استشاري صحة نفسية: جميع الأطفال يولدون بمخاوف طبيعية أو فطرية
قالت الدكتورة ولاء مدحت نميس، استشاري الصحة النفسية، إن ظاهرة الخوف لدى الأطفال طبيعية ولا يجب أن تثير قلقًا لدى الآباء والأمهات، لا سيما وأن جميع الأطفال يولدوا بمخاوف طبيعية أو فطرية، معددة تلك المخاوف مثل خوف الصوت العالي والخوف من السقوط والخوف من الغرباء أو الأحداث المفاجئة.
وأضافت استشاري الصحة النفسية، في حديثها التليفزيوني ببرنامج سيدتي على الفضائية المصرية، أن هذه المخاوف تعني أن الطفل في تنشئته الطبيعية ولا مخاوف على الأطفال منها ويجب التعامل معها بحنكة وعناية حتى وصوله سن 3 سنوات، لأنه بعد هذه السن تنشأ مراحل الخوف المتقدمة.
ولفتت الدكتورة ولاء مدحت، إلى أن مرحلة دخول المدارس هي عبارة عن مزيج من المخاوف البدائية والخوف المستجد، لأن الطفل يدخل المدرسة ولديه مخاوف لأنها بيئة جديدة وغريبة عليه، مشيرة إلى أن مصطلح الصحة النفسية والجهاز النفسي عند الطفل يتم تكوينه عند سن 4 سنوات، وبالتالي لا بد من حلحلة كافة المشاكل التي تواجهه حتى لا تستمر وتنمو معه في سن متقدمة.
وأوضحت استشاري الصحة النفسية، أنه بعد سن ست سنوات يبدأ النظرة إلى الخوف بأنه غير طبيعي خاصة لو استمرت بعض المخاوف البدائية لديه، وهنا لا بد من حتمية التأهيل النفسي للطفل، مشيرة إلى أن الطفل الذي لديه الذكاء اللغوي والاجتماعي والحركي بنسبة عالية، فغن مخاوفه مبددة.
وأشارت إلى أنه قبل دخول الطفل المدرسة نبدأ في معالجة أي مخاوف لديه وتأهيله للبيئة الجديدة عبر ما يسمى بالسحب التدريجي أو التلاشي وهو أسبوع ما قبل المدارس نقوم خلاله بعملية التأهيل النفسي للتعامل مع البيئة الجديدة لديه وهي المدرسة بصحبة أولياء الأمور، ثم نقوم بعملية الفصل النفسي عبر تجميع الأولاد مع أولياء الأمور من أمهاتهم لأنها مصدر الأمان والحماية ويتم أخذها والتعامل معها بصورة تدريجية.
وأردفت بالقول: المدارس عليها دور في بناء علاقة مع الطفل حتى لا تتحول إلى مصدر إزعاج للطفل، وعلى الأمهات قبل المدرسة بأسبوعين أن تؤهل طفلها للبيئة الجديدة وعمل تأهيل نفسي من خلال توفير الأدوات المدرسية وإيقاظه مبكرا، فالدور مشترك بين الأسرة والمدرسة.
وحذرت الدكتورة ولاء مدحت من تفشي ظاهرة خوف الأطفال في المدرسة لأن ظاهرة التسرب الدراسي لا تظهر إلا في المدارس التي تظهر فيها العقاب، والطفل الصغير يحتاج إلى الحب والألفة وليس الخوف، لذا لا بد من أن يكون المدرس مؤهل تربويا ونفسيا للتعامل مع الأطفال.