هل تعالج الخلايا الجذعية ضعف الانتصاب عند الرجال؟
يمكن استخدام العلاج من خلال الخلايا الجذعية لمساعدة الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب، حيث لا يمكنهم تحقيق انتصاب قوي بما يكفي لتمكينهم من الجماع، والخلايا الجذعية هي خلايا "رئيسية" يمكنها أن تتطور إلى أنواع أخرى من الخلايا في الجسم.
في دراسة حديثة، حصل عشرة رجال يعانون من ضعف الانتصاب، والذين لم يستجيبوا للجرعات القصوى من الفياجرا والأدوية المماثلة، على حقنة واحدة من الخلايا الجذعية الخاصة بهم في أنسجة القضيب.
وبعد ستة أشهر، أظهر جميع الرجال بعض التحسن وتمكن أكثر من نصفهم من ممارسة الجماع.
يؤثر الضعف الجنسي – أو العجز الجنسي – أو ضعف الانتصاب على نصف الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا إلى حد ما، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.
يحدث الانتصاب عندما يرسل الدماغ رسائل إلى القضيب عبر الأعصاب، ليأمر العضلات الموجودة في أنسجة القضيب بالاسترخاء، مما يسمح بتدفق الدم إلى داخله؛ ثم يتم احتجازه تحت ضغط عالٍ بواسطة سلسلة من الصمامات، مما يؤدي إلى الانتصاب.
أسباب الضعف الجنسي
تشمل الأسباب الشائعة للضعف الجنسي تضييق الأوعية الدموية المتجهة إلى القضيب، والذي يرتبط عادةً بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول أو مرض السكري، ويرتبط أيضًا بالمشاكل النفسية، بما في ذلك القلق والاكتئاب وصعوبات العلاقات.
تشمل العلاجات عائلة أدوية الفياجرا (أو السيلدينافيل) التي تعمل عن طريق زيادة تدفق الدم إلى القضيب، ولكن ما يصل إلى 30% من الرجال لا يستجيبون لهذه الأدوية، والتي تحمل أيضًا مخاطر الآثار الجانبية مثل الصداع والغثيان.
تشمل الخيارات الأخرى أجهزة مثل المضخات، التي يتم وضعها فوق القضيب ثم يتم نفخها، مما يؤدي إلى فراغ يسحب الدم إلى أنسجة القضيب.
الخلايا الجذعية خيار طويل المدى
يتم دراسة الخلايا الجذعية كخيار آخر طويل المدى، وبالنسبة للدراسة الجديدة، التي نُشرت في أرشيف جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة الإيطالية، استخرج الأطباء الخلايا الجذعية من نخاع العظم - وهي مادة تشبه الهلام توجد داخل العظام - للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عامًا ويعانون من مرض السكري من النوع الثاني، حيث تمت إزالة 10 مل من نخاع العظم من كل رجل تحت التخدير الموضعي بإبرة رفيعة.
وتمت معالجة العينة المأخوذة من أعلى الورك لاستخراج الخلايا الجذعية التي تمت معالجتها بعد ذلك في المختبر لتشجيعها على التكاثر، ثم حقنها في أنسجة القضيب، ومرة أخرى تحت التخدير الموضعي في إجراء يومي.
تم التقاط صور بالموجات فوق الصوتية للرجال للأوعية الدموية المحيطة قبل وبعد العملية، وبعد ستة أشهر، أظهر جميع المرضى تحسنًا في تدفق الدم إلى القضيب، وتمكن 40% منهم من ممارسة الجماع دون مساعدة، و20% آخرين تمكنوا من ممارسة الجماع بعد تناول الفياجرا.
وإحدى النظريات هي أن الخلايا الجذعية تضاعفت على مدى الأشهر الستة وأصلحت خلايا الدم أو الأعصاب أو العضلات التالفة التي ربما تسببت في العجز الجنسي.
وقال الأطباء، من جامعة بنها بمصر، الذين قادوا الدراسة التجريبية، إن هناك حاجة الآن إلى مزيد من التجارب لتأكيد الآليات المعنية.
وتعليقًا على البحث، أكد البروفيسور راج بيرساد، استشاري المسالك البولية في مستشفى بريستول للمسالك البولية، أن الدراسة صغيرة، وقال: "تبدو النتائج مُشجعة للغاية، ولكن هناك دائمًا استجابة للعلاج الوهمي مع أي علاج مثل هذا".