بتعليمات من الرئيس..
خطة وزارة التربية والتعليم للقضاء على «بعبع» الثانوية العامة
رغم إدخال العديد من الأساليب الحديثة وعمليات التطوير على نظام الثانوية العامة، خلال السنوات الماضية، إلا أنها ما زالت تشكل حالة من الرعب للطلاب وأولياء الأمور، ولا سيما مع ازدياد أعداد الطلاب سنويًا، وانتشار مراكز الدروس الخصوصية.
وتسعى وزارة التربية والتعليم، إلى إدخال المزيد من التطوير على الثانوية العامة سواء في المناهج أو الامتحانات، بعدما انتهت من وضع خطة استراتيجية جديدة لتطوير نظام الثانوية العامة، وذلك من أجل القضاء على «بعبع الثانوية العامة».
ويولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، اهتماما كبيرا بأزمة الثانوية العامة ويعي ما تثيره من قلق لدى أولياء الأمور والطلاب، وهو ما دعاه إلى إصدار توجيهاته إلى الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، بضرورة عرض الخطة في حوار مجتمعي وإشراك الطلاب وأولياء الأمور ورموز المجتمع المدني المهتمين بالتعليم في وضع الاستيراتيجية.
وأعلن الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، استراتيجية جديدة للفترة من 2024-2029، لتطوير التعليم والتعليم الفني.
وأضاف الوزير، أنه تم عرض الخطة الجديدة على مجلس الوزراء، تضمن تكاتف الجهود وتحقيق الاستدامة، مشيرا إلى أنه تم إجراء حوار مجتمعي بشأنها، وأنها سوف تقضى على «بعبع» الثانوية العامة.
وقال وزير التعليم، إن «بعبع الثانوية العامة سيختفي»، مشيرا إلى أن هذا النظام الجديد لن يطبق على طلاب الثانوية العامة في السنة الحالية، وسيتم إعداد قانون خاص بذلك وعرضه على مجلس الشيوخ، وسيخضع لحوار مجتمعي.
وأشار إلى أنه عند طرح ذلك على الرئيس السيسي، وجه بحوار مجتمعي عن القانون الخاص الذي سيقضي على بعبع الثانوية العامة حتى لا يتفاجأ المجتمع بذلك بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي.
ولفت الدكتور رضا حجازي، إلى أنه عرض على القيادة السياسية تنظيم مؤتمر قومي كبير بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي، لوضع استراتيجية مختلفة للثانوية العامة، مشيرا إلى أن الاستراتيجية تتضمن تعدد المحاولات وإمكانية التحول بين المسارات، وذلك بالتنسيق مع التعليم العالي فيما يتعلق بالالتحاق بالجامعة، حيث لا تعمل الوزارة منفردة، بل بالتعاون مع وزارة التعليم العالي.
واستطرد: «أيضا تتضمن الاستراتيجية الجديدة الأخذ في الاعتبار رفع الأعباء عن كاهل الأسر المصرية في الثانوية العامة».
أزمة جداول الامتحانات
وتثير جداول امتحانات الثانوية العامة أزمة وقلقا لدى أولياء الأمور كل عام، وتعد مادة الأحياء فى الثانوية من مواد التخصص الأساسية لشعبة علمى علوم، ولاحظ وضعها خلال العامين الماضيين فى آخر جداول امتحانات الثانوية العامة، وهو ما أثر على تدنى درجات الطلاب، وقلة أعداد الحاصلين على درجات فوق 95%.
ووفقًا لما أعلنه الوزير، فإن نسبة النجاح في امتحان مادة الأحياء 2022/2023 بلغت 90.6% وحصل على درجة 95% فأكثر من الدرجة الكلية للمادة بنسبة 0.3% من إجمالي عدد الطلاب المتقدمين لامتحان المادة.
وبعد إصدار وزارة التربية والتعليم تعليمات بشأن إجراءات التقدم لامتحانات شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة عام 2024، تم تحديد موعد بداية امتحانات الدور الأول اعتبارًا من يوم السبت الموافق 22-6-2024؛ وهو ما أثار القلق في نفوس الطلاب وأولياء الأمور، مناشدين الدكتور الوزير بمراعاة تقديم موعد امتحان مادة الأحياء.
ودعت أماني الشريف، الباحثة السياسية ومؤسس اتحاد المدارس التجريبية، وزارة التربية والتعليم قبل الإعلان عن الجدول النهائي، إلى مراعاة توزيع المواد في جدول امتحان الثانوية العامة 2023-2024.
وقالت إنه من خلال متابعتها السنوات الماضية لجداول الامتحانات ومستوى الطلاب أيام الامتحان، وجدت أن توزيع المواد في الجدول وفواصل الأيام يؤثر بشكل مباشر على نتائج الطلاب، معقبة: «وجود مادة مثل الأحياء في آخر أيام الامتحانات كان السبب في تدني درجات الطلاب وعدم وجود أي طالب حاصل على الدرجة النهائية في المادة، وذلك بسبب استنفاد طاقة الطلاب في الأيام الأخيرة بالجدول وعدم وجود فواصل كافية لإمكانية المراجعة».
وناشدت «الشريف»، والآلاف من أولياء الأمور، الوزارة بالأخذ في الاعتبار أن هناك مواد تحتاج لفاصل من الأيام أكثر ما بين المواد للمراجعة، وأيضًا مراعاة وجود المواد التي تحتاج لتركيز ومذاكرة إضافية في بداية الجدول بعد اللغة العربية مثل الفيزياء والأحياء والكيمياء والرياضيات والجيولوجيا ومواد الشعبة الأدبية، وخاصة أنها مواد تخصص وكل مادة عليها 60 درجة فلا تقل أهمية عن أي مادة تسبقها في الترتيب في الجدول.
وأشارت «الشريف»، إلى أنه لوحظ في السنوات الأخيرة تدني درجات الطلاب في مادة الأحياء وعدم حصول الطلاب على درجات مناسبة لمجهودهم طوال العام مقارنة بمواد أخرى، معقبة: «جاء منها شكاوى ولكن حصل عدد كبير من الطلاب على الدرجات النهائية في حين أنه لم يحصل أي طالب على الدرجة النهائية في الأحياء حتى الأوائل منهم».
وتابعت: «لاحظنا أن طلاب علمي علوم بالرغم من تخصصهم في شعبة العلوم لتميزهم في مادة الأحياء ولكن بالرغم من ذلك أقل درجة يحصل عليها الطالب تكون في الأحياء لأنها العام الماضي والذي سبقه كانت آخر مادة في الجدول وسبقهم مراجعة لامتحان أول مادة بالجدول وهي اللغة العربية وقبلها المواد غير المضافة بعد استنفاد طاقة الطالب لأكثر من شهر ونصف من الامتحانات في ضغط عصبي ونفسي ما بين امتحانات بها أخطاء أو صعبة؛ مما يتسبب له في إحباط وعدم المقدرة على استرجاع طاقته ويكون كل همه بعد ما كان يأمل لتحقيق هدف والحصول على درجة مرتفعة هو الانتهاء من كابوس الثانوية العامة، وبالتالي يهمل المادة بكل تفاصيلها والذي يحتاج منه على الأقل أسبوع لاسترجاعها وهذا لم يتوفر في الجدول الذي يسمح فقط بفاصل يومين بين مواد التخصص».
وأضافت: «ومن أجل ذلك يطالب أولياء الأمور بأن تكون مادة الأحياء مع بداية أيام الجدول مثل جدول عام 2020 الذي راعى ذلك بدلا من مادة اللغة الإنجليزية واللغة الثانية بالرغم من أهميتهما ولكن تفاصيل مواد التخصص دسمة وأكثر وتحتاج وقت أكثر للمراجعة واسترجاع المعلومات التي مضى على استذكارها أكثر من شهر ونصف».
مواجهة الضغوط النفسية
وفي السياق ذاته، قدم الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة عين شمس، مجموعة من النصائح الضرورية لطلاب الثانوية العامة 2024 لمواجهة الضغوط النفسية، مشددا على ضرورة أن يراعي طالب الثانوية العامة بعض الأمور.
وقال «شوقي»: «لا تدع نفسك في حالة نفسية سلبية وكن متفائلا واعتبرها سنة عادية بل أسهل من بعض السنوات مثل الصف الأول الثانوي، ولكنها تحتاج إلى تركيز خاص».
وأضاف: «ضع في اعتبارك أن الفترة الزمنية المتبقية من العام الدراسي أكبر مما مضى، فالمتبقي حوالي 7 أشهر، وبالتالي فهناك فرصة كبيرة لتعويض الاستذكار في كافة المقررات والحصول على أعلى الدرجات».
وتابع: «لا تشغل بالك دائما بالنتيجة والمجموع ولكن انشغل دائما بالمذاكرة وأداء ما عليك من مهام، ولا تنصت إلى ادعاءات بعض زملائك بأنهم لم يبدأوا الاستذكار حتى الآن، لأن الجميع بدأ بكد واجتهاد، وضع في اعتبارك دائمًا أن هذا العام هو عام بذل الجهد وأنك في العام القادم ستكون بالجامعة».
واستكمل أستاذ علم النفس، أنه على الطالب الوضع في الاعتبار وجود آلاف الطلاب في العام الماضي والأعوام الماضية في نفس المستوى، بل وأقل قد تجاوزوا هذه السنة وحصلوا على مجاميع مرتفعة.
واستطرد: «إذا شعرت أن المعلم الخاص -حتى لو كان مشهورا- لا تستفيد ولا تفهم منه، فلا تستمر معه واذهب فورا إلى المعلم الذى يمكن أن تستفيد منه حتى لو كان أقل شهرة، فالشهرة ليست معيارا للكفاءة، ولا تهمل استذكار بعض المواد الدراسية (التى قد تلاقي صعوبات فيها) وتفرط في استذكار المقررات التى تفهمها جيدا، فالطالب المجتهد يحرص على استذكار كل المقررات والتمكن منها؛ وإهمال استذكار مقرر واحد قد يضر بمجموعك».
وأوضح: «حدد في كل مادة الصعوبات التى تواجهها واهتم بها واطلب من معلمك دائما أو حتى من زملائك إعادة شرحها لك، ولا تهمل حفظ المعلومات المهمة في المقررات المختلفة بفهم، ومعيار حكمك على كفاءة تحصيلك هو تمكنك من حل الأسئلة والتدريبات.
وختم نصائحه، قائلًا: «اعلم أن الهدف من حلك للأسئلة والتدريبات أو حتى امتحانات المعلم ليس هو حصولك على درجة تعبر عن مستواك فحسب بل لكي تتعرف على ما أتقنته وما لم تتقنه من الدروس الخاصة بالمقرر».