لماذا يتحول لون البول للأصفر؟ وهل ذلك علامة على مرض معين؟
يتساءل بعض الناس أبدًا كيف ولماذا أصبح لون البول أصفر، وظل العلماء في حيرة من أمرهم لأكثر من قرن من الزمان، لتفسير كيف أصبح لون البول أصفر، وفي أواخر القرن التاسع عشر، حدد الباحثون الطبيون اليوروبيلين باعتباره المركب الكيميائي الذي يعطي لون البول الصفرة المميزة.
ما لم يعرفوه هو كيف يقوم الجسم البشري؟ أو بالأحرى، مستعمرتنا المقيمة من ميكروبات الأمعاء بإنتاج اليوروبيلين من مركب آخر يسمى البيليروبين، وهو منتج نفايات ناتج عن موت خلايا الدم الحمراء.
الآن تدعي دراسة في مجلة Nature Microbiology الخاضعة لمراجعة النظراء أنها حددت الإنزيم الذي ينتج اليوروبيلين.
تأثير ميكروبات الأمعاء
يمكن أن يساعد اكتشاف الإنزيم المسمى البيليروبين المختزل في فهم كيفية تأثير ميكروبات الأمعاء على الحالات الضارة مثل اليرقان وحصوات المرارة ومرض التهاب الأمعاء.
وقال المؤلف الرئيسي والأستاذ بجامعة ميريلاند برانتلي هول: "من اللافت للنظر أن ظاهرة بيولوجية يومية ظلت دون تفسير لفترة طويلة، وفريقنا متحمس ليكون قادرًا على تفسيرها".
وفي حديثه إلى هيلث لاين، أوضح كذلك: "لسوء الحظ، يمكن أن تكون دراسة ميكروبات الأمعاء صعبة، فالأمعاء هي بيئة منخفضة الأكسجين، والعديد من البكتيريا الموجودة في أمعائنا لا يمكنها البقاء على قيد الحياة في حالة وجود الكثير من الأكسجين، مما يجعل من الصعب نموها وإجراء التجارب عليها في المختبرات.
لكنه قال إن التطورات الأخيرة في علم الوراثة سمحت للعلماء بمقارنة الحمض النووي لسلالات ميكروبية مختلفة وتحديد الجين المسؤول عن اختزال البيليروبين.
وخلص إلى القول: "باختصار، لقد كشفنا عن جانب أساسي لكيفية تأثير الميكروبات المعوية لدينا على حياتنا اليومية".
وعرف العلماء منذ فترة طويلة أن كمية اليوروبيلين في دم الشخص، وبالتالي لون بوله، هي مؤشر حاسم على أمراض معينة، وينجم اليرقان، على سبيل المثال، عن زيادة كمية البيليروبين في الجسم، وأحيانًا بسبب عدم استقلابه بشكل صحيح عن طريق الكبد أو الأعضاء الأخرى.
ووجدت هذه الدراسة الجديدة أيضًا أن الأطفال حديثي الولادة، المعرضين للإصابة باليرقان، والأشخاص الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء، لديهم مستويات أقل من إنزيم البيليروبين المختزل، مما يشير إلى أن غيابه قد يساهم في مثل هذه الأمراض.