ما بين التأييد والرفض..
خسائر مصر الفادحة من دعاوى مقاطعة المنتجات الأجنبية الداعمة لـ«تل أبيب»
انتشرت، خلال الأسابيع القليلة الماضية، حملات مقاطعة للشركات والمطاعم وبعض المنتجات التي قيل إنها تدعم إسرائيل في حربها على غزة، وتصدر هاشتاج «حملة مقاطعة ماكدونالدز» وغيرها من الشركات قائمة الأكثر تداولًا على «تويتر».
وسادت حالة من الغضب الشعبي ضد هذه الشركات المنتشرة في الدول العربية، وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة منتجاتها للرد على الانتهاكات التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الأطفال والصحفيين والأبرياء العزل في قطاع غزة.
منتجات مغضوب عليها
ونشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قائمة المطاعم والشركات التي تدعم إسرائيل وطالبوا بمقاطعتها، منها «برجر كينج وستارباكس وبيتزا هت وكوكاكولا ولايز ودانون وغيرها».
وعلاوة على انتشار قائمة بالمنتجات المغضوب عليها كالنار في الهشيم، قدم رواد «السوشيال ميديا» قائمة بالمنتجات البديلة لنظائرها من المنتجات التي تم مقاطعتها، والتي جاءت كالآتي:
مقاطعة ليبتون، واستخدام البدائل (شاي العروسة - أحمد تي - الكابوس - الربيع).
مقاطعة بيبسى وسفن وميرندا وفانتا وكوكاكولا وشويبس، والبدائل (فيروز - سبورت).
مقاطعة كارفور، والبدائل (هايبر - فتح الله - جملة ماركت - كازيون).
مقاطعة نسكافيه، والبدائل (مصر كافية - على كافيه - كوفي مكس - بريك).
مقاطعة لايز ودوريتوس وشيبسي، والبدائل (بيج شيبس - تايجر - ناتشوز).
مقاطعة ماكدونالدز وستارباكس وكنتاكي وبيتزا هات، والبدائل (محلات الأكل السورى والفرايد تشيكن).
مقاطعة زبادي دانون، والبدائل (زبادى جهينة - لبنيتا - مزارع دينا).
مقاطعة نسكويك، والبدائل (كاكاو دريم - ماى واى).
مقاطعة سيريلاك، والبديل (هيرو بيبي).
مقاطعة بامبرز، والبدائل (مولفيكس فاين - بيبي - بييى جوى).
مقاطعة إريال وتايد وڤانيش، والبديل (أوكسي).
مقاطعة مياه ديساني وأكوافينا والبدائل (مياه الحياة - بركة).
مقاطعة لوريال - لاروش بوزيه - سيراڤي - ڤيشي والبدائل (بايودرما - منتجات فارم ستاي).
الصيد فى الماء
ومنذ بداية الدعوة لحملات مقاطعة تلك المنتجات، بدأت الشركات المنافسة الصيد في ماء الغضب الشعبي واستغلال تلك الحملات بضخ إعلانات خاصة بمنتجاتها لتشجيع المستهلك على استخدام البدائل.
وقامت شركات شاي العروسة بتكثيف حملاتها الإعلانية في الفترة الأخيرة والتي تلقت تعليقات داعمة لمنتجاتهم من العملاء تنتهي جميعها بجملة «فلسطين حرة».
وانتشرت العديد من الحملات الإعلانية على «فيس بوك» و«تويتر» تدعو لاستخدام مشروب فيروز بدلا من بيبسي وكوكاكولا وشويبس.
كما قامت بعض شركات مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة باللجوء إلى إعلانات مكثفة من خلال «بلوجر» تحث فيه المستهلكين على عدم استخدام منتجات تجميل خاصة بشركات المقاطعة وترشدهم لاستخدام منتجاتهم كبديل، وغيرها الكثير من الشركات التي قامت باستغلال أزمة الحرب والترويج لمنتجاتها ومحاولة التأثير على رأي المستهلك.
عواقب المقاطعة
ومن جانبها، قالت رانيا يعقوب، خبيرة سوق المال والأعمال في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، إن الفروع الداخلية للشركات العالمية تتبع نظام الـ«Franchise» أو حق الامتياز، والذي يقوم من خلاله رجال الأعمال المصريين، بإبرام عقود مع أصحاب العلامات التجارية العالمية لشراء اسم العلامة «محليًا».
وتابعت: «يتلقى صاحب الامتياز المدفوعات والعمولة الدورية المتفق عليها، كما له الحق -أحيانًا- في إدارة العلامة المحلية، مع مطالبة الشركة الأم من ستمنحه حق الامتياز بالامتثال لتعليمات التشغيل والوصول للوثائق الضرورية للحفاظ على المبيعات والمخزون وحماية براءة الاختراع وغيرها».
وأضافت: «بالتالي يكون العمالة في هذه الفروع أفراد وطنيين، بالإضافة إلى أنه عندما تحقق الشركة أرباحا تقوم بدفع ضرائب للحكومة المصرية».
واستكمل: «ليس من مصلحة أحد المشاركة في هذه الحملات، لأنها ستؤدي إلى إهدار العمالة وإحداث خسائر للاقتصاد المصري».
ولفتت خبيرة سوق المال، إلى أن هذه العلامات ستتأثر بدعوات حملات المقاطعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ستؤدي لانخفاض المبيعات، وبالتالي ستضطر إدارة الشركة «المصرية» بتخفيف العمالة لتقليل الخسائر.
وأشارت إلى أنه في حال استمرار المقاطعة قد يؤدي ذلك لإغلاق الفروع، مما يضر الاقتصاد المصري.
واختتمت «يعقوب» تصريحاتها قائلة: «الحرب والصراع بين فلسطين وغزة تحكمه قوانين دولية، وفي حال وقف إطلاق النار، ستهدأ الحملات ومعها قد تعود هذه العلامات التجارية لتحقيق مكاسب مرة أخرى».
هجمات دون تأثير
على الجانب الآخر، قالت الدكتورة ليلي عبدالمجيد، أستاذة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن حملات المقاطعة هي من أشكال الغضب الشعبي، بهدف التعبير عن رفض سياسات تلك الشركات في دعمها للجيش المحتل، ولكن لن يكون لها تأثير على سياسات تلك الدول وتغيير قراراتها.
وأضافت: «في كل هجمة شرشة يقوم بها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، تخرج حملات مقاطعة للمنتجات التابعة للدول التي تدعم جيش الاحتلال، وللأسف لم يكن لها أي تأثير سياسي أو اقتصادي على أرض الواقع، وذلك لأن تلك الشركات لها وكيل في كل دولة، وهو فقط يتعرض لخسائر وكذلك العاملون في الشركة بقرار المقاطعة».
ومن جانبه، يرى أبو بكر الديب، الخبير الاقتصادي، أن سلاح المقاطعة الشعبية في الدول العربية والإسلامية لمنتجات الدول الداعمة لإسرائيل ستكبدها خسائر فادحة.
وأوضح أن الخسائر التي قد تتعرض لها دول كأمريكا وكندا والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول اعتراضا على الهجوم الوحشي لقوات إسرائيل على سكان غزة ومحاولة الإبادة والتهجير لهم قد تصل إلى تريليوني دولار.
وأضاف أنه يوجد ما يقرب من ملياري إنسان مسلم يمكنهم مقاطعة منتجات وشركات الدول الداعمة لإسرائيل، موضحا أن تلك الدول ستضطر لمراجعة مواقفها وتصحيحها، حيث إنها لن تستطيع تحمل ذلك.
وذكر أن حجم صادرات أمريكا للدول العربية والإسلامية بلغ نحو 150 مليار دولار، وأن حجم التبادل التجارى بين الولايات المتحدة والدولة العربية والإسلامية زاد عن 300 مليار دولار خلال العام 2023، كما أن الصادرات الأوروبية إلى الدول العربية تعادل 3.7% من الصادرات الأوروبية الكلية، وربع صادرات إسرائيل العسكرية والتي اقتنتها الدول العربية بحوالي ثلاثة مليارات دولار.
وأكد أن أهم الصادرات الأمريكية للعالم العربي هي المنتجات الاستهلاكية، والسيارات، والمعلوماتية، والمنتجات الزراعية، والأغذية، وخاصة القمح، والصويا، والذرة، والمعدات الثقيلة من السيارات، والطائرات، والمعدات الثقيلة من أسلحة، ومعدات حربية، والمنتجات الطبية من أدوية، وأمصال لعلاج الأمراض والأوبئة، والحواسيب والأجهزة الإلكترونية الحديثة، والتكنولوجيا والمنتجات الطبية، والصيدلة، والأسلحة الثقلية والمعدات مثل الطائرات والسفن الحربية والتسليح، وأجهزة الذكاء الاصطناعي.
وقال «الديب» إن سلاح المقاطعة الشعبية الاقتصادية من أهم أدوات الشعوب لكبح جماع وأطماع الدول الكبرى ويجعلها تخضع للقانون الدولي واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، موضحا أنه يمكن استبدال الواردات من تلك الدول بدول أخرى كالصين وروسيا وغيرها.
الانهيار يهدد الشركات
وحسب بيانات الشركتين، تكبدت كوكاكولا وماكدونالدز خسائر فادحة بسبب دعمهما لجيش الاحتلال، وفقد سهم شركة كوكاكولا 1.68% من قيمته السوقية ليسجل سعر السهم 52.8 دولار، مقارنة بقيمة فتح 53.76 دولار.
وهبط سهم مجموعة شركات ماكدونالدز بنحو 1.89% من قيمته السوقية ببورصة نيويورك، وفقد السهم 4 دولارات من سعره ليسجل 246.18 دولار مقابل سعر افتتاح 251.38 دولار.
وكان «ماكدونالدز إسرائيل» نشر على حساباته بمنصات «إكس» و«إنستجرام» و«فيسبوك» ما يفيد دعمه لجنود الجيش الإسرائيلي، وتقديم 4 آلاف وجبة مجانية لهم، ونشر صورًا لجنود إسرائيليين يحملون وجبات عليها شعار المطعم الشهير، قبل أن يتم تقييد الوصول لحساب «ماكدونالدز إسرائيل» على «إكس» و«إنستجرام»، والسماح بالمتابعة داخل إسرائيل فقط على «فيسبوك».
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع المقاطعة مما دعى وكلاء «ماكدونالدز»، في عدة دول عربية، منها «المملكة العربية السعودية، وقطر، والكويت، ومصر» إلى إصدار بيانات تنصلوا فيها من «المواقف السياسية»، وما قام به «ماكدونالدز إسرائيل».
وهبط سعر سهم ماكدونالدز 2%، وذلك بعد حملات المقاطعة بسبب دعم مكدونالدز لإسرائيل، من خلال توفير منتجات غذائية ووجبات لجيش الاحتلال الصهيوني، ودعمهم في العمليات التي تشنها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.