رئيس التحرير
خالد مهران

عادل توماس يكتب: لماذا يريدون سيناء غير مصرية؟!

عادل توماس
عادل توماس

منذ خروج الإسرائيليين من سيناء بعد هزيمتهم في حرب أكتوبر سنة 1973 وهم يفكرون في كيفية العودة إليها، لأنهم خلال إحتلال شبه جزيرة سيناء علموا ما بها من ثروات وأهميتها، ما جعلهم ينشئون مجموعة مستوطنات وقواعد حربية، ويقومون خلال تلك الفترة باستغلال معظم مواردها، بل وقام قادتهم بوضع خطط مستقبلية لاستغلال بقية تلك الموارد، ولم يكن أحد منهم يتخيل ذات يوم أن يتم إعادة الحقوق لأصحابها.


ولمن لا يعرف أهمية سيناء نقول أن سيناء هي أرض مصر المقدسة وعلى رمالها سالت دماء الآلاف من المصريين منذ العهود الموغلة في القدم وفي الحروب الحديثة وهم يدافعون عنها كى تبقى دائمًا مصرية، وباب مصر الشرقي ودرعها ضد الغزاة قبل نزول الرسالات بآلاف السنين، ولذا قامت مصر القديمة ببناء سورا عند رفح لحماية مصر من الآسيويين.


وأطلق على سكان سيناء فى التوراة اسم "العمالقة"، وفي المنطقة الوسطى منها تقع الهضاب التي فيها تيه اليهود من بني إسرائيل على أرضها أربعين عامًا، وفى سيناء يقع دير سانت كاترين الذي بني في القرن السادس الميلادي ويقع الدير في سفح قمة جبل طور سيناء على أحد فروع وادي الشيخ الذى كلم الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام نبي الله الذي جاء ذكره في الكتب السماوية، وعلى القمة الأخرى للجبل يقع دير القديسة كاترين ابنة الشريف الكسندرى التي فصل الإمبراطور ماكسيمينوس رأسها لأنها استطاعت أن تقنع 50 من حكمائه باعتناق المسيحية، وتوجد شجرة العليقة المقدسة بداخل الدير حيث المكان الذي كلم منه موسى عليه السلام ربه في وادي طوي كما ذكر في القران الكريم، وبعد الفتح الإسلامي أطلق الأعراب على سكان سيناء "بنو إسماعيل"، ويوجد أمام الكنيسة الكبرى فوق الجبل وعلى مسافة عشرة أمتار مسجد الحاكم بأمر الله الذي بنى بالحجر الجرانيتي في العصر الفاطمي ويوجد بالمسجد قطع أثرية هامة، هذا إلى جانب قلعة صلاح الدين الأيوبي.


ويعتبر البترول أهم ثروات سيناء ويمثل حوالي 20% من إجمالي الإنتاج المصري، وقد استعادت مصر جميع حقول بترول سيناء بعد توقيع إتفاقية السلام وعودة بقية الأماكن إلى السيادة المصرية كاملة في 25 ابريل عام 1982، ويقدر خبراء البترول في مصر الاحتياطات البترولية لحقول سيناء بنحو 800 مليون برميل للحقول الأرضية و500 مليون برميل في الحقول البحرية،وقد اكتشفت عدة آبار للغاز الطبيعي بجنوب مدينة رفح، ذلك إلى جانب وجود ثروات معدنية مثل المنجنيز والكارولين والنحاس والفحم والرمال البيضاء والسوداء.


ومن أهم الآثار الفرعونية في سيناء وادى المغارة ومعبد سرابيت الخاتم، كما ترك الإغريق والرومان والبيزنطيون على أرض سيناء آثار مدائنهم وقلاعهم وآبار مياههم فضلًا عن السدود والأديرة والكنائس، وفوق أرض سيناء مئات من الآثار التي تمثل العصر الإسلامي أكثر  هذه الآثار عبارة عن قلاع إسلامية مثل قلعة الطور وقلعة النويبع وقلعه العقبة وقلعة العريش وقلعة نخل وقلعة الفرمة.


وتمتاز سيناء بالمناظر الطبيعية الساحرة من هضاب وجبال وآبار، وتتميز جبالها باللون الأصفر، وتتميز أيضًا  بالشواطئ الطويلة الممتدة على خليج السويس والعقبة، حيث نقاء وصفاء المياه وحيث المناظر الجميلة، علاوة على الشعب المرجانية ذات الألوان المتعددة والأسماك الملونة والنادرة، وتعد منطقة سيناء مرتفعة تمتاز بالهدوء وانخفاض درجة الرطوبة ووجود مياه كبريتية في حمام فرعون وحمام موسى التي يمكن استغلالها عالميًا للاستشفاء من الأمراض.


بالإضافة إلى هذه الانواع من السياحة في سيناء توجد السياحة العسكرية المتمثلة في خط بارليف، الذى اقتحمه الجيش المصري والذى تأتى آلاف السائحين إليه، ليشاهدوا عبقرية الجيش المصرى فى حرب الغفران كما يطلق عليها الإسرائيليون.