سيناريو نجاح مخطط التهجير والتوطين وتصفية القضية الفلسطينية
«شعث»: الاحتلال لن ينجح فى القضاء على المقاومة حتى لو أباد غزة بأكملها
تفاصيل اعتراف «تل أبيب» بأن الفلسطينيين من أصعب الشعوب على وجه الأرض
الشعب الفلسطينى يقدر دور الرئيس السيسى.. ومصر الحاضنة الحقيقية للقضية
تفاصيل إسقاط المقاومة لمشروع التطبيع وإفشال مخطط إضعاف مصر وضرب قناة السويس
كل السيناريوهات تؤكد على فشل إسرائيل.. و«القاهرة» لن تسمح بتوطين الفلسطينيين فى سيناء
تحاول إسرائيل استغلال حربها المسعورة على قطاع غزة، لتنفيذ مخططها القديم بتوطين الفلسطينيين في سيناء، وهو المخطط التي ترفضه مصر منذ نكبة 1948.
لكن المحاولات الإسرائيلية قوبلت برد قوي وحاسم من مصر والكثير من الدول العربية التي أعلنت تضامنها مع الموقف المصري الصلب، رغم الضغوط الهائلة التي تمارس على القاهرة من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، التي أعلنت منذ الوهلة الأولى دعمها المطلق وغير المحدود لإسرائيل، وحقها في الدفاع عن نفسها، بل إنها قامت بإرسال حاملات الطائرات والأسلحة إلى إسرائيل.
وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن خروج سكان غزة من منازلهم قد يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة بقاء سكان غزة على أرضهم في القطاع.
وأضاف الرئيس السيسي، أن قضية فلسطين هي قضية القضايا، وقضية كل العرب، وأنه من المهم أن يكون شعب غزة صامدا ومتواجدا على أرضه، مؤكدا أن مصر ستبذل الجهد لكي تخفف عنه، في ظل القصف المكثف والحصار من قبل إسرائيل.
كما شدد مجلس الأمن القومي الذي ترأسه الرئيس السيسي، على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، مؤكدا أن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته.
وعن هذا الموضوع يقول الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، إن الاحتلال الإسرائيلي يمارس القتل البربري والوحشي للآمنين في غزة، ويواصل قتل الأطفال والنساء بشكل وحشي، ويحاول تهجير أكثر من مليون ومائتي ألف شخص فلسطيني يعيشون في قطاع غزة وما حولها مثل مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.
وأكد «شعث»، أن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التوغل داخل قطاع غزة لأكثر من كم كحد أقصى، بسبب صمود وبسالة المقاومة الفلسطينية المشهود التي تصدت لقوات الاحتلال قبل ذلك أكثر من مرة وكبدته خسائر فادحة في الأرواح والمعدات والآليات العسكرية، وأسرت الكثير من جنود الاحتلال الذين ما زال الكثير منهم رهن الاعتقال، وبالتالي الحرب البرية بالنسبة للاحتلال عملية خاسرة وغير آمنة، لذلك هو يقوم بتدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية وقتل أكبر عدد ممكن من سكان غزة، حتى يثبت أنه بطل، بعد الهزيمة المذلة التي تلقاها في 7 أكتوبر.
وعن السيناريوهات المتوقعة لحل الأزمة المشتعلة، قال السياسي الفلسطيني، أن السيناريو الأول هو أن يقوم الاحتلال باجتياح محدود لقطاع غزة، ولكنه سوف يتكبد خسائر كبيرة، ولن ينجح في الحصول على مبتغاه وهو تحرير الأسرى الإسرائيليين الذين أسرتهم المقاومة، السيناريو الثاني هو أن يرضخ الاحتلال للضغوط الدولية ويقوم بوقف إطلاق النار، والدخول في عملية تفاوض لتبادل للأسرى مع حركة حماس.
وأكد أن الاحتلال لن ينجح في القضاء على المقاومة الفلسطينية لعدة أسباب منها، أن حماس ليست هي كل المقاومة، حماس جزء من المقاومة، المقاومة الفلسطينية منتشرة في غزة وبيروت وفي أكثر من عاصمة، موضحا أن كل فترة زمنية يأتي جيل من أبناء الشعب الفلسطيني يواصل طريق النضال للحفاظ على هوية هذه الأرض المقدسة، وعلى المسجد الأقصى وعروبته وإسلاميته، وعلى مدينة القدس باعتبارها الأرض المقدسة المباركة التي خصها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله».
وتابع: «أما السيناريو الثالث والذي سوف يفشل فيه نتنياهو أيضا فهو تهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء، وهو مخطط قديم»، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه، ومصر العظيمة تتصدى لهذا المشروع منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، باستثناء الرئيس محمد مرسي الذي وافق على منح الفلسطينيين مساحة في سيناء، موضحًا أن مشروع التهجير والتوطين مرفوض شكلا وموضوعا من كل الدول العربية، حكاما وشعوب، لافتا أن كل السيناريوهات تؤكد على فشل الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار «شعث»، إلى أن هناك الكثير من القرارات والقوانين الدولية التي تجيز للفلسطينيين المقاومة والدفاع على أرضهم وبناء دولتهم ومواجهة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، وهناك الكثير من القرارات الدولية التي تؤكد على حق العودة، لافتًا إلى أن الحل الوحيد أمام نتنياهو هو إبادة أكثر من 14 مليون فلسطيني منتشرين في جميع أنحاء العالم، وهذا أمر غير ممكن.
وأضاف أن الإسرائيليين يعترفون أنهم أمام شعب من أصعب الشعوب على وجه الأرض، وهذه حقيقة خص الله بها الشعب الفلسطيني في القرآن الكريم في قوله تعالى «إنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ»، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على الحرب الخاطفة، لذلك هو لا يرغب في استمرار الحرب لوقت طويل، ودائما يتحدثون في إسرائيل عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح ووجود أنظمة إنظار مبكر على تلال وجبال الضفة بسبب الطبيعة الجغرافية للأراضي الفلسطينية، حيث تستطيع المقاومة الفلسطينية ضرب العمق الإسرائيلي من أي مكان في فلسطين.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني، أن الإسرائيليين ليسوا على قلب رجل واحد، فهم كما جاء في القرآن الكريم «تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى»، وأن إسرائيل مجتمع هش على المستوى الجغرافي والعسكري والأمني، والدليل انهيار منظومة القبة الحديدية أمام صواريخ المقاومة، ونجاح المقاومة في عبور الجدار الذكي الذي كان محصنا إلكترونيا، كل ذلك لم ينفع أمام هجوم المقاومة وأمام إرادة الله تعالى.
وأشار «شعث»، إلى الدور الرائد لمصر في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، وفتح ممرات للمرضى ونقل الأدوية والمواد الغذائية لسكان قطاع غزة المحاصر، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ستعود للواجهة من جديد بعد أن تراجع الاهتمام بها الفترة الماضية، بسبب انشغال العالم بالعديد من الأزمات، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية، كما أن العملية البطولية التي قامت بها المقاومة أسقطت مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما أفشلت مشروع الممر الاقتصادي الذي كان يهدف إلى ضرب قناة السويس وإضعاف دور مصر الريادي وخنقها اقتصاديا، كما أن عملية طوفان الأقصى وحدت الأمة العربية لأول مرة، وبدأ النظام العربي يستعيد عافيته بقيادة مصر الحاضنة الحقيقية للقضية الفلسطينية.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يقدر دور الرئيس السيسي وجهوده لوقف الحرب، ويقدر التعاطف الكبير من الشعب المصري مع القضية الفلسطينية، مؤكدا أنه لا حل ولا سلام ولا أمن ولا استقرار إلا بعد حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة جميع الفلسطينيين إلى بيوتهم، وهذه الحقوق من الثوابت الاستراتيجية للشعب الفلسطيني.
وشدد على أن هذه العملية البطولية وحدت الشعب الفلسطيني، موضحا أن الشعب الفلسطيني لا يحارب إسرائيل، ولكنه يحارب الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، الذين صنعوا هذا الكيان، والذين يقومون بدعمه وحمايته، مشيرا إلى أن إسرائيل مجرد ثكنة عسكرية متقدمة للولايات المتحدة والغرب في الشرق الأوسط.
وأكد أنه حتى لو تم إبادة غزة بأكملها سيخرج جيل جديد يقاوم هذا الاحتلال ويسحقه، مشددا على أن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال في كل الأحوال، وأن فلسطين ستظل هي قضية العرب والمسلمين الأولى.