لماذا تفرض واشنطن عقوبات على طه عثمان مدير مكتب البشير؟
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ثلاثة مسؤولين سودانيين سابقين بينهما طه عثمان مدير مكتب البشير لدورهم في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان.
وتتهم وزارة الخزانة الأمريكية، طه عثمان مدير مكتب البشير، بالعمل على تسهيل إيصال الدعم العسكري وغيره من الدعم المادي من مصادر خارجية إلى قوات الدعم السريع".
من هو طه عثمان؟
ولد طه عثمان مدير مكتب البشير عام 1964 في منطقة كبوشية بولاية نهر النيل، وينحدر من أسرة تدين بالولاء للطائفة الختمية، درس مراحله الابتدائية والمتوسط والثانوي في مدينة شندي، ثم التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة فرع الخرطوم، ليحصل منها على درجة البكالوريوس.
التحق طه عثمان مدير مكتب البشير بجهاز الأمن السوداني عام 1997، ليعين ضابطًا إداريًا، ثم تدرج داخل هذا الجهاز حتى اختياره عام 2000 ضابطًا بجهاز الأمن والمخابرات الوطني مع عددٍ من الضباط الإداريين، ويتدرج داخل الأجهزة الأمنية قبل أن ينتقل لمنصب مدير مكتب الرئيس البشير.
كان عام 2012 نقطة فارقة في حياة طه عثمان مدير مكتب البشير السياسية، إذ نجح في تدشين الملامح الأولى لبناء أسطورة طه عثمان الضابط بجهاز الاستخبارات آنذاك، وذلك حين انتزع ثقة البشير عن جدارة في أعقاب كشفه لمحاولة انقلاب كان يخطط لها الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات السوداني صلاح قوش، بالتنسيق مع عدد من ضباط الجيش، ومن هنا كانت البداية الحقيقية لطه عثمان مدير مكتب البشير .
في يونيو 2015، عُيِّن وزير دولة ومديرًا عامًا لمكتب الرئيس برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، ليحكم قبضته على كل منافذ الدولة ومؤسساتها بصورة شبه كاملة، حيث منحه البشير ثقة لا حدود لها مكنته من أن يصبح “خزان أسرار السودان الذي لا ينضب”.
كان طه عثمان مدير مكتب البشير الرجل المفضل لدى البشير في تولي المهام الصعبة والحساسة، حيث تعمقت العلاقة بينهما إلى الحد الذي دفع الرجل إلى وصف هذه العلاقة بقوله: “لست مدير مكتب الرئيس البشير، بل ابنه”.
وسبق ان تم اتهام الفريق طه عثمان الحسين، بمحاولة قلب نظام الحكم في السودان بالاشتراك مع آخرين لم يسلموا من النقد، كما ارتبط اسمه بعملية إبعاد الإسلاميين عن السلطة، فضلًا عن دوره في إقالة مدير جهاز الأمن السابق، صلاح قوش، الذي شكل إبعاده مفاجأة للشارع السوداني، بالنظر لقوة ونفوذ الرجل في السلطة.
وراج وقتها أن طه أسهم بوشاية للرئيس البشير في إقالة الرجل، وإبعاده عن منافذ القرار، إلى أن قبع في السجن بتهمة محاولة قلب نظام الخرطوم في عام 2012.
قبل إقالة رجل البشير الأول، كان حينها متنقلًا بين السعودية والإمارات، والتي سبقت إعلان بعض دول الخليج قطع علاقاتها مع قطر، وهو ما وجه له الاتهامات بالمساهمة في تلك الأزمة، حسب ما نشرت وسائل إعلام قطرية.
ويعد واحدًا من اللاعبين الأساسيين في تحسين علاقة السودان بالدول الخليجية، لا سيما السعودية والإمارات، كما حصل الرجل على الجنسية السعودية في وقت سابق، قبيل إقالته من منصبه.
وللرجل مكانة بين ملوك وأمراء الخليج، ويتمتع بصداقات شخصية مع كثير منهم، خاصة في الإمارات والسعودية، كما لعب أدوارًا مهمة في توفير الأموال لخزينة الدولة السودانية في أصعب أوقاتها.