رئيس التحرير
خالد مهران

تحركات مصر لتشكيل تحالف إسلامى للوقوف فى وجه آلة الحرب الإسرائيلية

تحركات مصر لتشكيل
تحركات مصر لتشكيل تحالف للوقوف فى وجه آلة الحرب الإسرائيلية

السفير جمال البيومي: الدول الإسلامية الكبرى لها مصلحة فى دعم الصمود الفلسطينى.. وموقف القاهرة ليس جديدا

«غباشى»: التنسيق مع تركيا وإيران يقوى الموقف العربى وما تقوم به إسرائيل تشيب له الولدان

 

في الوقت الذي يقف فيه العالم عاجزا عن وقف الحرب التي تشن بلا هوادة على قطاع غزة المحاصر، تبذل مصر جهودا حثيثة وتقوم بتحركات نشطة؛ من أجل وقف الحرب الإسرائيلية المحمومة على الفلسطينيين، أخر هذه التحركات عقد قمة القاهرة للسلام بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي حضرها أكثر من 31 دولة.

كما تحاول مصر تشكيل جبهة عربية وإسلامية قوية وموحدة لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة والغرب، وإفشال مخططهم القديم الذي يسعون من خلاله إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان غزة وتوطينهم في سيناء، ولأول مرة تقوم مصر بالتنسيق مع  إيران وتركيا في هذا الصدد، كما تعمل «القاهرة» على عقد مؤتمر دولى لمناقشة مستقبل القضية الفلسطينية.

الموقف المصري الصلب والقوى، دفع الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن مخطط توطين الفلسطينيين في سيناء، حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن إسرائيل سترتكب خطأ كبيرا إذا احتلت غزة.

وبعد جولة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط، شملت مصر والسعودية وإسرائيل وقطر والسلطة الفلسطينية، قال إن محاولة إسرائيل احتلال غزة ستفشل.

من جانبه، يقول السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ما يحدث في فلسطين عملية معقدة جدًا، والبعض يحاول أن يظهر أنه مع الشرعية الدولية، وهذه أكثر قضية فيها نفاق، لكن في النهاية المشروع له مصلحة في صناعة دولة تفصل بين عرب الشرق وعرب الغرب، وهذا الكلام قاله نابليون بونابرت عندما غزى مصر.

وأضاف «بيومي»، أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ليس جديدًا، مشيرا إلى أنه منذ ألفى سنة قبل الميلاد قاد أحمس الجيش المصري وقام بطرد الهكسوس من اللاذقية، وبعدها صلاح الدين الأيوبي طرد الحملة الصليبية، وبعدها جيش مصر حارب في 1948، وهذه ليست مجاملة للفلسطينيين، ولكنه أمن قومي مصري، إسرائيل تحاول إقامة دولة على حدود مصر، وفصلها عن الدول العربية الواقعة شرق البحر الأحمر، وعلى رأسها السعودية والإمارات والعراق ودول الخليج.

ولفت مساعد وزير الخارجية السابق، إلى أن مصر بصفتها عضو ناشط ومؤثر في المجتمع الدولي تريد حل القضية سلما، بعد أن نجحت في استرداد أرضها حربًا في 1973، ومصر الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تتصرف بوضوح تام، ولديها اتصالات بإسرائيل على أعلى مستوى.

وعن التنسيق الذي يتم بين مصر وتركيا وإيران والسعودية بخصوص هذه القضية، أوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الدول الإسلامية الكبرى لديها مصلحة في دعم الصمود الفلسطيني، وهذا الصمود هو السلاح الذي لن تستطيع إسرائيل أن تواجهه بأي شكل من الأشكال، وهذه حرب سياسة النفس الطويل.

وأكد أن موقف إيران وتركيا هو إضافة لقوة الموقف العربي، لا سيما وأن تركيا من الدول الإسلامية التي تعترف بإسرائيل، ولديها تعاون عسكري استراتيجي معها، وبالتالي اجتذاب تركيا في صف العرب مكسب للموقف العربي، مشددا على أهمية الدعوة التي وجهتها مصر لعقد قمة لمناقشة مستقبل القضية الفلسطينية.

وأشار السفير جمال بيومي، إلى أن نجاح مصر في حشد زعامات وقيادات عالمية وإقليمية ربما تقنع أمريكا والغرب بتغيير موقفهم، لا سيما وأن كل الدول الإفريقية تؤيد الحق الفلسطيني، وبالتالي يمكن لمصر أن تحشد تحالفات للوقوف معها في هذه القضية، مستبعدا نجاح إسرائيل في القضاء على المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف أن الفلسطينيين لن يخرجوا من أرضهم وسيبقون فيها حتى أبد الآبدين، والأمين العام للأمم المتحدة أكد على أن هذا الكلام غير شرعي ولا يمكن تنفيذه.

ويقول الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، إن الموقف المصري رافض لمسألة التهجير القسري، ورافض لمسألة فتح معبر رفح ومرور الأجانب منه قبل أن يتم فتح طريق لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وحل القضية الفلسطينية على مبدأ حل الدولتين، وضرورة وقف إطلاق النار، وأن ما تفعله إسرائيل تعدى مسألة الدفاع عن النفس، وهذا موقف مصري محترم كما هي مواقف عربية أخرى على نفس المستوى.

وأشار إلى أن يكون هناك تنسيق مصري تركي إيراني باعتبار تركيا وإيران قوتين إقليميتين متعاطفتين مع قضايا العالم العربي ولهما دور أساسي في هذه القضية أمر كنا نحبذه وندعو إليه منذ سنوات، ونقول إنه من الأهمية أن يكون هناك حديث بين مصر وتركيا وإيران، إنصافا للقضايا العربية، لا سيما في ظل عجز العالم العربي عن إثبات حقه بمفرده، أو أن يشكل آلية ضغط تنصاع من خلالها القوى الدولية والإقليمية لإرادته.

وأكد «غباشي»، أن تنسيق مصر مع كل من تركيا وإيران في هذه الأزمة سوف يقوى بلا شك من الموقف العربي في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة والغرب، لا سيما وأن تركيا طرف لا يستهان به في المعادلة الدولية، وهي عضو في حلف الناتو، وثان قوة في الحلف بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ظل عجز العالم العربي عن مواجهة ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة والذي حسب السكرتير العام للأمم المتحدة ورئيس المفوضية الأوروبية والكثير من المسئولين الدوليين تشيب له الولدان، والعالم العربي لا يملك سوى التنديد والشجب والإدانة.

وأضاف نائب المركز العربي للدراسات السياسية، أن موقف الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا، التي تعاطفت مع إسرائيل، وسارعت بإمدادها بما تحتاجه من أسلحة، وإرسال البوارج إلى شرق المتوسط، رغم أنها من الدول الحليفة للدول العربية، يؤكد على حاجة العالم العربي إلى التحالف مع تركيا وإيران وغيرها من الدول الإسلامية، لا سيما في ظل عجز العالم العربي عن إرسال بعض المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، والتي تم قطع المياه والكهرباء والدواء والغذاء عنه، وتم تسوية أكثر من 1500 منزل بالأرض.

وأشار «غباشي»، إلى أن المقاومة الفلسطينية الصامدة والتي تدافع ببسالة أدركت أن الرهان على العالم العربي في تحرير الأرض رهان خاسر، وأنه لا أمل في تحرير الأرض الفلسطينية إلا بالمقاومة، لا سيما في ظل تطبيع الكثير من الدول العربية مع الكيان الصهيوني.

ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية أكبر دولة إسلامية كانت بين قوسين أو أدني من التطبيع مع إسرائيل لولا انفجار الوضع، مؤكدا أن أزمة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والغرب هي المقاومة واستبسالها وصمودها، وخاصة وأن هذه المقاومة خارج إطار الدول التي تتصرف طبقًا لمصالحها ومطامعها، متمنيا أن يغير صمود المقاومة واستبسالها، والغضب العربي؛ مما يحدث للفلسطينيين من موقف الولايات المتحدة والغرب.