«الكوش».. مخدر جديد من «عظام الموتى» يهدد حياة الشباب
يعد إدمان المخدرات من أخطر المشكلات التي يتعرض لها الفرد أو المجتمع، وأضراره لا تمس المدمنين فقط، بل تمتد آثاره ليلحق أضرارًا اجتماعية واقتصادية، حيث هناك عقاقير مخدرة جديدة بدأت تظهر وتغزو «سوق الكيف» بأسماء ومسميات جديدة لم تكن موجودة من قبل؛ لكن جميعها تنتمي إلى فصيل المخدرات التخليقية المدمرة لخلايا المخ.
وفي هذا الصدد، أثار عقار جديد يسمى «الكوش» حالة من القلق الكبير في عدد من الدول، حيث يقدر أنه يقتل نحو 10 أشخاص كل أسبوع، ويدخل الآلاف إلى المستشفيات حول العالم، ويتسبب هذا الدواء، الذي يستخدمه في الغالب شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، في حالات مثل: النوم أثناء المشي، أو السقوط، أو ارتطام رؤوسهم بالأسطح الصلبة، أو السير عكس حركة المرور.
ويعرف عقار «كوش» بـ«مخدر الزومبي»، حيث انتشر بسرعة كبيرة في غرب إفريقيا، وساعد في ذلك أنه يباع بأسعار زهيدة، ورغم كونه يتكون من مزيج من القنب الهندى والفنتانيل والترامادول والفورمالدهيد، إلى جانب دخول عظام بشرية مطحونة إلى مكوناته، إلا أنه قد يحول متعاطيه إلى «زومبي» حسب موقع «ساينس أليرت».
وتسلط «النبأ الوطني» الضوء على مكونات عقار «كوش» المخدر وأضراره ومخاطره التي قد يتعرض لها مدمن المخدرات، خاصة أن هذا العقار ينتمي لفصيلة المخدرات التخليقية المدمرة لخلايا المخ، وحقيقة إضافة العظام البشرية المطحونة إلى مكوناته؟، ومن أين تأتي هذه العظام؟ وسبب دمجها في المواد المخدرة؟
استخدام العظام ليس جديدا
وتعليقًا على ذلك، يقول اللواء سيد محمدين، مساعد وزير الداخلية لقطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة سابقًا، وخبير أمني، إن مخدر المسمى بـ«كوش» ليس موجودًا في مصر، ولكن استخدام العظام البشرية وإضافتها إلى المواد المخدرة التخليقية ليس جديدا، فهو أمر يحدث منذ عشرات السنين على يد تجار المواد المخدرة.
ويضيف مساعد وزير الداخلية لقطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة سابقًا، وخبير أمني، في تصريحات خاصة لـ«النبأ الوطني» أن تجار المخدرات يستعينون بالتُرابية لجلب الجماجم البشرية من «القبور»؛ من أجل طحنها وإضافتها إلى مسحوق «الهيروين».
ويؤكد «محمدين»، أن هذا الأمر بدأ مع ظهور المواد التخليقية، وكان بدايته مع دخول الهيروين إلى مصر، حيث كان تجار المخدرات لا يستطيعون جلب أو تهريب كميات كبيرة لمسحوق الهيروين من الخارج، حتى لا يتم ضبطهم، فكان التاجر عند جلب «الهيروين» من الخارج لا يزيد عن نصف كجم أو 1 كجم على أقصى تقدير، لأن دخوله كان بصعوبة شديدة.
ويكمل: «لذلك يلجأ تجار الكيف إلى التُرابية للحصول على الجماجم لطحنها وإضافتها على مسحوق «الهيروين» لزيادة الكمية، خاصة أن الجمجمة بعد طحنها تعطي نفس اللون والملمس للمسحوق المخدر فقط، وأنه لا علاقة بالجمجمة المطحونة بالمادة المخدرة، سوى زيادة الكمية فقط لا غير، لذا يتم استخدام هذه الجماجم وإضافتها في الهيروين لزيادة الكمية فبدلًا من 1 كجم يصبح 3 كجم بعد خلط الجماجم في الكمية».
من ناحيته، يوضح الدكتور محمد طارق يحيى، أستاذ الأمراض النفسية وعلاج الإدمان، أن عقار «الكوش» المخدر ظهر في الفترة الأخيرة، وآثار حالة من القلق في عدد كبير من دول غرب إفريقيا، ولا سيما في سيراليون، مؤكدًا أن هذا العقار المخدر الجديد يدخل في مكوناته عظام بشرية، ويحول متعاطيه لـ«زومبي»، كما أنه يقتل نحو "10" أشخاص كل أسبوع، ويدخل الآلاف إلى المستشفيات.
مكونات مخدر الكوش
ويضيف أستاذ الأمراض النفسية وعلاج الإدمان، أن مخدر الكوش يتكون من مزيج من الترامادول، والقنب الهندي، والفنتانيل، والفورمالدهيد، وبحسب البعض يتم طحن عظام بشرية إلى هذه المكونات، لافتًا إلى اختلاف تأثيرات الدواء حيث يعتمد على المستخدم ومحتواه، إذ يسبب القنب مجموعة واسعة من التأثيرات، والتي تشمل النشوة والاسترخاء وحالة الوعي المتغيرة.
ويكمل: «وبالنسبة للفنتانيل، وهو مادة أفيونية قوية للغاية، يسبب النشوة والارتباك، ويسبب النعاس من بين مجموعة واسعة من الآثار الجانبية الأخرى، وبالمثل، فإن الترامادول، وهو أيضًا مادة أفيونية ولكنه أقل فعالية من الفنتانيل "100 ملغ من الترامادول له نفس تأثير 10 ملغ من المورفين"، ويؤدي إلى شعور المستخدمين بالنعاس، والتباعد والانفصال عن الأشياء التي تحدث، أما بالنسبة للعظام البشرية المطحونة، فلا توجد إجابة محددة حول ما إذا كانت موجودة في الدواء أم لا، وسبب دمجها في العقار الجديد».
ويشير إلى أن هناك دراسات حديثة توضح عدم احتواء مخدر الكوش على عظام بشرية مطحونة، وتعتمد هذه الدراسة على عدم وجود ما يمكن أن يكون مخدرا في العظام البشرية حتى لو كانت مملوكة لأفراد تعاطوا المخدرات من قبل، وبالتالي لن تكون هناك فائدة حقيقية من إدراج العظام في مزيج الأدوية.
ويرى «يحيى» أن سبب دمج العظام في الدواء قد يكون بسبب أن محتوى الكبريت في العظام يسبب ارتفاعًا في تأثير المخدر على العقل، وقد يكون السبب الآخر هو محتوى المخدرات في العظام نفسها، إذا كان المتوفى من مستخدمي الفنتانيل أو الترامادول، وقد يؤدي تدخين الكبريت إلى إنتاج ثاني أكسيد الكبريت شديد السمية واستنشاقه، وبالتالي أي محتوى دوائي في العظام يكون أقل من المستوى المطلوب لإحداث تأثير فسيولوجي.
ويوضح أن الخليط الذي يتكون منه مخدر الكوش يعد في حد ذاته ضارا بشكل كبير، ويتسبب في الوفاة المباشرة بسبب الجرعة الزائدة المميتة، التي لا يمكن التحكم فيها لعدم وجود "مراقبة جودة" تمكنها من السيطرة على النسب المختلفة للمواد الكيميائية المكون منها الكوش، وهذه الأدوية غير مكلفة، وتوفر وسيلة للهروب من البطالة، والفقر، والاعتداء الجنسي والجسدي.
ويتابع: «ويستخدم عقار كوش في الغالب شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، وينتج عن تعاطيه العديد من الأعراض أبرزها السير عكس حركة المرور، النوم أثناء المشي، أو السقوط، أو ارتطام رؤوسهم بالأسطح الصلبة».
مخاطر المخدرات
ويوضح أستاذ الأمراض النفسية وعلاج الإدمان، أن للمخدرات خطر ذو شقين منها إيذاء النفس لمتعاطي المخدرات، وطبيعة المخدرات نفسها التي تسبب الإدمان، وهناك مشكلة أخرى تتمثل في الحاجة إلى تمويل الجرعة التالية، والتي يتم تحقيقها غالبًا من خلال الدعارة أو النشاط الإجرامي.
ويضيف أنه من أشد الأضرار التي يتعرض لها مدمن المخدرات هو التأثير السلبي للمخدرات على صحة وجسم المدمن، وحدوث التهابات في المخ، والتي تؤدي إلى الشعور بالهلوسة وأحيانًا فقدان الذاكرة، وحدوث اضطرابات في القلب، وارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث انفجار الشرايين، والتعرض لنوبات الصرع إذا توقف الجسم عن تعاطي المخدر فجأة.
ويكمل: «من أضرار المخدرات الصحية أيضًا ضعف الجهاز المناعي والصداع المزمن، وفي حالة الحمل قد تتعرض المرأة الحامل لحدوث فقر الدم وإجهاض الجنين وقد يمتد الأمر لحدوث عيوبًا خلقية للأجنة، تليف الكبد وبالتالي زيادة نسبة السموم في الجسم، اضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الشهية؛ مما يؤدي إلى الهزال والشعور بعدم الاتزان، التأثير السلبي على النشاط الجنسي».