي تقودها قطر، والذي تحدث أيضا شريطة عدم الكشف هويته، لرويترز "لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأمور اللوجستية أو آلية للإفراج".
وردا على سؤال عن تنسيق الولايات المتحدة مع قطر بشأن تبادل محتمل للأسرى، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى مكالمة هاتفية يوم السبت بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء القطري اتفقا فيها على "بقاء التنسيق بشكل وثيق".
ولم ترد بعد أي ردود على طلبات للتعليق أرسلت إلى حماس. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه لا يرغب في التعليق.
وقال عيران ليرمان، النائب السابق لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إنه بالنظر إلى وحشية الهجوم، فلن يكون بوسع أي إسرائيلي تقديم تنازلات يطلبها محتجزو الأسرى.
وأضاف "علينا أن نرى إلى متى سيستمرون في احتجاز الرهائن في ظل انقطاع المياه والكهرباء والغذاء والدواء خلال الأيام القليلة المقبلة عن جميع سكان غزة".
وتقول إسرائيل إنها ستسعى إلى إطلاق سراح الرهائن، التزاما بمبدأ قائم منذ فترة طويلة بعدم التخلي عن أي أسير.
ومع ذلك فإن الخيارات أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمهاجمة حماس بسبب توغلها في إسرائيل يمكن أن تكون محدودة بسبب القلق على العديد من الإسرائيليين الذين تم أسرهم في الهجوم، لتواجه إسرائيل التي عانت من أزمات رهائن سابقة أسوأ أزمة من هذا النوع حتى الآن.
وترتبط قطر بخطوط اتصال مباشرة مع حماس. وساعد مبعوثون قطريون في السابق في التوسط في اتفاقات تهدئة بين الحركة وإسرائيل.
وسُلطت أضواء الدبلوماسية العالمية على قطر في الفترة الماضية بعد استضافتها محادثات على مدار أكثر من عام بين الولايات المتحدة وإيران، والتي أدت إلى تبادل للسجناء والإفراج عن أموال.
وفي حين أن سلطة حماس موجودة في غزة، يتمركز بعض قادتها في قطر ودول أخرى بالشرق الأوسط.