«حجازى» يستعرض خطة الوزارة لسد العجز المعلمين بمسابقة ٣٠ ألف معلم
ترأس الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، اجتماع المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين على مستوى الجمهورية؛ لمناقشة عدد من المحاور المتعلقة بتطوير منظومة التعليم قبل الجامعي.
واستعرض الوزير، خلال الاجتماع، استراتيجية وجهود الوزارة لتطوير المنظومة التعليمية، مشيرًا إلى أن الوزارة انتهت من إعداد الخطة الاستراتيجية ٢٠٢٤-٢٠٢٩، وذلك من خلال تحليل لقطاع التعليم، وفى ضوء دراسة التحديات تم بناء الخطة الاستراتيجية التي تتوافق مع برامج الحكومة الثلاثة وهي بناء الإنسان المصرى، والتشغيل، وحماية الأمن، تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة، وتوجه الدولة المصرية، لأهمية امتلاك الطلاب لمهارات وجدارات تؤهلهم لسوق العمل المتغير.
وأوضح الوزير أن الوزارة لديها ثلاثة أهداف استراتيجية، وهى الإتاحة، والجودة، والاستدامة والتعلم مدى الحياة، كما تتضمن الخطة أربعة أولويات هى الوصول والمشاركة، والإنصاف وعدم التمييز، والجودة، والحوكمة والاستدامة، ويرتبط التحول الرقمى، والتعلم الأخضر والأمن المائي وغيرهم من القضايا الهامة بكل هذه الأولويات، مؤكدًا على أن التطوير خطة دولة، وتسعى الوزارة إلى تحقيق الاستدامة والتكامل مع كل الجهات والوزارات الأخرى لتحقيق قيمة مضافة مع إعطاء أولوية للمرأة والطفل وذوي الهمم.
واستعرض الوزير، خلال الاجتماع، رحلة تطوير المناهج بهدف تحسين جودة حياة الطلاب وأسرهم والتي بدأتها الوزارة بالمرحلة الابتدائية وفق المعايير الدولية، كما تم وضع الإطار العام لمناهج المرحلة الإعدادية والانتهاء من الوثائق النوعية لكل مادة والاهتمام بالبنية المعرفية للطلاب، ودمج المفاهيم الحديثة كريادة الأعمال، والقضايا السكانية وتغير المناخ، والذكاء الاصطناعي، ومهارات الاتصال، ومهارات التفاوض، في مناهج جميع المواد الدراسية بطريقة متداخلة Cross-cutting من خلال الأنشطة المدرسية، مضيفًا أن الوزارة بصدد تطوير المرحلة الثانوية، حيث تعد حاليا لإطلاق المؤتمر القومي الخاص بالحوار المجتمعي حول تطوير مناهج المرحلة الثانوية، بمشاركة كافة الأطراف ذات الصلة بالمنظومة التعليمية محليًا ودوليًا للاستماع ومناقشة كافة الآراء للوصول إلى أفضل الآليات الخاصة بتطوير منظومة المرحلة الثانوية بما يحقق صالح الطلاب ورفع المعاناة عن كاهل الأسر، حيث ترتكز الرؤية العامة لتطوير منظومة المرحلة الثانوية على منح الطالب أكثر من فرصة من خلال تعدد محاولات التقييم، فضلًا عن أهمية تعدد المسارات وحرية الاختيار بينها بما يتناسب مع كل طالب وميوله وقدراته.
واستعرض الوزير أيضا نماذج مضيئة للمدارس المصرية ومنها المدارس الرسمية الدولية (IPS)،مشيرًا إلى أنها تقدم خدمة تعليمية متميزة، وتهدف لإتاحة الفرصة لأولياء الأمور الراغبين في تعليم أبنائهم تعليمًا دوليًا بمصروفات مناسبة، ويبلغ عددها حاليا ٢٥ مدرسة، وتسعى الوزارة إلى التوسع فى أعداد هذه المدارس خلال المرحلة المقبلة.
كما تطرق الوزير للحديث حول نموذج آخر للتعليم وهي مدارس مصر المتكاملة للغات (EILS) ويبلغ عددها ٤ مدارس على مستوي الجمهورية بمحافظات القاهرة والمنوفية والدقهلية، وتتميز بتطبيق وتنفيذ المناهج بالمعايير الدولية، وتنمية الموهوبين والتعليم القائم على الإبداع، ونظام الدراسة بها يعتمد على تخصيص ٨٠٪ للأنشطة و٢٠٪ للاختبارات، بالإضافة إلى التركيز على تعليم الأقران وبناء شخصية الطالب، ومصروفاتها الدراسية تتناسب مع الأسر متوسطة الدخل.
كما أشار الوزير إلى مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM) والتي يبلغ عددها ٢٠ مدرسة على مستوى الجمهورية إضافة لمدرسة العباقرة، مؤكدًا على اهتمام القيادة السياسية بهذه المدارس والتوسع في أعدادها لأنها تعد الطالب بمتطلبات العصر من خلال التعلم القائم على المشروعات capstone فضلًا عن تنوع مصادر المعرفة، وحصول طلابها على جوائز ومراكز متقدمة في المسابقات الدولية.
وتابع الدكتور رضا حجازي مستعرضا خطة الوزارة لسد العجز في أعداد المعلمين من خلال "مسابقة ٣٠ ألف معلم"، مشيرًا إلى أن كافة الإجراءات الخاصة بالمسابقة تمت وفق القانون، وبشفافية ونزاهة عالية، وتأكيدًا لمبدأ تكافؤ الفرص، وفي ضوء العجز بكل مديرية تعليمية، مضيفًا أنه في ضوء التنمية المهنية للمعلمين تم إطلاق المبادرة الرئاسية "١٠٠٠ مدير مدرسة"، وتقوم الوزارة بتقديم كافة سبل الدعم لهم والتوجيه بنقل الخبرات إليهم وتحقيق الاستفادة القصوى من قدراتهم وأفكارهم في إحداث التطوير المنشود، كما أن الوزارة بصدد إطلاق وثيقة معايير المعلم، من خلال مشروع "التعليم من أجل الغد” والتي سيتم تطبيقها في ٣ محافظات كمرحلة أولى وهي بني سويف، ودمياط، والدقهلية على أن يتم تعميمها بعد ذلك على باقي محافظات الجمهورية.
ووجه عبد الرؤوف علام رئيس المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين الشكر لوزير التربية والتعليم باسم المجلس لجهوده المبذولة في الاستقرار الذي يشهده العام الدراسي الحالي في ضوء الخطة الاستراتيجية للوزارة والقرارات التي تخدم العملية التعليمية.
وأثنى رئيس المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين على الجهود المبذولة بالمناهج الجديدة والتي جاءت لتعبر عن نواتج ومخرجات تعلم حقيقية، فضلًا عن حسن سير وانضباط امتحانات نصف العام الدراسي.
ومن جهتها، أعربت الدكتورة إيمان حسن المدير التنفيذي للمجلس عن سعادتها بهذا الاجتماع، برعاية وحضور الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، وحرصه لحضور هذا الاجتماع لإيمانه بأن مجلس الأمناء والآباء والمعلمين هو أحد روافد العملية التعليمية الداعمة لجميع أبنائنا الطلاب والمعلمين.
وأشارت الدكتورة إيمان حسن إلى أهمية هذا الاجتماع للتعرف على التحديات التي تواجه المديريات التعليمية، والتي يساهم مجلس الأمناء والآباء والمعلمين في حلها، ودعم تنفيذ الأنشطة والبرامج التي تعمل على رعاية وبناء شخصية الطالب، ورعاية ودعم المعلمين، الذين يحتاجون إلى خدمات لوجيستية، وكذلك المشاركة الفعالة في تنفيذ البرامج والمبادرات الرئاسية التي تعزز الشعور بالهوية المصرية لجميع العاملين وأبنائنا الطلاب.
وقد شهد الاجتماع الاتفاق على إنشاء وحدة للبحث العلمي تتبع المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين بكل محافظة، ويتم تمويلها بمشاركة مجتمعية من المجلس بهدف رعاية ودعم المتميزين والمبتكرين والفائزين في المسابقات الدولية من الطلاب، وكذلك دعم تفعيل الأنشطة الطلابية داخل المجتمع المدرسي، وتفعيل دور مجالس الأمناء والآباء والمعلمين على كافة المستويات فى تعبئة جهود مؤسسات المجتمع المدني لتنفيذ استراتيجيات الدولة في التعليم.
وقد حضر الاجتماع المستشار أشرف المستشار القانوني بالوزارة، وعبد الرؤوف علام رئيس المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين، والدكتورة إيمان حسن المدير التنفيذي للمجلس، ورئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية، والدكتور طارق عمارة نائب رئيس المجلس، والدكتور عمرو الدسوقى أمين المجلس، والأستاذ أمين الدسوقي مدير عام الإدارة العامة للأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية، ومحمود حجاج مدير عام الإدارة العامة للدعم والتواصل، وأعضاء المجلس بمختلف المحافظات.