علماء الفلك يرصدون جسم غريب ومجهول في مجرتنا
رصد علماء الفلك جسم ضخم غامض في مجرتنا، ويعتقد الباحثون أن هذا الجسم ربما يكون النجم النيوتروني الأكثر ضخامة الذي تم رصده على الإطلاق، أو ثقب أسود أقل كتلة تم العثور عليه. وفي كلتا الحالتين، فإنه سيحطم الأرقام القياسية ويتحدى فهمنا للكون.
عندما يصبح النجم النيوتروني ضخمًا للغاية، عادة عن طريق الانضمام إلى نجوم أخرى، فإنه سينهار. ولا يعرف العلماء بالضبط ما الذي يحدث بعد ذلك، لكن يعتقد أنه يتحول إلى ثقب أسود.
ويعتقد علماء الفلك أن النجوم النيوترونية يجب أن تكون كتلتها 2.2 مرة كتلة الشمس. أما الثقوب السوداء التي تأتي بعد ذلك فهي أكبر بكثير، إذ تبلغ كتلتها حوالي خمسة أضعاف كتلة الشمس.
تُعرف الفجوة بينهما باسم "فجوة كتلة الثقب الأسود". ولا يعرف العلماء بالضبط ما هي الأجسام التي قد تملأ هذه الفجوة.
ويبدو أن الجسم المكتشف حديثًا يقع في الطرف الأدنى من الفجوة، حيث تبلغ كتلته حوالي 2.1-2.7 كتلة شمسية، ولذلك فإن علماء الفلك يكافحون من أجل معرفة ماهيتها، ولكنهم يأملون أن تكون مفيدة مهما كانت في فهم تلك الفجوة الغامضة.
ويقول علماء الفلك: "إن كلا الاحتمالين بالنسبة لطبيعة الرفيق أمر مثير، وسيكون نظام الثقب الأسود النابض هدفًا مهمًا لاختبار نظريات الجاذبية، وسيوفر النجم النيوتروني الثقيل رؤى جديدة في الفيزياء النووية بكثافات عالية جدًا."
تم العثور على الجسم في مدار حول نجم نابض سريع الدوران، على بعد حوالي 40 ألف سنة ضوئية، بين مجموعة كثيفة من النجوم. وتمكن علماء الفلك من استخدام الدوران الإيقاعي لفهم الجسم.
كيف اكتشف العلماء النجم الغامض؟
وجد العلماء النجم باستخدام التلسكوب الراديوي MeerKAT في جنوب إفريقيا. وقد لوحظ ذلك أثناء دراسة NGC 1851، وهو عبارة عن مجموعة من النجوم القديمة المتراصة معًا بإحكام لدرجة أنها تتفاعل وتتصادم أحيانًا.
لقد رصدوا نبضات من أحد النجوم، ووجدوا أنه نجم نابض راديوي، يقوم بتدوير وتسليط أشعة من الضوء الراديوي عبر الكون كما يفعل. يمكن استخدام هذه العلامة لقياس مدى سرعة دورانها بدقة، والتي بدورها يمكن استخدامها لفهم مكانها.
وهذا جعلهم يدركون أن الجسم الذي يدور مع النجم النابض لم يكن مجرد نجم عادي، بل بقايا كثيفة للغاية من نجم منهار. وتمكنوا من قياس كتلتها ووجدوا أنها كانت في تلك الفجوة الغامضة.