رئيس التحرير
خالد مهران

قطر تحذر: الأوضاع في غزة تقلل من فرصة إبرام صفقة رهائن ثانية

غزة
غزة

اندلع قتال عنيف في أنحاء قطاع غزة أمس الأحد في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل هجومها بعد أن منعت الولايات المتحدة أحدث المساعي الدولية لوقف إطلاق النار.

وصوت 13 من أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المؤلف من 15 دولة لصالح الدعوة إلى وقف إطلاق النار يوم الجمعة - لكن الولايات المتحدة استخدمت حق (الفيتو) ضد القرار وامتنعت بريطانيا عن التصويت، بحجة أن الصياغة فشلت في إدانة هجوم حماس في 7 أكتوبر. 

ومنذ ذلك الحين، قامت الولايات المتحدة بإتمام صفقة بيع طارئة بقيمة تزيد عن 100 مليون دولارمن ذخيرة الدبابات لإسرائيل.

وحذرت قطر من أن القصف المستمر "يضيق النافذة" أمام صفقة رهائن جديدة بعد استئناف الأعمال العدائية الأسبوع الماضي.

وقالت منظمة الصحة العالمية (WHO) إنه سيكون من المستحيل تحسين الوضع الصحي “الكارثي” في غزة، كما أقر مجلس إدارتها اقتراحًا طارئًا لتوفير المزيد من الوصول الطبي.

وأدت الحرب الجوية والبرية التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الفلسطينية، وأجبرت نحو 1.9 مليون على الفرار من منازلهم.

الوضع على الأرض

اشتبك الجيش الإسرائيلي يوم الأحد مع المعارضة في شمال قطاع غزة المدمر، حيث سويت الغارات الجوية أحياء بالأرض وحيث تعمل القوات البرية منذ أكثر من ستة أسابيع. وقال سكان أيضا إن قتالا عنيفا ما زال يدور في حي الشجاعية ومخيم جباليا للاجئين بمدينة غزة.

وأمرت إسرائيل بإخلاء الثلث الشمالي من القطاع، بما في ذلك مدينة غزة، في وقت مبكر من الحرب، لكن عشرات الآلاف من الأشخاص بقوا هناك، خوفا من أن الجنوب لن يكون أكثر أمانا.

وبثت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية لقطات تظهر عشرات المعتقلين مجردين من ملابسهم الداخلية وأيديهم مرفوعة في الهواء. وكان العديد منهم يحملون بنادق هجومية فوق رؤوسهم، وتقدم رجل ووضع مسدسًا على الأرض.

وأظهرت مقاطع فيديو أخرى مجموعات من الرجال العزل محتجزين في ظروف مماثلة، دون ملابس، ومقيدين ومعصوبي الأعين. وقال معتقلون من المجموعة التي أطلق سراحها يوم السبت إنهم تعرضوا للضرب وحُرموا من الطعام والماء.

ولم تعلق إسرائيل على مزاعم سوء المعاملة، لكن إيلون ليفي، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، قال إن "أعدادا متزايدة" من مقاتلي حماس تستسلم، ووصف ليفي أيضا مزاعم التهجير الجماعي من غزة بأنها “شائنة وكاذبة”.

وتأتي التقارير عن استمرار القتال في الوقت الذي تحذر فيه منظمة الصحة العالمية من أزمة صحية “كارثية” في المنطقة المحاصرة.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الهجوم الإسرائيلي ترك معظم السكان بلا مأوى، مع القليل من الكهرباء والغذاء والمياه النظيفة، كما أن النظام الطبي يواجه الانهيار.

وتشير قاعدة بيانات منظمة الصحة العالمية إلى وقوع 449 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية منذ 7 أكتوبر الماضي، دون تحديد اللوم.

وحذر السياسي الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي من أن "نصف غزة يعاني الآن من المجاعة" وأن 350 ألف شخص أصيبوا بالعدوى.

وقال إن الكثيرين يعانون من مشاكل في المعدة بسبب قلة المياه النظيفة وعدم وجود ما يكفي من الوقود لغليها، مما يهدد بتفشي الدوسنتاريا والتيفوئيد والكوليرا.

وأضاف: "ومما يزيد الطين بلة أن لدينا 46 ألف جريح لا يمكن علاجهم بشكل صحيح لأن معظم المستشفيات لا تعمل".

وبينما أقر مجلس إدارة منظمة الصحة العالمية اقتراحًا طارئًا لتأمين المزيد من الوصول الطبي، قال المدير العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه سيكون "من المستحيل تقريبًا" تحسين الوضع الحالي.

ويسعى هذا الإجراء الطارئ إلى المرور إلى غزة للعاملين والإمدادات الطبية ويطلب من منظمة الصحة العالمية توثيق العنف ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى وتأمين التمويل لإعادة بناء المستشفيات.