عادل توماس يكتب: لماذا يرفضون السلام في إسرائيل؟
لماذا يرفضون السلام في إسرائيل؟ سؤال يطرح نفسه ولكن قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن يعلم الجميع أنه ليس بغريب عن حزب الليكود الذي يقود حكومة إسرائيل في الوقت الحالي برئاسة بنيامين نتنياهو أن يرتكب مثل هذه الجرائم في حق المدنيين الفلسطينيين بصفة عامة والنساء والاطفال بصفة خاصة لأن أيديولوجية حزب الليكود صهيونية تسلك طريق الصد والرفض المطلق للمبادرات والمشاريع المتعلقة بالتسوية النهائية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، واعتادت حكومات حزب الليكود دائمًا التملص من أية محاولات لصنع السلام مع الفلسطينيين.
ففى عام 1995 أغتال أحد أعضاء حزب الليكود رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحق رابين في تل ابيب خلال تجمع لدعم السلام، جمع نحو مئة ألف متظاهر تحت شعار "نعم للسلام لا للعنف"، ووجه العديد من الإسرائيليون المعتدلون في هذا الوقت إتهامات إلى حزب الليكود، واعتبروه مسؤولًا عن أجواء العنف في اسرائيل، وقد جاءت عملية إغتيال رابين بعد ان أدلى بتصريح قال فيه ان هذه التظاهرة تهدف إلى البرهنة على أن غالبية الشعب الإسرائيلي مع السلام وضد العنف.
وحدثت عمليه اغتيال رابين بعدما حصل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على جائزة نوبل للسلام عام 1994 لإسهامه في إبرام اتفاقية حكم ذاتي مع الفلسطينيين سنة 1993، واكبر دليل على رفض اسرائيل السلام أن أغلب الخبراء الإسرائيليون كانوا يكتبون في ذلك الوقت في مقالتهم انهم يعتقدون ان الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات هدف مرجح للاغتيال، وذلك بعدما أثار الزعيمان الإسرائيلي والفلسطيني غضب المعارضين المتشددين، عندما وقعا اتفاق السلام التاريخي، واتهموا هؤلاء الزعيمين بخيانة شعبهما، بالرغم ان المعارضة الإسلامية والسياسية لم تصف عرفات بالخيانة بل أعتبر بعضهم أن عرفات قدم تنازلات أكثر من اللازم ولكن ليس إلى درجة الخيانة.
وفى نفس الوقت تؤكد مصر على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسى دائما أنه لا بد من صنع سلام عادل وشامل، قائم على حل للدولتين، وتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني، وأن مصر لن تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تطبق المثل الشعبي القائل "ودن من طين وودن من عجين"، ونحن نقول لشعب وحكومة إسرائيل أن عليهم أن يتذكروا مقولات أن "العين بالعين.. والسن بالسن.. والعنف بالعنف" وأن "أرضنا لا تقبل المساومة"، و" اننا شعب بسيط ومتواضع ولكننا تنفجر فينا كل الشراسة وكل العناد إذا ما حاولت دولة أن تمارس الضغط علينا".