هل يُتهَم شريف الشوباشي بالكفر والزندقة بسبب روايته الجديدة «الشيخ والفيلسوف»؟
الرواية تتناول قضايا جوهرية مثل الفضيلة والرزيلة والمكتوب
الشوباشي: أتمنى أن يتعامل الأزهر مع روايتي الجديدة بتعقل
استقيت أفكار الشيخ في الرواية من كتب التراث
استوحيت فكرة الرواية من حوارات أفلاطون التي تقوم على التناقض
تعرضي لمصير نجيب محفوظ أوفرج فودة يتوقف على رد فعل الشيوخ
أتمنى ألا يمارس رجال الدين الإرهاب النفسي على شخصي الضعيف
تعرضت للسباب والشتائم واتهمت بالكفر والزندقة قبل ذلك بسبب أرائي
لا وجه للمقارنة بين روايتي و«آيات شيطانية» لسلمان رشدي
هل تلقى «الشيخ والفيلسوف» مصير «آيات شيطانية» لسلمان رشدي؟
قال الكاتب الصحفي والمفكر الدكتور شريف الشوباشي، أن أحداث روايته الجديدة «الشيخ والفيلسوف»، تدور حول طالب بكلية الأداب قسم الفلسفة معجب جدا بكلام استاذه في قسم الفلسفة، ومعجب في نفس الوقت بكلام شيخ الجامع الذي يصلي فيه، وهو في أغلبه كلام متناقض، فقرر عمل مناظرة فكرية بين الإثنين داخل المسجد الذي يصلي فيه.
وأضاف «الشوباشي»، في تصريحات حصرية لـ«النبأ»، أنه استوحى فكرة الرواية من حوارات أفلاطون، التي كانت تقوم على المناظرة بين شخصين أو أكثر لهم أراء متناقضة، من أجل الوصول للحقيقة، مشيرا إلى أن الفيلسوف يرى أن البحث عن الحقيقة يأتي عن طريق العقل والتجربة الإنسانية، أما الشيخ فيرى أن الوصول إلى الحقيقة يأتي عن طريق الوحي أو الأديان، وهذا أحد التناقضات الأساسية بين الدين والفلسفة، مؤكدا أنه يميل إلى رأي استاذ الفلسفة.
وأوضح الشوباشي، أن هذه الرواية هي من وحي خياله وليست قصة حقيقية، يتناول من خلالها القضايا الخلافية بين الدين والفلسفة مثل، مفهوم الأخلاق، والقضاء والقدر أو المكتوب، وقضية حرية الإنسان، وكذلك الفضيلة والرزيلة، والثواب والعقاب، وهي من القضايا الجوهرية من الناحية الفكرية.
وعندما سألته، هل تخشى من مصير نجيب محفوظ أوفرج فودة أو نصر حامد أبو زيد، الذين تعرضوا للاغتيال المادي والمعنوي بسبب كتاباتهم، واتهموا بالردة والكفر والزندقة؟، أكد أن ذلك يتوقف على رد فعل الشيوخ على هذه الرواية، مشيرا إلى أن الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية اتهمه صراحة بالكفر عندما طالب بخلع الحجاب، متمنيا ألا يحدث ذلك بعد تداول روايته الجديدة.
وأكد الشوباشي، أن روايته الجديدة لا تهدد أمن وسلامة المجتمع ولا تطعن في القرآن ولا السنة النبوية، مشيرا إلى أن المتطرفين هم من يهددون أمن المجتمع وسلامته، مستبعدا أن يتم رفع دعوى حسبة ضده بسبب روايته الجديدة من أحد المحامين المعروفين برفع مثل هذه القضايا، متمنيا أن يكون رد فعل الأزهر على هذه الرواية متوازنا ومتعقلا، لا سيما وأن الأزهر مؤسسة علمية كبيرة، مؤكدا أنه في كل الأحوال سوف يحترم رأي الأزهر في روايته الجديدة.
وتوقع الشوباشي، أن تكون أراء رجال الدين مختلفة عن رأي الشيخ في الرواية، مشيرا إلى أن رجال الدين دأبوا منذ أكثر من 40 عاما على اتخاذ مواقف متعصبة ومتطرفة من أصحاب الرأي الأخر، كما تعودوا على ترهيب الناس وتخويفهم وترويعهم باسم الدين، متمنيا ألا يمارسوا هذا الإرهاب النفسي والمعنوي على شخصه الضعيف، مشيرا إلى أنه استقى أفكار الشيخ في الرواية من خلال قراءته لكتب التراث.
وأكد رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأسبق، على أن الإسلام الفكري حل محل الإسلام السياسي، وأن شيوخ الإسلام السياسي خلعوا ثوب الإسلام السياسي وارتدوا ثوب الإسلام الفكرى، ويمارسون الإرهاب الفكري ضد أي مخالف، لافتا إلى أن الرواية ستكشف هل الإرهاب الفكري ما زال موجودا في مصر أم أنه انتهى بفضل السلطة الحالية؟.
ولم يستبعد الشوباشي أن تتحول روايته الجديدة إلى عمل مسرحي، مثل مسرحية «لن تسقط القدس»، مستبعدا أي رد فعل شعبي على هذه الرواية، مشيرا إلى أن الشعب المصري لا يهتم بالروايات، مؤكدا أنه لا وجه للمقارنة بين روايته الجديدة ورواية «آيات شيطانية» للكاتب سلمان رشدي.
من هو الدكتور شريف الشوباشي؟
- هو كاتب صحفي وإعلامي مصري بارز، ترأس مكتب جريدة الأهرام بباريس لمدة 17 عاما.
- تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي من 2002 حتى 2005.
- له عدد كبير من المؤلفات من أبرزها هل فرنسا عنصرية؟ ثورة المرأة، يسقط سيبويه، نداء عاجل إلى نساء مصر.
- تعرض لهجوم شديد بسبب موقفه من الشيخ محمد متولى الشعراوي.
- كما تعرض للهجوم والنقد بسبب دعوته الشهيرة بخلع الحجاب في 2015.
- يعرف نفسه بأنه محطم الأصنام وصاحب الأفكار التنويرية.
- يتهمه خصومه بأنه نخبوي علماني، وبأنه يمثل تيار علماني متعصب معادي لقيم الإسلام، وبأن أفكاره محاولة لتغريب المجتمعات المسلمة وطمس ثقافتها.
- العدو الأول لتيار الإسلام السياسي، حيث يتهم دائما من قبل هذا التيار بالكفر والزندقة.
- حَصلَ الشوباشي عَلَى عدة أوسمة دولية رفيعة، منها: وسام الاستحقاق الرسمي الكبير لجمهورية إيطاليا، ووسام الفنون والأداب برتبة ضابط من جمهورية فرنسا، ووسام الاستحقاق الخاص من جمهورية روسيا الاتحادية.
مقدمة الرواية
بمبادرة من مصطفى الطالب بقسم الفغلسلفة بكلية الأداب دارت مناظرة ثنائية حامية بين الشيخ فرج، شيخ الجامع الذي يرتاده، والدكتور بسيوني استاذ مصطفى المفضل بالجامعة، وقد تقاذف الطرفان الحجج والبراهين وكأنهما لاعبان ماهران في رياضة تنس الطاولة.
أوضح الأستاذ أن الفلسفة هي الوسيلة العقلية للوصول إلى الحقيقة، وشرح بتبسيط شديد أهم الفلسفات التي أثرت على حياة الإنسان مثل الرواقية والوجودية والماركسية.
أما الشيخ فقد استخدم قدراته البلاغية ليأتي بأسانيد مفادها أنه لا توجد حياة دون دين، وأن الدين يجب كافة المجالات الأخرى مثل الفلسفة، والعلوم والأداب، وظل عقل مصطفى يتأرجح بين شيحه واستاذه، فيصدق الأول تارة والثاني تارة أخرى، لكن الصدمة التي أصابت مصطفى وجميع الحاضرين للمناظرة بالذهول جاءت عندما استشهد الدكتور بسيوني بمقولة الفيلسوف الألماني الشهير نيتشه، أن الإله قد مات.
لم يجد أحد تفسيرا لهذه الكلمات الثلاثة الرهيبة، التي كانت بمثابة قنبلة انفجرت في عقول كل من سمعها وأثارت البلبلة في نفوس الجميع، فما هو معناها؟
في معرض الكتاب
الرواية مطروحة الأن في معرض القاهرة الدولية للكتاب، في دار الياسمين للنشر والتوزيع.