رئيس التحرير
خالد مهران

صبري عبد الحفيظ ل"النيل للأخبار": إسرائيل في موقف صعب لأنها فشلت في تهجير الفلسطينيين.. وأمريكا رأس الحربة في الهجوم على غزة

الكاتب الصحفي صبري
الكاتب الصحفي صبري عبد الحفيظ

قال الكاتب الصحفي، صبري عبد الحفيظ،  إن قمة القاهرة للسلام، جاءت في توقيت مهم، ودقيق للغاية، مشيرا إلى أن مصر باعتبار أنها قلب العروبة، وأنها الجارة الأقرب لفلسطين كان عليها التحرك، وجاء ذلك عدة مسارات؛ أولها السياسي وهو إجراء عدة اتصالات مع مختلف الأطراف الدولية والقوى الفاعلة، ثم الدعوة لقمة السلام من أجل حث المجتمع الدولى والعربي على إيجاد حل سياسي للأزمة.

 

وأضاف في لقاء له مع الإعلامي أحمد أنور، عبر قناة النيل الإخبارية،  أن القمة وضعت خارطة طريق مهمة، تقوم على وضع خطة طويلة الأمد للوصول لحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذه الخارطة تقوم على محاور عدة، وهي السماح بالدخول المستدام للمساعدات الإنسانية، والبدء في مفاوضات فورية نحو وقف إطلاق النار مؤقت ثم دائم، ثم البدء في جمع الأطراف الدولية والفاعلة نحو إعادة عملية السلام وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية، متابعا أن مصر ترى أن هذا الحل هو العادل.


ولفت إلى أن وجود خلافات حول بعض الصياغات في البيان الختامي للقمة بين الزعماء وممثلي الدول العربية والغربية، أمرًا طبيعيًا، لأن هناك بعض الأطراف المشاركة تؤيد إسرائيل تأييدًا مطلقًا، كما أن الاتفاق لصيغة موحدة يحتاج لبعض الوقت. 

وأشار الكاتب الصحفي صبري عبد الحفيظ، إلى أن ما قامت به حماس في يوم 7 أكتوبر  هو ذبحة للغطرسة الإسرائيلية،  الجيش الذي كان يتفاخر به الاحتلال، وتقول إنه جيش لا يقهر، وأنه أقوى جهاز استخباراتي في الشرق الأوسط، متابعا أن الضربة التي  وجهتها المقاومة جاءت في العمق الاستراتيجي، ولم تحدث في تاريخ  الكيان الصهيوني.

وتابع: أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أفشل مخطط الاحتلال الإسرائيلي، متابعا الكيان الصهيوني يريد أن يقضي على حماس وقطاع غزة بشكل كامل، لأن خطته كانت تقوم على قطع المياه والكهرباء، والغذاء والدواء، وسبل المعيشة عن القطاع، والضرب بالطيران والصواريخ ودكها، ثم اجتياح بري، بما يجبر الفلسطينيين الجوعى والعطشى كما وصفهم نتنياهو للنزوح نحو سيناء، وهو ما واجهها السيسي، ورفضه لها بقوله إن تهجير الفلسطنيين، إلى سيناء خط أحمر، ولن يحدث التصفية للقضية الفلسطينية على حساب سيناء، وبالتالي إسرائيل  أصبحت في موقف صعب جدا والتي لم تحقق هدفها في تهجير الفلسطينيين.

وأوضح: أن الخطة الإسرائيلية الأمريكية للتهجير تقوم على عدة محاور، هو الضرب بقوة على قطاع غزة مع الاستمرار في التجويع، لإجبار الفلسطينيين على العبور، والضغط على مصر سياسيا من خلال أمريكا، أما المحور الثالث يتعلق باستغلال الأزمة الاقتصادية في مصر من خلال الضغط عليها من صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية وما ظهر في تصنيف مؤسسات مالية خفضت تصنيف الاقتصاد المصري.

وأضاف، أن المجتمع الدولي لديه انفصام في الشخصية في التعامل مع استهداف المدنيين، ففي الوقت الذي يلوم روسيا على استهداف المدن والبنية التحتية في أوكرانيا فإنه في الوقت ذاته يبيح ذلك لإسرائيل علانية ويوفر لها غطاء عسكريًا وسياسيًا بحجة حق الدفاع عن النفس؛ رغم أن هذا المصطلح في القانون الدولي لا يتوافر بالنسبة لإسرائيل لأن المقاومة تواجه محتلًا للارض يشملها المستوطنات التى هاجمتها حماس في غزة، مضيفا القوانين الدولية  تعتبر أن بناء المستوطنات مخالف المواثيق والقرارات الدولية، وبالتالي ما يتردد عن استهداف المدنيين  باطل لأنهم محتلون وهو ما أكده الأزهر في فتواه.


 وفسر عبد الحفيظ، تأخر الاحتلال في شن اجتياح بري على غزة رغم إعلان قيادات الجيش الاحتلال أكثر من مرة، متابعا جيش إسرائيل يتحدث عن اجتياح بري وشيكا وهو لن يحدث على المدى القريب لأن إسرائيل لا تملك القدرة على الدخول بريًا في غزة وإلا ستتعرض لمذابح من قبل المقاومة المنتشرين بقطاع غزة في ظل عجز الجيش عن التحرك على الأرض والقيام بعمليات حرب شوارع في مواجهة الفلسطينيين.
  
ولفت إلى أن القادة الأوروبيين بجانب البيت الأبيض، لديهم القدرة على الضغط إسرائيل لضمان منع العملية البرية وتيسير وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، متابعا أن أمريكا هى رأس الحربة فيما يحدث الآن بقطاع غزة، فهى من اليوم الأول للحرب ارسلت سفنا حربية لإسرائيل، كما أن الرئيس بايدن يتحدث عن طلب من الكونجرس  إقرارًا ماليا ب14 مليار دولار لإسرائيل في مواجهة مجموعة من البشر يقدر أعدادهم ب 2.5 مليون نسمة، غالبيتهم من الأطفال والنساء، محاصرون من عام 2006، معقبا أمريكا تريد تطهيرا عرقيا للمدنيين.


وتوقع الكاتب الصحفي،  استمرار الحرب الدائرة لعدة أسابيع على أقصى تقدير، وليس لشهور كما يردد قيادات الاحتلال خاصة في ظل حالة الغضب الدولي والشعبي الذي يمثل قوة ضغط على الحكومات  بالإضافة إلى أن هناك من مخاوف من أن تدفع قوة المقاومة الأخرى في لبنان  واليمن والعراق لدخول الحرب مما يعنى فتح جبهات أخرى نحو التحرك والقتال.


وتابع: الجانب العربي يملك الكثير من الأدوات السياسية يمكنه الضغط على أمريكا، معقبا نحن  لدينا هناك استثمارات ضحمة ومحادثة الأطراف الدولية وتهديدها أن لزم الأمر بوقف قطار التطبيع، ثم الدور الثاني وهو الدعم، والإغاثة وإعادة إعمار غزة، وصولا إلى إجبار الجميع للعودة مرة أخرى للمفاوضات.