بعد استبعاد 14 ألف متقدم..
مسابقة الـ30 ألف معلم تشعل ثورة الغضب داخل وزارة التربية والتعليم
«عفوا اسمك لم يرد في كشوف المقبولين».. هذا كان نص رسالة ظهرت لآلاف المتقدمين بمسابقة الـ30 ألف معلم، لتكن بمثابة الشرارة لانطلاق احتجاجات المستبعدين من المسابقة، أمام مديريات التربية والتعليم بالمحافظات ومقر وزارة التربية والتعليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، فى الوقت الذى كان ينتظر فيه الآلاف من المتقدمين والذين اجتازوا جميع الاختبارات، نتائج التسكين.
ونظم أعداد كبيرة من المستبعدين من المسابقة، احتجاجات أمام مقر وزارة التربية والتعليم بالعاصمة الإدارية وعدد من المحافظات على رأسهم القاهرة والجيزة والإسكندرية، رافضين التحرك من أمام الوزارة حتى إيجاد حل لمشكلتهم.
ورفع المحتجون شعارات وهتافات رافضة للاستبعاد مثل «لا للاستبعاد ولا لتصفية المعلمين الجدد»؛ بينما هتف عدد من الفتيات والسيدات المعتصمات قائلين: «بناتك بيتين فى الشارع ياريس».
وفي الوقت نفسه، انقطع التيار الكهربائي بالمنطقة، وكذلك قطع مياه الشرب وغلق دورات المياه العمومية في محاولة لإجبار المحتجين على مغادرة المكان.
قوات الأمن تتدخل
وتدخلت قوات الأمن للتعامل مع المعتصمين أمام مقر وزارة التربية والتعليم، بعد إصرارهم ورفضهم التحرك من أمام مقر الوزارة.
وأعربت إحدى المعتصمات، أن من حقها التعيين واستلام العمل مثل باقي زملائها الـ14 ألف الذين سيتسلمون جوابات التعيين، خاصة أن لديهم من الرسائل التي تفيد بالقبول ورسائل الكلية الحربية وإخطارات تثبت اجتيازهم التدريبات.
وفي السياق ذاته، اتجه عدد من المستبعدين في محافظة سوهاج، للاحتجاج أمام مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، وبالتقابل مع مدير المديرية قال إنه ليس في يده شيء، واعدًا برفع شكواهم للوزير، وقرر المحتجون الذهاب لمقابلة المحافظ، الذي وعد هو الآخر ببحث الأمر وتوصيل صوتهم للوزارة.
من جانبها، تقول «سارة محمود» إنه تم استبعادها من المسابقة برغم اجتيازها كل الاختبارات والكشوفات الطبية ليتم اكتشاف استبعادها قبل التسكين.
وأكدت أنها وباقى المتقدمين كانوا فى انتظار وصول الملفات الخاصة بهم من الكلية لوزارة التربية والتعليم للتسكين وليس للتصفية، ولكن الصدمة كانت لحظة فتح لينك الاستعلام عن إدارات التسكين، وإذ برسالة صادمة جاء نصها: «عفوا اسمك لم يرد في كشوف المقبولين» دون ذكر أسباب وبدون وجه حق -على حد قولها-.
موقف الحوامل وأصحاب الوزن الزائد
وكشفت الأزمة، عن استبعاد فئات بعينها من المسابقة مثل «الحوامل - أصحاب الوزن الزائد - حديثي الولادة»، رغم عدم خضوعهم لاختبار الهيئة.
وقالت السيدات المستبعدات، إنه رغم صدور بيان بأن هناك تكملة لإجراءات اختباراتهم عقب انتهاء ظروفهم الصحية، معقبين: «الحامل تولد والوزن يخس».
وتابعت إحدى السيدات: «إحنا معظمنا ولدوا والموقف اتغير ومحدش جايب سيرتنا المفروض نعمل إيه وبرضو اسمنا مش في الكشوف، ياريت يكون في رد علينا إحنا نعمل إيه».
تحرك برلمانى
وفي السياق ذاته، تقدم النائب أحمد بلال البرلسي، عضو مجلس النواب، بسؤال برلماني، موجه للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، بشأن استبعاد أصحاب الوزن الزائد والحوامل والسيدات حديثي الولادة، من مسابقة 30 ألف معلم بالمخالفة للدستور.
وقال «البرلسي»، إن قرار الوزير يأتي مخالفًا للدستور، حيث تنص المادة الـ9 على التزام الدولة بتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، دون تمييز، كما تنص المادة 11 من الدستور على أن تكفل للمرأة حقها في تولي الوظائف العامة ووظائف الإدارة العليا في الدولة والتعيين في الجهات والهيئات القضائية، دون تمييز ضدها، وتلتزم الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف، وتكفل تمكين المرأة من التوفيق بين واجبات الأسرة ومتطلبات العمل.
كما تقدم النائب عبدالمنعم إمام، أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب رئيس حزب العدل، بطلب إحاطة إلى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بشأن مسابقة تعيين 30 ألف معلم، والشروط التي وضعتها الوزارة من أجل اختيار المعلمين.
وقال «إمام»، إن الوزارة وضعت شروطا لاختيار معلمين على مستوى عال من الكفاءة والمهنية والقدرة التربوية؛ لارتباط مهنتهم بتربية الأطفال والنشء، والعمل على إعداد أجيال متعلمة وقادرة على خدمة وطنهم، وسد عجز توافر المعلمين على مستوى الجمهورية البالغ عددهم 323 ألفا.
وأشار أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إلى أنه في بداية الأمر، نجح 28 ألف معلم من أصل 120 ألف متقدم تقريبا على مستوى الجمهورية في اختبارات الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وبعد عام ونصف من التدريبات والاختبارات، فوجئوا باستبعاد نصفهم، وتبقى 14 ألف معلم ناجح الذين يمثلون نحو 4% من إجمالي العجز.
وتساءل: «كيف ستوفر الوزارة العجز البالغ نسبته 54%، ومتى ستحقق التوزيع العادل للمعلمين مقابل التلاميذ؟، وما حجم الميزانية الموضوعة لتغطية العجز الأساسي والجسيم والكبير في عدد المعلمين؟».
وفي سياق آخر، أكدت وزارة التربية والتعليم أنها بصدد البدء في إجراءات إعلان مسابقة أخرى لاستكمال العدد المخصص للوزارة، حيث يحق لكافة المعلمين الذين تنطبق عليهم الشروط التقدم لهذه المسابقة.
وناشدت الوزارة كافة المعلمين المتقدمين للمسابقة بضرورة استقاء المعلومات من الجهات الرسمية فقط وعدم الانسياق خلف الشائعات والمعلومات المضللة والتي تستهدف إثارة البلبلة والتشكيك في المسابقة.
ومنحت الوزارة الراسبين فى اختبارات المسابقة الأولى، فرصة للتقديم بتظلم فى المديريات التعليمية، تمهيدا لإعادة اختبارهم مرة أخرى فى الوقت الذى تحدده الوزارة وسيتم إبلاغهم به.