رئيس التحرير
خالد مهران

صدق أو لا تصدق.. دراسة جديدة تشير لأهمية الوحدة للصحة النفسية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أشارت دراسة جديدة إلى أن الوحدة وقضاء الوقت بمفردك غالبًا ما ينظر إليه على أنه شعور سلبي، لكنه في الواقع يخفف من ضغوط الحياة العصرية ويمكن أن يساعد الناس على الشعور بمزيد من الحرية.

وطلب الباحثون من 178 شخصًا الاحتفاظ بمذكرات لمدة ثلاثة أسابيع، وتتبع مقدار الساعات التي يقضونها كل يوم بمفردهم دون الاتصال وجهًا لوجه مع أشخاص آخرين، أو التحدث معهم رقميًا، مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني.

وكلما زاد الوقت الذي يقضيه الناس في العزلة في يوم معين، كلما انخفض تصنيف مشاعر التوتر لديهم.

تم طرح ثلاثة أسئلة على المتطوعين في الدراسة، حول مدى شعورهم بالضغط للتصرف بطريقة معينة، ومدى شعورهم بالحرية في أن يكونوا على طبيعتهم، ومدى شعورهم بالسيطرة على ما يحدث خلال يومهم، لقد أجابوا على هذه الأسئلة بشكل أكثر إيجابية كلما قضوا وقتًا أطول بمفردهم.

الوحدة ليست جيدة بشكل عام

العزلة أو الوحدة ليست جيدة تمامًا، حيث يشعر الناس عمومًا بالوحدة أكثر في الأيام التي يقضون فيها وقتًا أطول من المعتاد بمفردهم، ولكن لم يكن هذا هو الحال بالنسبة للأشخاص الذين يقضون بانتظام قدرًا أكبر من الوقت بمفردهم.

لذلك يستنتج الباحثون أن العزلة تكون مزعجة فقط إذا كنت وحيدًا عندما لا تريد ذلك بشكل خاص، وهذا يعني أن العديد من الأشخاص يمكنهم قضاء ساعات في سعادة بمفردهم دون أي تأثير على صحتهم.

وقالت البروفيسورة نيتا وينشتاين، التي قادت الدراسة من جامعة ريدينغ: "العزلة يمكن أن تكون مريحة للغاية، لأنك قائد نفسك، فلا يوجد رئيس يريد إكمال مهمة ما، ولا توجد محادثات تأتي مع الضغط لتكون مسلية ومحبوبة.

واضافت: بالطبع أن التواجد مع أشخاص آخرين أمر مجزٍ للغاية، ولكنه قد يكون له أثر سلبي أيضًا، لذا فإن قدرًا معينًا من العزلة قد يساعد في تحقيق التوازن بين الوقت الذي نقضيه في التواصل الاجتماعي، وتعزيز الرفاهية.

تهدف الدراسة، التي نشرت في مجلة Scientific Reports، إلى معرفة ما إذا كانت هناك "نقطة تحول" - عدد معين من الساعات وحدها في اليوم مما قد يضر بالصحة.

لقد صنف الناس شعورهم بالوحدة في مرتبة أعلى، وصنفوا يومهم على أنه أقل جودة، إذا أمضوا وقتًا أطول بمفردهم.

ومع ذلك، كان من المهم معرفة ما إذا كان الناس قد اختاروا البقاء بمفردهم، وهو ما توصل إليه الباحثون بناءً على مدى اتفاقهم مع العبارات المتعلقة بالاستمتاع بالعزلة وتقديرها، وإيجادها مهمة.

عندما اختار الناس أن يكونوا بمفردهم، لم يعد مقدار العزلة يؤثر على استمتاعهم بيومهم، كما انخفضت مشاعر الوحدة كثيرًا.

الأشخاص الذين قضوا معظم الوقت بمفردهم لم يشعروا بنفس الشعور بالوحدة وانخفاض الرضا عن يومهم كما هو موضح في المتوسط في الدراسة.

وخلص الباحثون إلى أن البقاء وحيدًا لا يبدو سيئًا للصحة إلا لفترة قصيرة، وعندما "يقضي الشخص قدرًا غير عادي وأكبر من وقته في عزلة عما هو طبيعي بالنسبة له".