رئيس التحرير
خالد مهران

كل ما تريد أن تعرفه عن الفيروس المنتشر بين الأطفال في الصين

النبأ

تتزايد حالات الإصابة بالأمراض التنفسية بين الأطفال في الصين، وخاصة في شمال البلاد، ما أثار تكهنات انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بوجود تهديد وبائي جديد، بعد تقريبا أربع سنوات من ظهور فيروس كورونا لأول مرة في الصين.
 

ونحاول أن نقدم في هذا التقرير إجابات شافية على كل الأسئلة المثارة حول الوضع الوبائي الحالي:

ماذا يحدث؟
 

في 13 نوفمبر، أبلغت لجنة الصحة الوطنية الصينية عن ارتفاع حاد في أمراض الجهاز التنفسي، معظمها بين الأطفال. 

ورصدت تقارير إعلامية زيادات كبيرة في عدد من المستشفيات. 

وأفادت قناة "سي سي تي في" الحكومية بأن المستشفيات في العاصمة بكين تعمل بكامل طاقتها منذ أكثر من شهر استجابة لهذا الارتفاع في عدد الإصابات.

وكشف مستشفى بكين للأطفال أن قسم الطب الباطني به يستقبل أكثر من 7 آلاف حالة يوميا. 

وأكد مستشفى بكين جينغدو للأطفال ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي الميكوبلازما، بنسبة إشغال 90 بالمائة من أسرة المستشفى البالغ عددها 300 سرير.

وقام مركز ليوليتون للصحة المجتمعية بحي تشاويانغ ببكين باستقدام طبيبين عامين وممرضتين من مستشفى للأطفال لزيادة قدرة استقبالهم والتعامل بشكل أفضل مع الحالات المتزايدة من عدوى الميكوبلازما. وكان ما يقرب من 100 طفل يزورون المركز كل يوم مؤخرا.

ما هي المناطق الأكثر تضررا؟
 

تعد بكين وتيانجين المجاورة ومقاطعة لياونينغ الشمالية الشرقية حاليا أكثر المناطق تضررا من موجة أمراض الجهاز التنفسي التي تجتاح الصين.

الوضع شديد في تيانجين، المدينة الساحلية الواقعة شرق بكين. وسجل مستشفى تيانجين للأطفال رقما قياسيا في 18 نوفمبر، حيث زار 13171 مريضا صغيرا أقسام العيادات الخارجية والطوارئ في يوم واحد، حسبما ذكرت صحيفة محلية.

وتمتد الأزمة إلى مقاطعة لياونينغ، التي تقع على بعد نحو 400 ميل شمال شرق العاصمة، حيث تم تسجيل أيضا أعداد كبيرة من الحالات. ونقلت تقارير إعلامية عن أحد الموظفين في مستشفى داليان للأطفال قوله إن قسم الطوارئ فقط هو الذي يعمل، بينما لم تعد العيادات الخارجية متاحة.

والوضع في شنغهاي في شرق البلاد مماثل. وكشف أحد المطلعين أن المستشفيات الكبرى في شنغهاي تعمل على زيادة اختبارات ما قبل الفحص والجدولة الطبية، بالإضافة إلى تعزيز خدمات العيادات الخارجية القائمة على الإنترنت كجزء من جهودها لتخفيف الضغط في المستشفيات وتقليل أوقات الانتظار.
 

وأفادت تقارير أخيرة بأن عدد المرضى في قسم الحمى الخارجية وقسم الطوارئ في مستشفيات الأطفال الكبرى في شنغهاي بدأ في الانخفاض بعد أن وصل إلى ذروته. 

وقال مركز شنغهاي الطبي للأطفال أن عدد المرضى في كل من أقسام الحمى الخارجية وغرف الطوارئ انخفض بنسبة 40 بالمائة.

ماذا تقول السلطات الصينية؟
 

قالت لجنة الصحة الوطنية الصينية، يوم الجمعة، إن حالات الجهاز التنفسي التي أبلغت عنها أنظمة المراقبة والمستشفيات في البلاد كانت ناجمة عن عوامل معدية معروفة بالفعل، وقالت إنها عقدت مؤتمرا عبر الفيديو مع منظمة الصحة العالمية بشأن الأمراض المعدية التنفسية يوم الخميس. 

وفي إشعار أصدره مجلس الدولة الصيني بشأن الوقاية الفعالة من أمراض الجهاز التنفسي المعدية يوم الجمعة، حذر من أنه خلال فصل الشتاء والربيع المقبل، قد تواجه الصين وضعا يمكن أن تتداخل فيه العديد من أمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك كوفيد-19 والأنفلونزا والميكوبلازما.

وقال مجلس الدولة إن العدوى بالميكوبلازما الرئوية ستظل مرتفعة في بعض المناطق لبعض الوقت. 

وأضاف أن "الوضع العام لفيروس كورونا مستقر بشكل عام حاليا، ولكن هناك خطر حدوث انتعاش في فصل الشتاء. كما أن الأنفلونزا والالتهاب الرئوي أصبحا أسوأ منذ أكتوبر 2023. 

وقد تصل عدوى الأنفلونزا إلى ذروتها خلال فصلي الشتاء والربيع". 

وطالب مجلس الدولة بتعزيز المراقبة في الأماكن الرئيسية مثل الحدود والمدارس ودور رعاية المسنين، من أجل المراقبة الفعالة للأمراض المعدية الرئيسية مثل كوفيد-19 والأنفلونزا والتهاب المعدة والأمعاء.

وقالت لجنة الصحة الوطنية إنها وجهت المعاهد الطبية في جميع أنحاء البلاد لتنفيذ آليات التشخيص الطبي الهرمي وتعزيز قدرة مؤسسات الرعاية الصحية على المستوى الأولي في علاج الالتهابات الشائعة ونقل الحالات الأكثر خطورة.

كما تم حث الحكومات المحلية على تقديم معلومات حول المؤسسات الطبية التي يمكنها تقديم خدمات تشخيص وعلاج للأطفال حتى يتمكن الجمهور من الذهاب إلى المستشفيات القريبة.

وتعد عدوى الميكوبلازما والأنفلونزا وعدوى الفيروس الغدي من بين أمراض الجهاز التنفسي الشائعة السائدة حاليا في الصين. وفي الآونة الأخيرة، انخفض عدد المرضى المصابين بالميكوبلازما، لكن الالتهابات الفيروسية التنفسية الأخرى مثل الأنفلونزا آخذة في الارتفاع، حسبما ذكرت وسائل الإعلام نقلا عن خبراء في الجهاز التنفسي.

- ماذا تقول منظمة الصحة العالمية؟ 
طلبت منظمة الصحة العالمية مزيدا من المعلومات من الصين حول الأطفال الذين يعانون من "التهاب رئوي غير مشخص". 

وقالت المنظمة إن بكين ردت يوم الخميس قائلة "لم يتم اكتشاف أي مسببات أمراض غير عادية أو جديدة"، وفقا لبيان منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أن الصين تراقب عن كثب اتجاهات الفيروسات مثل الأنفلونزا الفيروس المخلوي التنفسي والفيروس المسبب لكوفيد. وأضافت منظمة الصحة العالمية أن الصين بدأت أيضا مراقبة الالتهاب الرئوي الميكوبلازما لأول مرة في منتصف أكتوبر. وقالت منظمة الصحة العالمية إن "هناك معلومات تفصيلية محدودة متاحة للتوصيف الكامل للمخاطر الإجمالية لحالات أمراض الجهاز التنفسي المبلغ عنها لدى الأطفال".

ماذا يعتقد الخبراء؟
 

لا يعتقد الخبراء بوجود فيروس جديد في الصين بناء على المعطيات الحالية؟
وقال وانغ قوانغ فا، خبير الجهاز التنفسي من المستشفى الأول بجامعة بكين، لصحيفة جلوبال تايمز، إنه بعد ثلاث سنوات من مكافحة كوفيد-19، أصبحت مراقبة ورصد انتشار الأوبئة والأمراض العامة في الصين أكثر دقة.

وقال "لا ينبغي لنا أن نشكك في قدرة الصين على مراقبة الاتجاهات الوبائية أو أمراض الجهاز التنفسي. 

وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات العلمية للحكم على ما إذا كانت هناك أي أسباب غير معروفة لهذه الأمراض التنفسية.
 

ويعتقد  الخبراء أن انتشار أمراض الجهاز التنفسي هذا الشتاء أكثر وضوحا من السنوات السابقة لسبب هو ظهور "فجوة المناعة" الناتجة عن انخفاض الأجسام المضادة ضد مسببات الأمراض هذه بين عامة الناس بسبب الاحتياطات الوقائية المتخذة في السنوات الثلاث الماضية. 

وأشار الخبراء إلى أن قدوم فصل الشتاء، ونهاية قيود كوفيد، ونقص المناعة المسبقة لدى الأطفال، من المحتمل أن يكون وراء ارتفاع معدلات الإصابة. 

ما هي الأعراض؟
 

شملت الأعراض المبلغ عنها الحمى والتهاب الرئة دون سعال وعقيدات رئوية--كتل على الرئتين عادة ما تكون نتيجة لعدوى سابقة. 
 

حالات الاصابة والوفاة؟
 

لم تعلن الحكومة المركزية والحكومات المحلية أية ارقام بخصوص الحالات كما لم يتم الإبلاغ عن أي حالة وفاة حتى الآن.