على طريقة «غبى منه فيه».. «أبو شلوخ» يروج لـ«المخدرات» بفيديوهات مثيرة على «فيسبوك» بأسوان
يبدو أن الواقعة الغريبة والصادمة التى هزت الرأى العام، بعد قيام تاجر مخدرات بنشر إعلان على فيسبوك لبيع المخدرات يحمل عنوان «أبو كيان لجميع أنواع المكيفات»، لم تكن الأولى من نوعها، لكن تكررت بصورة أشد «بجاحة» داخل إحدى محافظات الصعيد تحديدًا بمحافظة أسوان.
«النبأ» رصدت بالوثائق الدامغة تشير إلى أننا أمام حلقة جديدة من فيلم «غبى منه فيه» على هيئة تاجر مخدرات يقيم داخل قرية المحاميد بمركز إدفو شمال المحافظة، لقيامه بنشر فيديوهات على خاصية «الأستورى» عبر حسابه الشخصى على الفيسبوك أثناء قيامه بتجهيز وتقطيع مخدر البانجو «عينى عينك» داخل الوكر الخاص به، وبحوزته مجموعة من الأسلحة النارية وقنبلة يدوية والذخائر، دون خشية من رصده من قبل جهات الأمن أو مراعاة للضوابط المجتمعية والأخلاقية.
بداية دخوله بوابة عالم الكيف
المتهم يدعى «محمد. ا.ح.ا.م» وشهرته بـ«أبو شلوخ»، من مواليد قرية المحاميد، ويبلغ عمره حوالى 35 سنة، حاصل على دبلوم صنايع مدرسة المحاميد الصناعية الثانوية المشتركة، ومتزوج ولديه طفل، وكان فى هذا التوقيت هادئ وطيب ويعمل على تربية المواشى ونقل القصب على الجمل الخاص به، و«السر» وراء تحوله من شاب عادى إلى فاسد يمارس الفحشاء دون خوف، بعدما شعر أن الأهالى يستضعفونه فقرر أن يصنع لنفسه امبراطورية من الشر عن طريق دخول عالم الكيف.
اتجه «أبو شلوخ» إلى حوت الكيف والمورد الأخطر «المرضى عنه» فى الصعيد الذى يقيم داخل مثلث الفساد بـ«الرى بالرش» وينتمى إلى قبيلة مشهورة، ووقعت بينهما صفقة شيطانية، وعليه قام بفتح وكرين لبيع السموم، الأول داخل عزبة «الكاب» بين الزراعات بجوار «معبد الكاب» الآثرى والثانى من الناحية الغربية مطل على النيل مواجه لمرسى سياحى للمعبد داخل العزبة، وما يميز الوكر الأخير مدون عليها مقولة «إذا نسيتم المبادئ لا تنسوا القيم» وكأن الشيطان يعظ، ولم يكتفى بذلك بل توسع نشاطه فى فتح منفذ آخر داخل «عزبة سليم» الأقرب لقرية الشراونة، لكن الأهالى تصدوا له وأحرقوا وكره وطردوه، مع العلم أن الوكرين يتم تأمينهم عن طريق «الناضورجية» بجانب تركيب كاميرات فى شجرة السنطاية لمراقبة الغرباء أو المشبته أنهم تابعين لجهة أمنية.
«الكاب» من قرية هادئة إلى بؤرة إجرامية
الغريب والمدهش أن «الكاب» ليست مجرد قرية عادية داخل محافظة أسوان، لكنها اكتسبت أهمية وشهرة واسعة لاحتضانها أحد أهم وأبرز المقاصد الآثرية والسياحية وهو معبد «الكاب» والذى يتردد عليه وفود من مختلف الجنسيات حول العالم والمشاهير ومن بينهم الزيارة العالمية لمدرب فريق مانشستر سيتى الإنجليزى «بيب جوارديولا» رفقة أسرته، وبرغم أهميتها اللامعة إلا أن «أبو شلوخ» حولها لبؤرة إجرامية يتردد عليها المدمنين والهاربين من العدالة لشراء مواد الكيف، بالإضافة إلى انتشار السلاح فى كل مكان، وبالتالى تجاهل الأمر يعد مؤشرًا خطيرًا.
كيف يسير «أبو شلوخ» داخل عزبة الكاب والمحاميد
لم يسير «أبو شلوخ» بين الناس كمواطن عادى، لكن السلاح لم يفارق يديه سواء سيرًا على الأقدام أو حتى داخل سيارته، بالإضافة إلى تأمينه من قبل أعوانه من «المطاريد» خاصة بعدما سقط فى مستنقع تناول مخدر «الشبو» بطريقة هيستيرية وفقد قدرته على الوعى والاتزان الكامل، مما أصاب جموع الأهالى بحالة من الرعب والفزع، ورغم صيته منذ سنوات فى الفساد لكن دائمًا يدعى أنه مسنود من أصحاب النفوذ وبالتالى لم يتم القبض عليه حتى الآن.
«أبو شلوخ» بيخسر فلوس لكن بيكسب حب «المساطيل».. وأسعاره من التراب وطالع
المتداول عن «أبو شلوخ» أنه لا يميل إلى حب المال، والدليل على ذلك فى أنه يعلن عن أرخص بورصة لبيع السموم فى الصعيد، حيث يبيع سيجارة الحشيش بـ«20» جنيه، وورقة الدخان وتذكرة الأفيون من «50» جنيه، والحبوب بـ«100» جنيه وأيضًا مخدر الشبو بسعر مخفض، والمقربين حوله يؤكدون أنه يبحث عن الشهرة وليس المكسب.
«أبو شلوخ» عامل قلبان على الفيسبوك وبينشر «المخدرات» زى نجوم المطبخ
أتجهت الأنظار بقوة على «أبو شلوخ» دونا عن غيره من تجار الصنف، بعد قيامه بارتكاب واقعة غير مسبوقة وتعكس أنه فقد عقله، بعد ظهوره فى مقاطع فيديو يضع فى فمه سيجارة غريبة، ويستعرض فيها طريقة تقطيع وتعبئة مخدر «البانجو» على «الأستورى» الخاص به على الفيسبوك دون مراعاة الصغار، فى مشهد كأنه يجسد دور الشيف «الشربينى»، مما جعل الجميع يتسائل من يقف خلف هذا المجرم الذى تخطى الرقم القياسى فى البجاحة والوقاحة دون ردع، بالإضافة إلى وضع عدد من الأسلحة النارية وقنبلة يدوية وذخائر.
أهالى المحاميد يناشدون «ثعلب الداخلية»
وناشد أهالى قري المحاميد ومركز إدفو بأسوان، اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بتوجيه حملة موسعة تحت إشرافه شخصيًا، لتطهير القرية من الممارسات الإجرامية التى جعلتها مسرحًا للفساد تحت رعاية «أبو شلوخ» وشوه سمعتها الهادئة والآمنة وإنقاذ الشباب من السقوط فى الهلاك.