رئيس التحرير
خالد مهران

الفزعة قلبت الدنيا.. الحكاية كاملة لصراعات الحجيري والقبيلة العريقة في أسوان

ارشيفية
ارشيفية

يعيش أبناء مركز ومدينة إدفو شمال محافظة أسوان، على صفيح ساخن، بعد إندلاع اشتباكات مسلحة بين تاجر مخدرات مشهور بـ«الحجيرى» مع أبناء قبيلة عريقة، واستمرت الصراعات لأكثر من 48 ساعة حتى الآن، ودوى طلقات الرصاص كان يزلزل بعض المدينة.

كشف مصدر، كواليس الصراعات الدامية، مشيرًا إلى أن الحكاية بدأت بعدما توجه شاب من أبناء القبيلة، لشراء مواد مخدرة من وكر التاجر الفاسد، الذى يقع تحديدًا بين الزراعات ما بين قريتى «الرى بالرش والرئيسية»، وبعدما قضى من شراء السم، وبدأت الأزمة فعليًا أثناء رجوع الشاب بالسيارة للخلف، فقام بدهس طفل صغير عن طريق الخطأ، ثم فر هاربًا.

«الفزعة» قلبت الدنيا.. تفاصيل الصراع بين «الحجيرات» مع قبيلة فى أسوان

وأضاف المصدر خلال حديثه لـ«النبأ»، أن الأوضاع اشتعلت بعدما تبين أن الطفل البالغ عمره حوالى 15 سنة، الذى تم دهسه بالخطأ، هو ابن صاحب وكر المخدرات، وتصاعدت وتيرة الأحداث بعدما علم والده «الحجيرى» الذى ظن أنها جريمة متعمدة وليس بالخطأ بسبب حزنه الشديد على فلذات أكباده، وتجمعوا أعداد غفيرة من أقارب والد الطفل مسلحين وقاموا بقطع طريق «الرى بالرش» ومنعوا مرور السيارات، وأصبحت الحياة شبه مشلولة.

وأوضح المصدر، أن سوء الحظ بالتزامن مع قطع الطريق، جاءت سيارة بها عدد من الأشخاص ينتمون إلى القبيلة للشاب المتهم صاحب السيارة، وكان معهم نساء، متجهين لتقديم واجب عزاء فى قرية «زرزارة» بالرئيسية وليس لديهم علم بالأحداث الجارية المشار اليها سلفا، لكن كانت المفاجأة بعدما اعترض سيرهم «الحجيرات» وطالبوهم بالرجوع دون تجريح، إلا أن الطلب آثار غضب وحفيظة المتواجدين بالسيارة، مما أعتبروه «إهانة» لكنهم استجابوا لعدم حدوث اشتباكات ومراعاة أن السيارة بها نساء.

وأكد المصدر، أن الدنيا قامت ولم تقعد، بمجرد علم قيادات وشيوخ القبيلة بما جرى مع سيارة تابعة لهم وبها نساء ومنعهم من تأديه واجب العزاء، وعليه تصاعدت، وخلال أقل من 30 دقيقة، وخرج سرب من السيارات مدججة بالأسلحة على هيئة «الفزعة» متجهة لـ«غربلة» موقع تواجد تاجر الكيف من «الحجيرات»، وبالفعل حدثت مواجهة شرسة وقوية مستخدمين فيها أسلحة ثقيلة تنوعت ما بين «الرشاشات والفورتينات والبندقيات» تكاد تجسد نسخة من أفلام الأكشن بين الطرفين، ونتج عنها إصابة صاحب الوكر ويدعى «ج. الحجيرى» برصاصة فى القدم.

وتابع: أن «الفزعة» جعلت عدد من أبناء القبائل يتعاطفون معهم للقضاء على امبراطورية «الحجيرى» وما زرعه من السم فى أجساد الشباب، وجعلهم فريسة سهلة للموت، وآخرين يمارسون نفس التجارة الآثمة، وأكد المصدر، أنه بسبب الغليان والاحتقان فى الشارع بين شباب القبائل أضطروا «الحجيرات» لاغلاق وكرهم والهروب إلى منطقة جبلية تعرف بـ«العضم» فى منطقة مرتفعة بأعلى قرية الرى بالرش، للاختباء من أعين الناس لتهدئه بركان الغضب المشتعلة حاليًا بين أكثر من جبهة، وربما قد تؤدى إلى حرقهم حال المواجهة.

وشدد المصدر، أن شباب القبيلة الآن يتوعدون حال فتح وكر «الحجيرى» مرة ثانية لبيع المخدرات بأنواعها من «شابو وحشيش وبودرة وبرشام» سوف يكون الدرس قاسيًا، والهدف من ذلك تطهير القرية والحفاظ على الشباب من الهلاك، ونوه المصدر، أن الأوضاع حتى الآن لم تهدأ بالصورة المطلقة لكن المناوشات تتجدد بين الحين والآخر، ودوى طلقات الرصاص يظهر بالساعات ثم يهدأ لتعبئة الأسلحة ويعمل مجددًا، وبالتالى يجب تحرك الجهات الأمنية، على رأسهم اللواء مجدى سالم، مدير أمن أسوان، لوقف مهزلة الطلقات الطائشة منعًا لتصبح مجزرة دموية تحدث نزيف لا يحمد عقباه بين عدد من القبائل المتعايشة على أرض أسوان الهادئة والآمنة.