تفاصيل زيارة بوتين إلى السعودية والإمارات
زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في جولة خاطفة تهدف إلى إبراز صورة موسكو كوسيط قوي في الشرق الأوسط، حتى مع استمرار حربه في أوكرانيا.
وصل بوتين إلى أبو ظبي، عاصمة الإمارات، التي تستضيف محادثات المناخ COP28 التابعة للأمم المتحدة. وكانت هذه رحلته الأولى إلى المنطقة منذ ما قبل جائحة فيروس كورونا وغزو أوكرانيا عام 2022.
وعرض بوتين، في مستهل مباحثاته مع رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، مناقشة التعاون في مجال الطاقة والصراع في الشرق الأوسط و"الأزمة الأوكرانية"، وأشاد بالوضع الحالي للعلاقات بين روسيا والإمارات العربية المتحدة.
التقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، مع بوتين مبتسمًا بعد أن نزل على سلالم طائرته الرئاسية. وقد رافقتها أربع طائرات مقاتلة من طراز Su-35 تابعة للقوات الجوية الروسية على طول الطريق من روسيا، وهبطت في مطار أبو ظبي التجاري، حيث تعد قاعدة الظفرة الجوية مركزًا عسكريًا أمريكيًا رئيسيًا في المنطقة.
وعلى الرغم من أن الإمارات حليفة للولايات المتحدة، إلا أن لديها علاقات وثيقة مع روسيا، واستقبلت بوتين في قصر الوطن بأبو ظبي بإطلاق 21 طلقة تحية وتحليق طائرات عسكرية إماراتية خلف دخان بألوان العلم الروسي.
ويسلط اللقاء في الإمارات، التي تعتمد على الولايات المتحدة كشريك أمني رئيسي لها، الضوء على العلاقات التجارية الموسعة بين الإمارات وروسيا والتي توسعت منذ العقوبات الغربية الطاحنة التي استهدفت موسكو. وقال معلقون روس إن الإمارات هي وسيلة رئيسية لروسيا للالتفاف على العقوبات.
زيارة بوتين إلى السعودية
بعد وصول بوتين إلى العاصمة السعودية الرياض، تبادل هو وولي العهد الأمير محمد بن سلمان المصافحة القوية والابتسامات أثناء سيرهما إلى اجتماعهما.
وقال بوتين إن العلاقات الروسية السعودية “وصلت إلى مستوى لم تشهده من قبل”. وأعلن أنه “من المهم للغاية تبادل المعلومات والتقييمات حول ما يجري في المنطقة”.
وأشار بن سلمان بدوره إلى أن التعاون الروسي السعودي ساعد في تعزيز الأمن في الشرق الأوسط، مضيفًا أن "تفاعلنا وتعاوننا السياسي المستقبلي سيكون له بلا شك تأثير إيجابي على الوضع العالمي".
وبعد محادثات شارك فيها مسؤولون من كلا البلدين، تحدث بوتين وبن سلمان أيضًا على انفراد على العشاء لمناقشة الحرب بين إسرائيل وحماس و"القضايا الحساسة الأخرى على الأجندة الدولية".
تعد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مشاركين رئيسيين في الجهود الدولية للتفاوض على تسوية للحرب بين إسرائيل وحماس. ويتمتع بوتين بعلاقات شخصية وثيقة مع كلا الحاكمين.
ويسعى بوتين إلى تعزيز مكانة روسيا كوسيط قوي في الصراع في الشرق الأوسط وتحدي واشنطن، ووصف الحرب بأنها فشل للدبلوماسية الأمريكية. واقترح أن تقوم موسكو بدور الوسيط بفضل علاقاتها الودية مع كل من إسرائيل والفلسطينيين.