رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب: الدولة وحماية التراث الحضاري

النبأ

 إن التراث ليس ردة إلى الماضي وإنما هو امتداد الماضي إلى الحاضر الحي؛ واستشراف لأبعاد المستقبل؛ وبالتالي تجب المحافظة على التراث بكافة جوانبه ومختلف مراحله وتنوعاته الحضارية فهو الذاكرة الحية للأمة ومعيار خصوصيتها وإثبات ذاتها؛ ومن هنا لا للتعدي على التراث المعماري والفني المتميز الذي تحتفظ به قرافة القاهرة وجبانتها التاريخية الفريدة على مستوى العالم؛ وإذا كانت تلك العمائر غير خاضعة للمادة الأولى من قانون الآثار رقم117 لسنة1983م وتعديلاته من جهة فإنها خاضعة للمادة الثانية من ذات القانون إذا ما أرادت الجهة المسؤولة ذلك وهي المجلس الأعلى للآثار بوزارة الآثار المصرية وقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار والدليل على ذلك أن هناك نظائر لهذا التراث تعود إلى مابعد1883م قد سجلت طبقا للمادة الثانية وترك البعض الآخر دون تسجيل وهو الأمر الذي إن دل على شئ فإنما يدل على إهمال وتقصير من الجهة المسؤولة التي طبقت القانون على البعض وتغاضت بل وتخلت عن تطبيقه عن البعض الآخر لغرض في نفس يعقوب؛ علما أن هذا التراث مسجل على قوائم الحصر في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري وفقا للقانون144لسنة2006م وقانون البناء الموحد رقم119 لسنة 2008م من جهة كما إنه ا تدخل في نطاق القاهرة التاريخية المسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو منذ عام 1979م وعلى قائمة التراث الإسلامي بالايسيسكو منذ عام2019م من جهة أخرى وبالتالي كيف يتم القضاء على هذا التراث بمفرداته المتعددة ورموزه وشخصياته التي اسهمت في تاريخ وحضارة مصر في شتي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والفنية في عصرها الحديث مع ان القيادة السياسية قد وجهت بضرورة الحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية وذات القيمة والطابع المتميز بمحور صلاح سالم في إجتماعها التاريخي يوم الأربعاء 7يوليو 2021م من خلال الجمع بين الأصالة والمعاصرة اوبين الماضي العريق والحداثة كما سبق آن أشرنا في بوستات ومقالات سابقة من جهة وهناك حلول وبدائل كثيرة من جهة أخرى ولكن الجهات المسؤولة لها رأي أخر رغم النداءات المتكررة والاستغاثات المتواصلةبضرورة إنقاذ جبانات القاهرة وكنوزها التراثية ذات الطراز المعماري المتميز والقيمة الفنيةالمتميزة؛ وقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن تلك الكنوز هي ملك الشعب المصري وحده وإنه ا مصانة ومحمية بقوة الدستور والقانون وأن التاريخ يرصد ويسجل ويدون كل شئ ؛ وبالتالي لن يسكت عن من يتخازل أويتهاون أو يتسبب في القضاء على تراث الأمة وكنوزها المعمارية والفنية المرتبطة برموزها وشخصياتها التاريخية؛ ولدينا شواهد كثيرة على ذلك من التاريخ القديم والوسيط والحديث؛ ولله در القائل فمن كان ذا عبرة فليكن فطينا ففي من مضى معتبر؛؛ حفظ الله مصر ارضاوشعبا وقيادة وآثارها وتراثها وكنوزها وثقافتها وحضارتها وتحيا مصر دائما وابدا والي أن يرث الله سبحانه وتعالى الارض ومن عليها اللهم آمين يارب العالمين ؛؛؛