الأزهر يرد على شبهات السُّنَّة النبوية قديما وحديثا داخل جناحه بمعرض الكتاب
شهد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إقبالا كبيرًا من رواد المعرض، للمشاركة في الفعاليات المتنوعة التي يقدمها للزوار، خاصة عروض بانوراما الأزهر، التي جذبت اهتمام الكثيرين، نظرًا لعرضها كما كبيرا من المعلومات القيمة والموثقة عن التاريخ الفكري والوطني الحافل للأزهر، جامعًا وجامعة، وعن علمائه الأجلاء وسيرهم منذ إنشائه، وكيف يحظى الأزهر بهذه المكانة الكبيرة في مصر والعالم الإسلامي.
وتعرض "بانوراما الأزهر" لزوار الجناح تراث الأزهر للشريف منذ تأسيسه وحتى الآن بما يذخر به من عراقة وحضارة، في رحلة افتراضية شيقة تعرض تاريخه الممتد لأكثر من ألف عام.
ويشهد جناح الأزهر هذا العام مجموعة قوية من الإصدارات العلمية المتميزة من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية، ومنها: كتاب «النَّقْضُ على أبي القاسِمِ الكَعْبي.. دراسةٌ حديثيَّةٌ نقديَّةٌ لكتابه: قَبول الأخبار ومعرفة الرجال»، لمؤلفه د. صلاح الدين الشامي ـ الباحث في مكتب إحياء التراث بمشيخة الأزهر الشريف، انطلاقًا من أن الفكر الإسلامي قد زخر بعديد من المدارس الفكريَّة، والمذاهب الكلاميَّة، وكان من بين أشهر هذه المدارس المدرسة الاعتزالية التي عرفت في أوساط المفكرينَ بمنهجها الخاص، والتي أَلْزَمَتْ نفسها به، وحافظت عليه فترات وجودها، هذا المنهج الذي لا يزال إلى يومنا هذا أحد سمات معتنقيه، والمؤمنين به، والداعين إليه، والمدافعين عنه؛ والمتمثل في الثقة بالعقل، والاعتزاز به، وتقديمه على ما سواه.
كتاب «قبول الأخبار ومعرفة الرجال» لأبي القاسم الكعبي، يعد أصلًا جامعًا للشبهات الواردة حول السُّنَّة النبوية سندًا ومتنًا، قديمًا وحديثًا، وهذا ما يؤكد أهمية دراسة قضاياه، وبحث موضوعاته، وبيان ما لها، وما عليها، موضحًا أن الباحث تناول قضايا بحثية؛ وَفْقَ منهجيَّة علميَّة منتظمة، يؤدي فيها السابق للاحق، حيث كان الباحث دقيقًا وأمينًا؛ إذ أشار إلى فارقٍ بين ما انتهت إليه المعتزلة في موقفها من السُّنَّة، وما يدعيه المنكرون لحجيتها في العصر الحديث، تحت مزاعم فاسدة، وأقاويل باطلة.
كما يأتي نشر هذا العمل نظرًا لأهمية الموضوع والحاجة إليه؛ لتصويب الأخطاء، وتصحيح بعض الأحكام التي تتعلق بالمعتزلة بشكل عام، وموقفها من السُّنَّة بشكل خاص؛ ولا سيما مع تضارب الأقوال حول موقفها واعتماد حدثي العصر عليها، مع أن الأمر على خلاف ذلك؛ لما هو معلوم بوجود فوارق جمة بين الوجهة والمنهج والهدف والغاية عند كل منهما، واستجابة لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف-سلمه الله- بضرورة نشر الأعمال الجادة، والبحوث الرصينة التي تعمل على زيادة الوعي الفكري، وتصويب الأحكام نحو الفرق والمذاهب والأعلام، كما قدم لهذا العمل كلا من الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، والدكتور حسن الشافعي أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.